اهم الاخبار
الخميس 25 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

محمد السمالوسي يكتب: شخصيات تسمم حياتك.. احذرهم

48686411-fd81-456c-9924-a35d1c1a2000
48686411-fd81-456c-9924-a35d1c1a2000

في واقع الحياة، أشياء عديدة تحاول أن تحدَّ من تقدمك خطوة للأمام، تجرفك للوراء، تُكبّل قدميك وتثقلهما بأعباء ما لك بها من سلطان. هذه الأشياء تأتيك مرة على هيئة ظروف وإمكانيات لا تتناسب مع طموحاتك ولا مع ما بداخلك من طاقة، وتأتيك مرات تلو مرات على هيئة طفيليات بشرية تحاول أن ترعى على بنيانك حتى يتصدع ويخر بنيانك من القواعد هداً.. وتسمم حياتك كل لحظة! هذه النوعيّات البشرية الغريبة، تتبنى أفكاراً تقليدية، ورؤى عقيمة، ومشاعر باردة، وضمائر ميتة . تتبنى حماقات تريد أن تجبرك على أن تحيا بشعور مطعون، تحيا بين استنسار البُغاث، واستذآب الكلاب، واستئساد الفئران، واستدياك الدجاج! جراحات كثيرة، وطعنات لا تنتهي! فقد تكون راضيًا بمعاشك، سعيدًا برزقك، مُفعمًا بالأمل، مُتفاءلًا بالخير، مشغولًا بأمرك، عاكفًا على طريقك، مُركزًا على هدفك.. فأنت في دوحة الجهاد الفكري والأدبي، وترى أن ميدانك الذي اصطفاك الله له هو خير الأرزاق وأطيب الهبات التي تتطلب منك شكرًا وحمدًا. وعلى غِرة من حالك يأتيك « فؤاد»، يلتقم "فؤادك" ولا شأن له سوى الفضول الممقوت، وهدر الوقت، يباغتك بزيارة فارغة ليس منها طائل غير أن يؤلم قلبك ويُحدث شرخا في جدار روحك ويُلقي بأكوام من التعاسة أمام بُنيان نفسك، فيخبرك الزائر المُمِل أن هذا الطريق الذي شرعت وتسير فيه طريق لا فائدة منه، فأنت تضيع حياتك في أوهام، افهم يا ولد، «المال ثم المال!».. ثم يأخذك إلى حظائره ويسرد على مسامعك أن فلان أصبح يمتلك كذا، وفلان الأخر شيد بُنيانا، وشهقان تزوج، وعتمان سافر، وعثمان اشترى أرضًا. أيها الزائر الملل، مالي بشئون غيري، أنا أرى أنني أغنى منهم برضاي وحالي وطريقي، وفي قلبي سعادة برزقي، ومُبتهجًا بنهجي، وحياتي رشيدة.. لا يشغلني ماذا فعل عثمان وشعبان ومتى يأتي رمضان من سفره؟ أنا في خيمتي، وهم في خيمتهم، أنا أرى حياتي العمار، وطريقي البناء، كُفّ عن هرائك وامسح عفن لسانك باستغفار أو بتسبيح ، ولاتلجأني إلى ما يشينك. - أنا حريص عليك يا ولد، فلتهدأ! - أنا في غنى عن هذا الحرص المؤلم. وتذهب إلى زيارة صديق، فتجد من عنده يأخذونك إلى طريق الوجع، إلى نهج الطاقات السلبية المُدمرة، فتجد عمه يُمصمص شفتيه على أنك لم تتزوج بعد، وخاله يرتب على كتفك، وأنت لا تعلم هل ما يفعله شفقة وعطفًا أم خنقا وضِيقًا! - أنا سعيد بحالي ما شأنكم بي! لماذا يُصرُّ بعض فارغي العقول، وصِغار الأحلام، أن يُمطروا الأرواح الهادئة بأشياء مُملة، لا قيمة لها من وجهة نظرك؟ فأنت إن أبديت امتعاضًا أو ضِيقًا أو ذكرتهم بفشلهم ونجاحك، زاد غضبهم، وأخذوا يبحثون لك عن ما يجعلك تزداد ضِيقًا، وإذا صمتَّ تجد قولونك العصبي يهيج هياجًا مريراً. وشخصيات مُسممة أخرى . ــ أميرة بلغت الثلاثين ولم تتزوج. ــ نصيب! فتتبرع طنط "مواجع" في سرد ما يُؤلم أميرة، وتعطيها من نصائحها الباهتة، وتغرف لها من فؤادها المريض أطباق التوجيهات المُرهقة المُملة في كيفية صيد "محروس". - يا طنط "مواجع" أميرة فتاة عاقلة طموحة جميلة، سعيدة بما هي فيه، لم تطلب منك لا نصحًا ولا رشدًا، هي حرة طليقة، تراعي ربها وترضى بقدرها، وتنتظر ما ادخره لها القدر، أتى الفرج أم لم يأت فليس هذا يعنيك. - وهذا "وديع" زميلك في العمل، يتلمظ غيظًا من تفوقك وتميزك، هو لا يترك لك شيئًا مُنغصًا إلا فعله، ها هو قد انضم إلى حزب "أسفن للريس".. نعم، فإذا تأخرت، تأخر ياريس، وإذا أخطأت أخطأ ياريس، وإذا صادقت أحدًا، صادق فلان ياريس.. فحركاتك وسكناتك مرصودة، وأنفاسك معدودة، ثم تأتي لحظة الانفجار من ملل "وديع" فتؤلمه وتوجعه، ضربني ياريس، وقد أتته الفرصة، افصله ياريس! لماذا يا "وديع" تركز مع زميلك، اكتفي بشغلك، وابنِ معه علاقة مُحترمة مُتعاونة، "وديع" أنت فاقد الثقة في نفسك، متملق ووصولي وخسيس ولست سويًا. إنك بتصرفاتك هذه "وضيع" ولست "وديع" . وهذا " بركات" مهموم جدًا أنك تؤيد توجه ما وتدعمه.. - خيرًا، يا بركات! - النهج الذي تنهجه غير رشيد. - لم؟ بحجج واهية، إذا أخضعتها للاستدلال والعلم والمنطق، فهي من قبيل العامية الفكرية لا ترقى حُججه العليلة حتى للعرض على النقاش.. فتناقشه فيغضب بل يكيل لك تُهمًا جَمّة.. فإذا سكت فأنت ضعيف! ــ بركات، دعني، أدعوك أن تلحق طبق المحشي! اذهب له "على مسئوليتي". اذهب وخلصني من "بركاتك" التي لو استسلم لها الإنسان لدكته دكاً، ولخر من هولها صَعِقاً . مواقف كثيرة في كتاب الحياة مُرهقة، وأشياء كثيرة مُملة، الناس " تحشر " نفسها في كل شيء فتجدهم مشغولين بطلاق "ميار"، مُهتمين بحال "عنايات" ليس لمساعدتهما بل لوجعهما.. إذا تزوّج شاب مُطلقة ذبحوه، وإن تزوّج مُسن فضحوه، الفضيلة عندهم تُطوى، والرذيلة عندهم تُروى حتى تُؤلف منها كتبًا عدّة.. يتدخلون في خصوصياتك، بل أدق خصوصياتك دون طلب منك ودون استئذان منهم، فقد تكون بحياتك راضيًا، قانعًا، مُركزًا، ولكنهم لا يرتاحون، ولا يهدأ لهم بال إلا أن تَنام مطعون القلب، دامع العين، مشغول البال، شارد الذهن، مُنهك الجسد، مُحطم النفس . حينها يتنفسون الصعداء لأن نيتهم الخبيثة وضمائرهم الميتة قد وصلت إلى ما ترنو إليه وأصابتك في مقتل . هذه الشخصيات التي تسمم لك حياتك.. هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ