اهم الاخبار
الجمعة 03 مايو 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

حاتم الدالي يكتب : المعلم مهنة من لا مهنة له

المعلم مهنة من أرقى المهن وحسابها وأجرها عند الله مضاعف والله أعلم لكن من أوكل إليه العلم وحمل أمانة تعليم غيره من أطفال وشباب ورجال ونساء فهي أمانة لو يعلمها حاملها لتوخي الحذر منها. لم نكن نرى أو نسمع عن فئة المعلم أو المدرس أنهم كانوا يوما من أصحاب الأموال أو أغنيائه فدائما كنا نرى نموذج المعلم رجل يعيش حياة بسيطة عادية بخلاف ما يظهر عليه من مظهره الخارجي وحفاظه الدائم عليه بأقل الأشياء بدءا من حذاء عادي ولكن الملفت فيه نظافته ولمعانه لملابس لا تتغير ولكن فيها وقار ونظافة. لم نري منهم باحث عن مال أو شهرة أو منصب بل وجدناهم يبحثون ويتنافسون فيما بينهم على أداء رسالة ونتائجها في طلابهم. لم نشهد أثرياء المعلمين إلا بداية من ثمانينيات القرن الماضي وهذه بدأت مع سلاسل الكتب الخارجية والدروس الخارجية التي كان لها اساتذة محددون يخشون أن يعلم أحدا عنهم شيئا وخاصة مدارسهم التي يعملون بها. هجر هذه المهنة الكثير مع تغير الحياة ونظرة المجتمع بعد أن أصبح تقييم الناس لبعضهم البعض بما يملكونه من أموال وبعد أن تحول التعليم إلى سلعة تباع وتشتري وإنهيار منظومة القيم والآداب العامة. وأصبحت مهنة المعلم للأسف مهنة من لا مهنة له وأصبحت مهنة تستخدم لسد عجز البطالة للبعض وتعويضا للنقص والاحتياج في هذا القطاع فظهرت العقود المؤقتة قليلة القيمة التي ليس كل من قبل بها حقًا يصلح لأداء الرسالة. وحقيقة إذا أعدنا تقييم هذه المهنة فستجد أن ٨٠٪؜ من العاملين بها لا يصلحون لادائها شانها شأن مهن كثيرة انحدرت بالمجتمع. قد يتصور البعض أن هذا هجوما على المعلم ولكن الحقيقة هو توفيرًا لهذه المهنة فليس كل من يعمل بهذه المهنة يستحق لقبها وشرف رسالتها. رسالتي لوزير التربية والتعليم الذي أرى أنه من أفضل وزراء التعليم بالحقبة الأخيرة أعد تقييم العاملين بالمهنة واستبعد منها من لا يستحقون شرف الانتساب لها وأصلح أحوال البقية منهم المعيشية والأدبية والمادية.. رمضان كريم.

كاتب المقال : نائب رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية للشئون السياسية والتنظيم