اهم الاخبار
السبت 20 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

حاتم الدالي يكتب : السياسة والأخلاق

حاتم الدالي
حاتم الدالي

كثيرا يحاول البعض انتزاع مفهوم الأخلاق عن السياسة، وللأسف ينساق خلفهم الاغلبية دون دراية او علم ولكن كنوع من انواع الاحتجاج . من الطبيعي أن تتاثر السياسة بالأخلاق فهي حركة تنظيم المجتمع ووضع اطر للتعاملات وإيجاد الحلول والتعامل مع المشكلات في حدود المتاح وباستخدام ما ميز به الله بني آدم العقل فهي فن الممكن بمعني كيفية التعامل مع الأحداث وفقا للظروف والمعطيات والإمكانيات المتاحة . فاذا غابت الأخلاق عن المجتمعات فلا تتحدث عن أخلاق سياسة فالبديهي انها تغيب أيضا عن السياسة فلا تستطيع او يستطيع عاقل أن ينفي ان الأنبياء والرسل كان بتعاملاتهم مع مجتمعاتهم التي خرجوا منها فن من فنون السياسة فسيدنا محمدا صلوات الله وسلامه عليه تعامل بها فصلح الحديبية مثلا كان سياسة وكثيرا من المواقف كان فيه جزء من سياسة حتي فنون الدعوة كانت بسياسة . ولكم في قصص القرأن الكريم وسير الأنبياء كثيرا من الأمثلة علي السياسة في التعامل مع الأحداث فقصة سيدنا ابراهيم مع قومه وصور جدال قومه معه ورده عليهم في تحطيم أصنامهم . وكثيرا من الصور تشهد علي فن من فنون السياسة في التعامل والحجة . أحيانا نجد البعض ينجرف في احتجاجه ليصف فن من فنون الإدارة والتعامل مع الأحداث بانعدام الأخلاق والحقيقة ان المجتمع هو من غابت عنه الأخلاق. فلا تستغرب حين تجد احدهم يكتب واصفا السياسيين بالقرود بالغابة اذا اتفقوا أكلوا المحصول وإذا اختلفوا دمروا المحصول هذا وصف يطلقه حمار في مملكة الحيوان علي أحداث داخل مملكته التي يعيش بها فلا تنتظر منه الا تشبيها يليق بالمملكة التي هو منها ويري نفسه فيها . أن رب العزة حين ضرب الأمثال ولله المثل الأعلى كانت علي سبيل الحصر محددة بتصرف يستنكر ويحتقر فعلي الرغم من مساوئ واخطاء وخطايا بني ادم الا ان الله سبحانه وتعالي قد كرم بني ادم وميزه بالعقل بل وأمر ملائكته ليسجدوا لخلقه وعظمته وقدرته سبحانه وتعالي فلا تتحدثوا عن أخلاق سياسة اذا كانت أخلاقكم غائبة وتعيشون وتتعاملون دون أخلاق . الكثيرون يتحدثون عن فصل الدين عن السياسة واخرون يتحدثون عن الدولة الدينية ويطالبون بها والحقيقة ان كلا الطرفان يعانون قصورا عقليا فكريا وكلاهما مخطئ . فالأديان نزلت لضبط حركة المجتمعات وأعاده تقويم اعوجاج البشرية وتقويم سلوكها وأخلاقياتها وارجعوا لقول نبي الله وخاتم رسله سيدنا محمد في سبب بعثته . " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " . فإذا اردتم مزيجا وهو لا انفصال فليكن مزيجا حقيقيا بدعوة المجتمع لمكارم الأخلاق التي هي عماد الديانات بهذا يكون المزج تعامل بأخلاق وخلق القرأن التي هي أساس كل الرسالات السماوية وبعدها تحدث عن السياسة وأخلاقها فلا أخلاق بسياسة في مجتمع انعدمت فيه الأخلاق وتراجعت . إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا . كاتب المقال : نائب رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية للشئون السياسية والتنظيم