اهم الاخبار
الخميس 28 مارس 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

وليد نجا يكتب: هل تنتصر عولمة الطبيعة على عولمة الاإنسان

عندما أنظر للكون نظرة الباحث المتأمل الذي يجمع بين حتمية اامتلاك العلم مع الإيمان والخضوع للقدره الإلهية فمدرستي تتبع المدرسة الواقعية في العلاقات الدولية التي تؤمن بأهمية امتلاك العلم والأسباب مع العمل وتؤمن بقضاء الله وتوفيقه فظاهرة تفشي انتشار مرض (كوفيد-19) عالميا والمعروف بفيروس كورونا المستجد وسرعة انتشاره من دولة إلى أخرى تؤكد قدرة قوى الطبيعة الإلهية بفيرس ضعيف مجهول لم يكن معروف قبل ظهوره في ولاية ووهان الصينية في شهر ديسمبر 2019، في أن تفرض عولمة بقوانين عادلة دون تفرقة بين الدول، فالدول الصناعية الكبرى وباقي دول العالم عاجزة فالكل يصارع الوقت للاانتصار علي ذلك المجهول طبقا لقدراته منفردا دون مساعدة فسنة الله في الكون الااختلاف فلكل دولة طبيعتها وخصوصيتها التي لا تتلائم مع طبيعة الدول الأخرى. فالااختلاف سنة كونية شرعها الله سبحانه وتعالي في اللغة واللون والدين وغيرها ولو شاء الله سبحانه وتعالي لجعل الكون كله كتلة واحدة متجانسة لا اختلاف فالاختلاف رحمة من الخالق عظمت قدرته للبشر فالخير نقيضه الشر وكلاهما جند من جنود الله سبحانه وتعالي ليعرف الانسان قيمة الخير والعدل فلولا الشر كيف لنا كبشر أن نعرف قيمة العدل والخير فلولا المرض كيف نعرف قيمة الصحة وهكذا فتلك سنن كونية وتاريخيا لم تسيطر قوة منفردة علي العالم فقديما كانت الإمبراطورية الفارسية وكانت الإمبراطورية الرومانية توازنها في القوى وهكذا وعندما تضعف وتضمحل قوى كبرى تظهر قوى أخرى تحل مكانها وصولا للعصر الحديث والحرب العالمية الثانية وهيمنة القوى المنتصرة علي قيادة العالم بقوة المنتصر وهي دولة الاتحاد السوفيتي التي كانت تدعم النظام الشيوعي وتدور في فلكها دول الكتلة الشيوعية ودولة الولايات المتحدة الاأمريكية وتدور في فلكها دول الكتلة الغربية. وهناك كتلة عدم الإنحياز وتشمل باقي الدول التي لا تنتمي للكتلتين ونتيجة اامتلاكهما وما يتبعهما أسلحة مدمرة ومنها الأسلحلة النووية وغيرها فتحول الصراع الدولي من استخدام القوي الصلبة بين الكتلتين وخاصة بعد دراسة نتائج أنتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر وتداعيات حروب الخليج وصلا لحرب إحتلال الكويت فأستبدلت الحرب الصلبة المباشره بين الجيوش النظامية إلي حروب العقول بالأرغام بإستخدام القوي الناعمة والتطويع بالإزمات والصراعات والأرهاب وغيرها فتنهار الدول من الداخل رغم أمتلاكها قدرات عسكرية هائلة فينهار الاقتصاد كماحدث مع الأتحاد السوفيتي فإنهارت الكتله الشرقية. وتفردت القوي الغربية بالعالم ففرضت بقوه المنتصر والقطب الواحد العولمة من المنظور الأنساني التي لا عدالة فيها لتهمين على العالم وتفرض ثقافاتها واأيدلوجياتها مع الحيلولة دون ظهور قوي تحد من قوتها فااستخدمت في الصراعات أدبيات لشن الحروب والصراعات ومنها لفظ الدول المارقة وااستخدمت الشعارات البراقة مثل حقوق الاإنسان وغيرها فدمرت دول وشعوب أمام هيمنة العولمة التي معيارها حق يراد به باطل ، إنظروا إلى دول الجوار الجغرافي أي دين أو شرع يستبيح القتل والتدمير والمضحك لحد البكاء أن ترفع شعارات دينية وتنادي بشعارات جوفاء تمولها قنوات مرتزقة ودول تنفذ اأجندات تصبح في صالح أعداء أمتنا هنا اانتحار للمنطق ختم الله على قلوبهم غشاوة. ولكن قوانين ونواميس الطبيعة ثابتة فكل شئ بمقدار قدره الله سبحانه وتعالي فعولمة الإنسان فرضته الدول الكبري في ظل عجز المنظمات الدولية التي هي من شرعت قوانينها لتعظيم مكاسبها ولوعلي حساب عدالة القوانيين و لكن عولمة الطبيعية عادلة وكل دولة حسب قدرتها منفردة علي الصمود دون احتساب القدرات العسكرية وذلك من وجهة نظري إعجاز إلهي لم يكن أحد يتصوره فجميع الدراسات والسيناريوهات التي أعدت علي المستوي الدولي المستقبيلية والمتوقعة لإعادة تشكيل القوى الكبرى حول العالم أراها قد أعجزها ذلك السيناريو بميكروب لا يري إلا تحت المجهر وحيدت الدول الكبري فالكل سواسية فالقوي العالمية كانت تخشي الحروب النووية لإحداث توزان قوي ينهي هيمنة القطب الواحد الذي وصل لمنحني هبوط يسمح لذلك المخاض المتعسر فتظهر قوي دولية تحدث التوازن والمرشح بقوه الصين وروسيا وغيرهما من الدول طبقا لقدراتهم علي الصمود أمام تداعيات تلك الأزمة الوبائية . فهل تداعيات أزمة كورونا ستسرع من وتيره ذلك المخاض فعولمة فيرس كورونا أعراضها الأكثر شيوعا علي مستوي العالم تتمثل في معاناه المريض من بعض الأعراض ومنها "الآلام والأوجاع أو احتقان الأنف، أو الرشح، أو ألم الحلق" وكذلك الحمى ولا يحتاج اانتقالها لحاملات الطائرات ولا صواريخ عابره للقارات بل تنتقل العدوي من شخص مصاب يصيب المخالطين له وهكذا تتضاعف الاإصابات وينتقل الفيرس عن طريق القُطيرات الصغيرة التي تتناثر من الأنف أو الفم وكذلك عند السعال فتتساقط هذه القُطيرات على الأشياء والأسطح المحيطة بالشخص. ويمكن حينها أن يصاب الأشخاص الآخرون بمرض كوفيد-19 عند ملامستهم لهذه الأشياء أو الأسطح فلم يكن أحد يتصور أن ميكروب صغير سيحدث تلك الضجة العالمية تقف أعتي الدول الكبري عاجزه عن مواجهتة فكانت تلك الدول تشن الحروب وتدمر وتقتل ألاف البشر لمقتل أحد مواطنيها العراق وليبيا نموذجا ، فهي عاجزه الأن رغم قدراتها وأمكانيتاها ويموت عندما ألاف البشر وتحرم من هم فوق الستين من العلاج فسقطت جميع نظريات حقوق الأنسان أخلاقيا وتقوم مراكز الأبحاث علي مستوي العالم بمسابقه الزمن لأكتشاف برتكول علاجي لهذا الفيرس الغامض فهل تنتهي تلك الأزمة بإعاده توزيع القوي علي المستوي الدولي. فهل نعود للدولة القومية أم ستظهر نظم دولية جديدة وتختفي دول وتظهر دول وقوي أخرى هذا ما سوف تكشف عنه الأيام القادمة فقوي الطبيعة تستخدم أضعف وأصغر أسلحتها ميكروب لا يري بالعين المجردة يحدث تداعيات أقصي وأشد من ااستخدام الأسلحة النووية العاجزة عن حماية القوى الدولية الراهنة نتمني السلامة والشفاء من هذا الوباء لكن يظل السؤال الذي أطرحه فهل ستنتصر عولمة الطبيعة علي عولمة الاإنسان هذا ما سوف تكشف عنة الأيام القادمة.