اهم الاخبار
الخميس 28 نوفمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

أخبار عاجلة

بلازما المتعافين أحدثها .. علاجات واعدة لفيروس كورونا "كوفيد -19"

منذ ظهور فيروس كورونا( كوفيد -19 ) والجميع يحاول إيقاف هذا الوباء بشتى الطرق لكنه يهاجم البشر بكل شراسة ولم يستطيع البحث العلمي رغم تطوره وتقدمه لإنتاج مصل للوقاية أو علاج نهائي له، ولكن ظهر العديد من طرق للوقاية من الفيروس وبعض العقارات المستخدمة في العلاج، ولا يزال البحث العلمي يحاول التوصل لعلاج يخرج العالم من هذه الكارثة البيولوجية. وفيما يلي سنعرض العقارات التي توصل لها الأبحاث لمعالجة الفيروس أو المساعدة في علاجه وهي:

الريمديسيفير

بالأساس هو مضاد فيروسي استُخدم ضد الإيبولا، وإن لم يُقدم نتائج جيدة، وتُنتجه عملاق الأدوية الأمريكي، شركة جلياد. مطلع الشهر الحالي مايو/آيار 2020م، أُعلِنَ في الولايات المتحدة الأمريكية عن تسريع السماح باستخدامه لعلاج حالات الكوفيد 19 لكن لدينا بعض النتائج التي تؤكد فشل هذا العقار في القيام بالدور المأمول، ففي إحدى الدراسات الصينية، كانت نسبة الشفاء في المجموعة التي لم تتعاطَ الريمديسيفير نحو 13% بينما كانت 12% فحسب في المجموعة التي تناولته. بل في أواخر أبريل، اعترفت جلياد بأن نتائج إحدى دراساتها على فاعلية الريمديسيفير، لم تكن حاسمة. ما ثبُت لدينا وفق الأدلة العلمية المتاحة، وكما أعلن د.فاوتشي، العالم الأمريكي الشهير في اللجنة العليا لمواجهة الوباء في الولايات المتحدة، أن هذا العقار يساهم في تسريع عملية شفاء المرضى بنحو 3-4 أيام، وهذا يساهم في تخفيف الضغط على المنظومة الصحية.

الأفيجان

الاسم التجاري لعقار (فاڨيبراڤير) مضاد الفيروسات، الذي أنتجته اليابان عام 2014م ضد الأنفلوانزا، أظهرت دراسات صينية مبكرة أنه فعّال في تسريع شفاء حالات الكوفيد-19، وتقليل فرص تدهور الحالات المتوسطة إلى الوضع الحرج، وفي تركيا التي شهدت نسبًا عالية من الشفاء السريع للحالات، كان بروتوكول العلاج يقضي باستخدام الأفيجان – مع الهيدروكسي كلوروكين – مبكرًا في علاج الحالات، حتى الطفيفة منها. ورغم الإشارات الإيجابية العديدة المتعلقة بالأفيجان كمضاد للكوفيد-19، فإنه ما يزال يخضع للتدقيق في عدة دراسات موسعة حول العالم، وحتى اللحظة لا نملك دليلًا علميًا قاطعًا على جدواه، وما تزال العديد من الشكوك تحيط بالنتائج الإيجابية الأولية التي ظهرت لدينا.

مضادات فيروسية أخرى

الكاليترا، هو الاسم التجاري لدواء لعلاج الإيدز، يضم مضاديْ الفيروسات اللوبينافير، والريتونافير، وجُرّب في أماكن عديدة لمواجهة الكوفيد-19، لكن جاءت معظم النتائج مخيبة للآمال باستثناء دراسة صدرت في مايو الحالي ذكرت أنه يسرع شفاء بعض المرضى إذا استُخدم مع الإنترفيرون، ومضاد فيروسي آخر هو الريبافيرين. وكذلك لم يُظهر مضاد الأنفلوانزا الروسي الصنع أوميفينوفير – المعروف تجاريا بالأربيدول – فاعلية جيدة ضد الكوفيد-19.

مثبطات المناعة

استُخدم العديد من مثبطات المناعة وفي القلب منها الكورتيزون، وذلك لتهدئة رد فعل المناعة الشديدة في حالات الكوفيد 19 الحرجة، والذي يُعتبر من أهم آليات الوفاة.

الفيتامينات بجرعاتٍ علاجية

من بين ما استُخدم لمواجهة الكوفيد-19، الفيتامينات، وعلى رأسها فيتامين سي و د، فالأول من الثابت أنه يحسن مناعة الجسم، لا سيما خطوط الدفاع الأولى ومنها الأنسجة المخاطية التي تبطِّن الجهاز التنفسي، والثاني من المعلوم أن الكثير من كبار السن يعانون من نقصه، وهم الشريحة الأكثر تضررًا من الكوفيد-19. في الأدلة العلمية المتاحة حاليًا، ليس لدينا ما يقطع بدورِ علاجي فعال لتلك الفيتامينات، وإن أظهرت بعض النتائج الأولية لبعض الدراسات أن نسب الوفاة من الكوفيد-19 تزيد لدى من يعانون من نقص في الفيتامينات، لا سيما فيتامين د. لكن ما زلنا بحاجة لدراساتٍ أقوى للتثبت من مدى فاعلية فيتامين د ضد الكوفيد 19. وعمومًا، مع حالة الحظر في العديد من المناطق، وبالتالي قلة خروج كبار السن وتعرضهم للشمس، يُنصح بتناول مكملات دوائية تحتوي على فيتامين د لتعويض نقص تصنيعه.

البلازما "قبلة الحياة المُنتظَرة؟!

كثُر الحديث عن أن الأمل الواقعي حتى الآن يتمثل في البلازما المأخوذة من المرضى المُتعافين، حتى أن مصر أعلنت أواخر أبريل الماضي أنها ستبدأ تجاربًا لاختبار فاعلية تلك التقنية في مصر. نظريًا، تبدو الفكرة منطقية وواعدة للغاية. المرضى المتعافين هم من نجحت أجسامهم في تكوين مناعة فعَّالة ضد الفيروس، وأصبحت بلازما دمائهم – الجزء السائل من الدم – مُحمَّلة بكميات جيدة من الأجسام المضادة لفيروس الكوفيد-19. سنأخذ جزءًا من تلك البلازما، ونحقنه بما فيه من أجسام مضادة طبيعية في دماء المرضى المتعثِّرون. وليست هذه التقنية اكتشافًا آنيًا، فمنذ مائة عام حصل العالم إيميل بيرينج على جائزة نوبل لاكتشافها في علاج مرض الدفتريا، واستُخدمت سابقًا عام 2003م في علاج حالات فيروس السارس، الذي يُعتبر أخًا شقيقًا لفيروس الكوفيد-19، وأظهرت آنذاك نتائج جيدة. جُربَت تلك التقنية في دولٍ عديدة لعلاج الكوفيد-19، وذكرت مشاهدات الأطباء أن العديد من الحالات قد تحسَّنت ودون أعراض جانبية خطيرة. لكن جميع الدراسات التي نُشرت حتى لحظة كتابة تلك السطور، كانت دراساتٍ صغيرة، لا يزيد عدد الحالات في معظمها على 10 فقط، وليست دراسات مُقارنة، ولذا فالدليل العلمي المأخوذ منها ليس قويًا. لكن لحسن الحظ، فنحن بانتظار نتائج أكثر من 60 دراسة كبيرة تُجرى الآن، وأكثرها من الدراسات المقارنة، وعلى أعداد أكبر من المرضى. إذًا فحتى اللحظة، لا يوجد دليل علمي راسخ يقطع بفاعلية تلك الطريقة في علاج الكوفيد-19 لا سيَّما الحالات الحرجة. لكن لدينا بعض المرجّحات والمشاهدات الإيجابية التي تستحق المزيد من البحث العلمي الأقوى في القريب العاجل. أعلنت الشركة أن جهودها ترمي إلى التوصل إلى كوكبة من الأجسام المضادة والعقاقير الفعَّالة ضد الفيروس، لتوفر حماية كاملة منه حتى لو حدثت طفرة سلبية للفيروس ينتج عنها مقاومة ضد بعض تلك الوسائل، وسمت ذلك المشروع درع الحماية، أو كوفي-شيلد. وأكدت الشركة أن باحثيها قد اختبروا مدى فاعلية الآلاف من الأجسام المضادة، ووجدوا بالفعل عددًا منها قادرًا على تعطيل بروتينات مهمة في غلاف الفيروس تسهل اختراقه للخلايا البشرية، وفي القلب منها الجسم المضاد STI-1449 الذي أظهر قدرة تقترب من 100% على قتل الفيروس، لدرجة أن الشركة تخطط لاستعجال الجهات المسؤولة في تسريع إجراءات اختباره والموافقة عليه، ليمكن إصداره تجاريًا تحت اسم «كوفي-جارد». ورغم أن الوقت ما يزال مبكرًا قبل التحقق المحايد مما أعلنته الشركة، فما أعلنته تلك الشركة هو خطوة متقدمة في الحرب ضد فيروس الكوفيد-19، نتمنى أن تثبت الجهات البحثية المختصة صدقَة وما يذال البحث جاري إلى الآن للوصول إلى عقار حقيقي للقضاء على هذا الفيروس أو مصل للتطعيم ضده فهل ينجح العلم في القضاء على كورونا هذا ما ستكشفه الأيام القادمة.

كتبت حبيبة حسان