أخبار عاجلة
عقب مقتل جورج فلويد.. اتهام الولايات المتحدة الأمريكية بالعنصرية وإدانات دولية
أثارت قضية مقتل المواطن الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد، الذى يبلغ من العمر 46 عامً ،موجة من الغضب اجتاحت مواقع التواصل الإجتماعي والإعلام الغربي والعربي ، وشهدت العديد من الولايات احتجاجات جراء قيام أحد أفراد شرطة ولاية منيابولس يدعي ديريك شوفين، بقتل مواطن من أصول أفريقية بالضغط علي عنقه لعدة دقائق، بسبب اتهام فلويد بدفع 20 دولار مزورة في أحد متاجر البقالة، وقد طالب المجني عليه الشرطي بالتوقف لأنه لا يستطيع التنفس حتي لفظ أنفاسه الأخيرة. وقد قام أحد المارة بتصوير الواقعة، وتضمنت قيام الشرطي بالاعتداء علي المجني عليه وقيامه بالضغط علي عنق المجني عليه لعدة دقائق مع توسلات المارة لتركه وقيام عناصر الشرطة الثلاثة الباقيين بمنع المارة من التدخل لإنقاذ حياة فلويد بالرغم من التوسل لتركه عدة مرات قائلا "لا أستطيع التنفس". وانتشر فيديو الواقعة عبر وسائل التواصل الإجتماعي، وقد تفاعل الإعلام الغربي والعربي مع هذه القضية وقاموا بالتنديد ورفض هذا السلوك مع المواطنين من الأصول الأفريقية في دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي تُنادى بالحريات وتدافع عنها ، كما ندد المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان العالمية بالواقعة. وقد أشعلت هذه الواقعة حالة من الغضب العارم خاصة أنها ليست المرة الأولي التي يتعرض لها أحد المواطنين الأمريكين من الأصول الأفريقية للأضطهاد والقتل من قبل عناصر من الشرطة الأمريكية، وقد انطلقت مظاهرات بعدة ولايات عقب هذه الحادثة احتجاجا علي هذه الواقعة وللتنديد بأحداث العنف من قبل أفراد الشرطة الأمريكية، وقد تصاعدت وتيرة الأحداث حتي وصلت إلي احتجاجات ومظاهرات أمام البيت الأبيض رافعين شعار "لا أستطيع التنفس" ، وحدوث أعمال عنف و شغب أدت إلي اشتعال العديد من المتاجر وعمليات نهب وسرقة وحرق سيارات الشرطة والاعتداء من قبل أفراد الشرطة علي المتظاهرين بطريقة وحشية واعتقالات عشوائية ، كما اندلعت احتجاجات في عدة دول أخرى كأستراليا وفرنسا وهولندا والمملكة المتحدة ونيوزيلندا والبرازيل وغيرهم. وأثارت طريقة تعامل الشرطة الأمريكية مع المتظاهرين حالة من الغضب العارم وإدانات واسعة من قبل المجتمع الدولي متهمين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالعنصرية وعدم تمكنه من إدراة الأزمة بطريقة صحيحة ، وقد وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المحتجين بالفوضويين والإرهابيين الذين يثيرون الشغب ويقومون بتهديد الأمن العام الأمريكي، ودعا الحرس الوطني لمواجهة الاحتجاجات التي احتاجت مدن الولايات المتحدة الأمريكية وعاصمتها واشنطن. ولقي ترامب هجوما لاذعا خاصة عقب عقد مؤتمرً صحفيًا أمام كنيسة قريبة من البيت الأبيض وقيامه برفع الإنجيل بعد الاعتداء الوحشي علي المتظاهرين لإجلائهم لعقد هذا المؤتمر، وقد اتهمه كبير الأساقفة مايكل كارى "بأنه استخدم الكنيسة والإنجيل المقدس لأغراض سياسية حزبية"،وكذلك قد أدان الرئيس التنفيذى للكنيسة الأسقفية ورجال دين الكالثوليك هذه الواقعة، كما سخر حاكم ولاية نيويورك من رفع الكتاب المقدس من قبل الرئيس الأمريكي بالقرب من كنيسة. وقد أعلنت رئيس بلدية العاصمة موريل باوزر، تغيير اسم الشارع الواقع أمام البيت الأبيض من شارع 16 إلي "بلاك لايفز ماتر" وتعني حياة السود مهمة ، تضامنا مع واقعة الاضطهاد التى يتعرض له المواطنين الأمريكين من أصول أفريقية. وقال بنيامين كرامب محامي أسرة جورج فلويد، خلال مراسم تأبينه، إن وباء العنصرية والتمييز هو الذى أدى إلي موت فلويد علي يد أفراد الشرطة الأمريكية، وتعهد بتحقيق العدالة، وقد كشفت التقارير الطبية الأولية الصادرة عن الطب الشرعي عقب تشريح جثمان الضحية، أن وفاة فلويد بسبب مشاكل في القلب، كما تبين أنه كان حاملا لفيروس كورونا منذ إبريل الماضي قبل وفاته في مايو، ولكنه لم يكن السبب في وفاته، وقد تقدمت عائلة فلويد بتقرير يفيد أن الوفاة نتجت عن اختناق بسبب الضغط المستمر وأنه ليس مصابا بأى أمراض قلبية. وقد اتهم بعض نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي، الولايات المتحدة الأمريكية بأزدواجية المعايير وتحطيم أسطورة الشعوب المتحضرة وحقوق الإنسان والحريات، كما قد تفاعل العديد من الشخصيات علي مستوى العالم مع هذه القضية مشيرين بأصبع الاتهام إلي العنصرية التي تنتهج ضد السود، وفي هذا الصدد أعلن الرئيس الامريكي السابق باراك أوباما تضامنه مع الاحتجاجات التي تشهدها شوارع الولايات المتحدة. كما أوضحت ميغان ماركل دوقة ساسكس، استيائها من واقعة مقتل فلويد، موضحة أنه أمر مدمر للغاية، مشيرة إلي أنها عايشت هذه الأحداث ذاتها في عام 1992، بالولايات للمتحدة عقب ضرب مواطن أمريكي من أصول أفريقية يدعي رودني كينغ، وشهدت الولايات المتحدة حينذاك احتجاجات وأعمال عنف واسعة أدت لفرض حظر تجوال. وأدانت كلا من ألمانيا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وهونغ كونغ والصين وإيران ونيوزيلندا مقتل المواطن الأمريكي من الأصول الافريقية، وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية إن موت فلويد أصاب المواطنين بالصدمة، مضيفا أنها ميتة مروعة كان من الممكن اجتنابها. وأضاف رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون أن حياة السود مهمة وأنه يدعم حق التظاهر بطريقة قانونية، مع مراعاة التباعد الاجتماعي، موضحا أنه يتفهم الغضب والحزن الذى يشعر به الناس في أنحاء العالم، كما استنكر البابا فرنسيس العنصرية والإقصاء، وندد بالعنف واصفا إياه بتدمير الذات، لافتا إلي أن مقتل جورج فلويد حادث مأساوى، موضحا أنه يصلي من أجله ومن أجل جميع من لاقوا حتفهم نتيجة للعنصرية.