اهم الاخبار
الجمعة 29 مارس 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

أحمد أبوزيد يكتب: كشف المستور - المبادرة المصرية الليبية

أحمد أبو زيد
أحمد أبو زيد

مازالت الدولة المصرية تُصِر على عدم التورط فى حرب خارج أرضنا إلا للضرورة القصوة جداً للدفاع عن أمننا القومي. إن إنسحاب الجيش الليبى من طرابلس ليس خسارة كما يتصورها البعض ولا إنسحاب تكتيكى عسكرى كما يقول البعض الآخر وإنما هو إنسحاب سياسي فى ظل عدم قدرة الجيش الليبى السيطرة بطريقة سريعة وايضاً فى ظل رفض الغرب أن ينهى المسألة الليبية لصالح خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبى وفى ظل إعطاء الغرب الإذن لأردوغان أن يرسل جنوده وميليشياته حتى يحدث توازن فى المنطقة ، فتفهمت القيادة المصرية ذلك والتى تسعى لحماية الأمن القومى المصرى والعربى و أن الوقت ليس فى صالحنا لأنه سيزيد من تمدد الميلشيات التركية فى ليبيا نحو الشرق مرة أخرى ، فرفضت القيادة المصرية الدخول فى حرب يسعون لإيقاعنا بها و قلبت الطاولة على الجميع وبالتنسيق مع الجانب الليبى إنسحب الجيش الليبى من طرابلس لخارج الحدود ب ٥ كيلو متر مما يعنى تطويقها ، فخروج الجيش الليبى من طرابلس هو بمثابة إعادة تموضع ولخلق منطقة عازلة "بفر زون" عن الحدود المصرية لعدم توريط مصر فى مواجهات غير مطلوبة ، وطرحت القاهرة مبادرة للحل السلمى وإشتراك جميع المدن الليبية فى مجلس رئاسى والتوافق حول دستور يتيح وحدة الأراضى الليبية وسيطرة الجيش الليبى على كامل الأراضى براً و جواً و بحراً وإنهاء الخلاف ، تلك المبادرة مميزاتها تتلخص فى الآتى : - إخراج فايز السراج دمية أردوغان من المشهد وفصل الريموت كنترول عنه . - إشتراك جميع العناصر الليبية فى حكم البلاد وتوزيع عادل للثروات . - دعم الجيش الليبى تمهيداً لتسليحه مستقبلاً بعد إنهاء الخلافات و سحب القرار الأممى السابق بعدم تسليح الجيش . - الظهور أمام العالم أجمع بأننا دعاة سلام ونرفض الحرب ونريد الحل السلمى مما يعنى إحراج الغرب وكشفه وكشف المستور بأنهم هم من يريدون إستمرار الخلافات وتلك المهزلة لمصالحهم الخاصة ، وذلك فى حالة رفضهم للمبادرة وهو ما لن يحدث . - الإتفاق على تلك المبادرة من دول العالم وخصوصاً الغرب بيعنى نزع التأييد الضمنى لأردوغان وفصل تيار الضوء الأخضر عنه . - خروج أردوغان من المشهد برضاه ، أو خروجه على المعاش السياسى فى حالة عدم رضاه وأختياره خيار الحرب لأنه سوف يغرق فى مستنقع تم رفع أيادى الغرب الخفية عنه . - حماية مصالح ليبيا ومصر فى ثروات البحر المتوسط . - طرح المبادرة فى هذا التوقيت يعتبر مثالى بسبب إنشغال الأطراف الدولية عن الصراع فى ليبيا بإنشغالهم بآثار جائحة كورونا بخلاف الولايات المتحدة التى لديها كم هائل من المشكلات فى الوقت الراهن وقبيل الانتخابات المزمع عقدها قريباً - هدوء الأحداث على الجانب الغربى للحدود المصرية فى هذا التوقيت المثالى يجعل القيادة السياسية تتفرغ لمشكلات الجنوب وازمة سد النهضة . إن ماتقدمه مصر كل يوم يثبت أنها تمتلك بخلاف قوة الردع العسكرى الجبارة ، عقول تستطيع إدارة الأزمات بأمتياز عقول تجيب على تساؤلات الكثير مننا " كيف بنينا الأهرامات ، كيف إستطعنا أن نحافظ على هويتنا على مدار الآلاف السنين " .   كاتب المقال / مساعد أمين التخطيط والمتابعة بحزب الحركة الوطنية المصرية