اهم الاخبار
السبت 20 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

محمود البتاكوشي يكتب: عدنان تانريفردي مهندس تدريب المرتزقة في العالم

أسس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتعاون مع صديقه القديم الجنرال المتقاعد عدنان تانريفردي عام 2012 شركة صادات للخدمات الاستشارية والتدريبات العسكرية، 22 مساهم مؤسس متقدم وبدعم 64 ضابط وضابط صف قاموا بالخدمة بنجاح في مراحل متنوعة في القوات المسلحة التركية وتتخذ من مدينة إسطنبول مقرا لها، وتضم في هيئتها العليا عدداً من المفكرين الإسلاميين وقيادات ذات أفكار متشددة، ويبلغ عدد أعضائها 15 ألفا، ويطلق عليها كلاب الحرب وبلاك ووتر تركيا و"حرس الثوري التركي"، حصلت على امتيازات من أردوغان تفوق صلاحيات الجيش، وأعفاها من المراقبة أو المحاسبة على مصادر تمويلها وأوجه إنفاقها، ما يعني أنها تتمتع بحصانة قضائية.  مهمة صادات وفق مزاعم النظام التركي تقديم الاستشارات الاستراتيجية في الأمن الداخلي والدفاع وتقديم الخدمات في مجال التدريبات والتجهيزات العسكرية والأمن الداخلي، وخلق بيئة تعاون بين الدول الإسلامية في مجال الدفاع والصناعات الدفاعية، ومساعدة العالم الإسلامي على أن يصبح قوة عسكرية مكتفية ذاتيا ليأخذ مكانه بين الدول العظمى في العالم، لكن ما فعلوه في سوريا وليبيا يدحض هذه المزاعم الكاذبة إذ قامت الشركة بتدريب المرتزقة والعناصر الجهادية على أساليب محاربة الجيوش النظامية وحروب العصابات. شركة صادات رغم أنها تحاول أن تغسل يدها من عار الإرهاب، إذ تصرح أنها لا تقدم خدمات للأفراد أو الجامعات ولكن تتعاون مع القوات المسلحة النظامية في الدول الصديقة، للدفاع عن وطنها وطرد المحتلين، ويتم تنفيذها تحت مراقبة وإشراف وزارة الدفاع الوطني وجميع هذه الخدمات تقريبا تتم بأراضي ومرافق وبأسلحة هذه البلدان، ونفت الشركة عبر موقعها الإلكتروني تدريب المعارضة السورية أو أي دولة أخرى في مخيمات مختلفة حتى يومنا هذا. هذه الأكاذيب يدحضها العميد المتقاعد عدنان تانريفردي رئيس مجلس إدارة شركة صادات المساهمة، نفسه إذ أكد خلال مشاركته في ندوة بعنوان "الشركات العسكرية الخاصة"، التي نظمتها جامعة أوسكودار في إسطنبول، إن مهمتنا هي تحديد التهديدات التي تهدد العالم الإسلامي، لذلك نحن نقوم بأعمال الاستشارات في مجال التدريب الخاص للوحدات العسكرية المسلحة،  كما نقوم بأعمال الوساطة من أجل توفير السلاح والمهمات العسكرية للأصدقاء من الدول الصديقة. وأضاف تانريفردي أنه أجرى زيارة لأحد مخيمات اللاجئين في مدينة هطاي جنوب تركيا، المتاخمة للحدود مع سوريا، وبحث مع المتواجدين تأسيس جبهة مسلحة لمقاومة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، والتي ستتشكل فيما بعد تحت اسم الجيش السوري الحر، رياض الأسعد، الذي تولى قيادة الجيش السوري الحر، كان بين الموجودين في المخيم، وأكد لتانري فاردي أن هناك عسكريين منشقين عن الجيش السوري، ويرغبون في الانضمام لهذه التشكيل الجديد، في حالة تأمين وصولهم إلى تركيا بسلام دون أن يتعرضوا للتصفية من قبل النظام السوري، مشيرا إلى أنه توصل معهم لاتفاق مشترك، وأبلغ الجهات الرسمية التركية بالتحرك في هذا الصدد قبل أن ينتقل الأسعد بعد ذلك للقتال في سوريا. أكد تانريفردي أن العناصر العسكرية المنشقة التي شكلت الجيش السوري الحر، هي الجناح العسكري لجماعة الإخوان. وأكد تانريفردي المعروف بسمعته السيئة وعلاقاته المثيرة للجدل داخل تركيا، أن الشركة كان لها نشاط في ليبيا في السنوات الأولى من موجة الربيع العربي، مشيرًا إلى أن وفدا مكونا من ممثلين عن الشركة أجرى زيارتين إلى ليبيا، في النصف الأول من عام 2013؛ الأولى كانت إلى مدينة طرابلس لعقد لقاءات واجتماعات مع قيادات الجيش المنشقين عن الجيش الليبي، من بينهم العميد فيتوري خليفة سالم الجبريل. تانريفردي، أكد أيضا أن تركيا تحتاج إلى شركات عسكرية خاصة تقوم باستخدام العسكريين المرتزقة، مثل شركتي Black Water الأمريكية وWagner الروسية، قائلا: إذا أرسلت تركيا جنودا مرتزقة إلى ليبيا سيكون أكثر فائدة. وهذا ما حدث فعلا أذ حصلت تركيا على ضمانات تعاقدية لتدريب الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق الليبية، باتفاق شراكة بين شركة صادات وبين شركة سيكيرتي سايد الليبية الخاصة، المحسوبة على جماعات الإخوان، و يرأسها فوزي بوكتف، القائد السابق لكتيبة شهداء 17 فبراير، وهي ميليشيات من بنغازي متحالفة مع حكومة طرابلس، وتتولى عمليات جلب المرتزقة السوريين والمقاتلين الأجانب إلى ليبيا وتسليحهم بعد تدريبهم عسكريا، ومرافقة الميليشيات المسلّحة التابعة لقوات الوفاق، كما تلعب دور الوسيط لإتمام صفقات بيع وشراء السلاح والمعدات العسكرية بين الشركات المختصة في تركيا وحكومة الوفاق مقابل الحصول على نسبة من الأرباح.