الفن
مسلسل اسطنبول الظالمة..نهاية ساذجة خيبت آمال الجمهور الأشرار يموتون و الأخيار ينتصرون
مسلسل اسطنبول الظالمة - انتهت حلقات المسلسل التركي الشهير اسطنبول الظالمة في تركيا يوم الاثنين الماضي، حيث كانت الحلقة الـ 39 هي آخر حلقات المسلسل بعدما استمر على مدار موسمين كاملين، و حقق نجاح كبير و لكنه كان متوقفاً مثه مثل بقية المسلسلات بسبب فيروس الكورونا خوفاً من زيادة معدلات انتشاره.
و لكن كانت الحلقة الأخيرة مخيبة لآمال الجمهور و هدمت كل توقعاتهم، فهي نهاية ليس لها أي علاقة بالمنطق و لا يمكن تقبلها، فالمتابعون للعمل كانوا يتمنوا نهاية سعيدة لتلك الأحداث المؤسفة، و أن يجتمع العاشقان جيمري و نديم في النهاية، لأنهم بالفعل يستحقوا ذلك بعد كل ما رأوه من عذاب و ألم، ولكن لم يكن شرطاً أن تموت بقية الشخصيات و جميعها كي يجتمع الحبيبان.
مسلسل اسطنبول الظالمة :
ففي البداية توفى الأغا عم نديم بعد معرفته بحقيقة أن جينيك ليس ابنه، ثم تموت جيرين / بهار شاهين و شينيز بعدما سقطا من الشرفة من ارتفاع ليس بالكبير، إلا أنه أودى بحياتهم في الحال، و كان موت شخصية جيرين من أسوأ ما فعله كاتبات العمل، فتلك الشخصية المحورية التي تعرضت للأذية بشكل مستمر من شينيز، كانت تستحق فرصة ثانية، و لكن إذا اعتبرنا موتها كان جزاء لافعالها الحمقاء و طمعها الزائد، و كذلك موت شينيز التي كانت تستحق دخول السجن و البقاء فيه للأبد على كل ما ارتكبته من جرائم، أو على الأقل أن تظل قعيدة الكرسي المتحرك لا تقوي على الحركة أو الكلام، لكان هذا عقاب أقوى بكثير من موتها.
و لكن إذا تغاضينا عن موت الشخصيتان الأكثر شراً في العمل، فلماذا إذاً يموت جينك ايضاً؟ فجينك كان شخصية ليست بالشريرة و انما كان مريضاً نفسياً و وقع عليه ظلماً كبير جعله معقد، فوالده الحقيقي تخلى عنه و والده الزائف لم يستطع أن يحتويه و يصادقه ليعرف سره و يحاول تحسين سلوكه، و والدته التي كانت دائماً تذكره بجريمته و تضغط على ضميره ليعاونها بما تفعله في نديم، و كان عقابه بأن تتزوج الانسانة الوحيدة التي عشقها بأخيه، و لم يكن هناك داعي لموت الشخصية، حيث كان من الأفضل أن يتجاوز محنته و يتزوج من انسانة أخرى و يربي طفله و يحتفظ بحبه لجيمري في قلبه، و تتوطد علاقته بنديم اخيه.
نهاية مسلسل اسطنبول الظالمة :
[caption id="attachment_455750" align="aligncenter" width="1472"] مسلسل اسطنبول الظالمة[/caption]أو كان من الممكن أن يتزوج من جيرين و يعيش معها حياة مستقرة، فهي رغم كل شرها إلا أنها تعشقه بجنون، و زواجها منه كان من الممكن أن يغيرها ليربون طفلهم معاً، و يبتعدون عن جيمري و نديم و يكتفون بارسال الفيديوهات لهم في المناسبات، ولكن جائت نهاية جينييك من أكثر النهايات ظلماً في العمل فلم يكفيه أنه عاش طفولة حزينة و شباب مليء بالصراع مع ضميره، و حرمانه من حبيبته، و لكنه أيضاً يموت في ريعان شبابه.
فموت اربع شخصيات رئيسية و محورية و توحيد نهايتهم، ينم عن عجز الكاتبات في اختيار مصائر متعددة و طرق أخرى مختلفة للعقاب، و فقر شديد في الابتكار و حسن اختيار الأفضل لمسار الأحداث، فمن السذاجة أن يموت الأشرار و يبقى الاخيار فقط و كأننا في فيلم كارتوني.
لذلك كانت نهاية المسلسل غير مرضية على الاطلاق و لم تعجب المشاهدين و المتابعين التي كانت توقعاتهم أكبر من ذلك، خاصة بعد كم الأحداث المعقدة التي حملها المسلسل منذ بدايته.
كما أن سهولة ارتكاب الجرائم و الخروج من جريمة دون عقاب، أو المسائلة القانونية، فقصر الاغا الذي لم يمر فيه ليلة واحدة بدون أن يرتكب أحدهم جريمة امر سيء جداً يرفع من معدلات الجريمة في المجتمع حين يظهر مدى سعولة ارتكابها و سهولة الهروب من العقاب و العدالة.
داليا محمد
لمزيد من التفاصيل عن مسلسل اسطنبول الظالمة اضغط هنا