اهم الاخبار
السبت 27 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

أحمد مصيلحي يكتب: عم عبده والعلاقات المُستدامة

لن أتحدث اليوم عن الشئون الداخلية أو الخارجية للدولة المصرية، ولن أستكمل ما بدأت من مقالات "نسيج العنكبوت" ولكني سأتحدث حديث القلوب بحروف تمتزج بالألم وأنا أُرثي "عم عبده".

ولمن لا يعلم، فالعم عبده (عبد الحافظ عبد المعطي) هو أحد أهم العاملين الإداريين بأمانة الحزب المركزية مُنذ تأسيس الحزب في عام 2013، بل و يُعد من اوائل المُنضمين للهيكل الإداري للحزب واستمر علي مدار سبعة سنوات ونصف حتي وافته المنية.

العم عبده هو ترسيخ واضح للشخصية المصرية البسيطة، القوية، المُتحملة والمُحافظة علي نعمة الرضا فالبسمة الودودة دائماً هي اول ما تطالعه في وجهه والصوت الخفيض بلهجته الصعيدية المُميزة هي عُنوان لرجل قد علمنا الكثير دون أن يدري.

كان يحمل الوُد والاحترام لكل من يتعامل معه، الصغير والكبير، الوزير والغفير، ويَذكُر الغائب بالخير ويُذكِر الحاضر ويحفظ للرجال أقدارهم بلغة حوارية هادئة وراقية.

أتذكر وأنا أكتب الأن الكثير من المواقف واللحظات التي أتشرف بمشاركتها مع العم عبده، فمنها ما كان صعباً ومرهقاً، وبالمناسبة فاليوم يمر سبعة أعوام علي اول مؤتمر للحزب لدعوة الأعضاء والشعب المصري لتأييد والمشاركة بتظاهرات الثلاثين من يونيو2013، وكم كان العم عبده متفاعلاً مع الحدث، مسروراً ومُشجعاً لشباب من عُمر أولاده.

وأذكر أيضاً يوم الثلاثين من يونيو وما تلاه، كانت نظرات عينية تحمل مزيجاً يجمع بين القوة والبأس وبين أثار رحلة العُمر ومشقاته، وهو مرابط معنا يداً بيد، يُخفف عنا ويدعمُنا ونسمعه يهمس بآيات القرآن الكريم ويأمُنا للصلاة حتي عبرت مصر الأزمة.

لذلك ستجد الكثيرين ممن انتموا أو مازالوا ينتمون للحزب قد لا يتذكرون بعض أسماء العديد من القيادات الحزبية السابقة، ولكنهم في مختلف الأمانات الحزبية قطعاً يتذكرون العم عبده.

ولقد مر الحزب عبر سنوات بمُنعطفات ومُتغيرات قد غيرت الأسماء والأشخاص والأماكن ومن الأشخاص من اختلف ومنهم من اتفق ومنهم من خاصم ومنهم من اتسق ولكن يبقي العم عبده الوحيد الذي تعلم بفطرته السليمة المحافظة الهادئة علي استدامة العلاقات وتوازنها فعلَمَنا رُكنً مهماً من أركان السياسية دون أن يتعلمه هو أو يدركه.

وفي النهاية أجدني مدفوعاً لتذكر واقتباس كلمات الحبيب المصطفي عليه أفضل الصلاة والسلام (إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا بفراقك يا عم عبده لمحزونون) ، فاليرحم الله العم عبده ويتقبله بقبول حسن.

كاتب المقال: استشاري أنظمة التحكم

أمين التخطيط والمتابعة والتنمية المستدامة بحزب الحركة الوطنية المصرية