اهم الاخبار
السبت 20 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

حلقات من مسلسل خيانة جماعة الإخوان.. مرسي وحاشيته حاولوا إدخال الاحتلال العثماني و30 يونيو أطاحت بهم

30 يونيو
30 يونيو

في الثاني عشر من سبتمبر عام 2011 هبطت في مطار القاهرة الدولي طائرة تحمل على متنها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وزوجته و12 وزيرا من حكومته وما يقرب من 300 من رجال الأعمال الأتراك وكان في استقباله رئيس الوزراء المصري آنذاك هشام قنديل وزوجته.

واستقبله استقبال حافل على مستوى عالٍ من الاهتمام، بينما تجمع عدد من أنصار جماعة الإخوان الإرهابية في استقباله مرددين هتافات ورافعين أعلام وشعارات وكأنهم يستقبلون خليفة المسلمين في بلادهم لأول مرة.

أكذوبة رجال الأعمال والتعاون الاقتصادي

ومن ينظر للزيارة من زاوية أوسع يجد أنه من غير المعقول أن يسافر رئيس وزراء دولة برفقه كل هذا العدد من الوزراء ورجال أعماله لدولة أخرى لم تنتهى من ثوراتها بعد ولم تستقر امورها بحجة التعاون الاقتصادي المشترك، فأي تعاون يقام مع دولة في وقت انهيارها وتراجع اقتصادها، ولكن في حقيقة الأمر تبين أن الزيارة كان الهدف منها معاينة مصر التي حلم بها خليفة الأتراك سنوات وهو يعلم علم اليقين أن دخوله مصر سيفتح لها بوابة الشرق الأوسط على مصراعيها، ولكنه نسى أو ربما تناسى أن مصر الأولى عسكريا في الشرق الأوسط وأفريقيا لن تقبل بهذا تحت أي ثمن برغم تواطؤ رئيسها آنذاك.

وظن "مرسي" أن استنجاده بخليفة الأتراك سيمكنه من تحقيق حلم الخلافة المزعوم ونسى أن مصر صاحبة الجيش الأول عربية والتاسع عالميا لن تقبل ذلك، وأن الشعب المصري لا يقبل التدخل في شأنه الداخلي من قبل الغرب تحت أي مسمي حتى لو كان "الدين الإسلامي" هو الشعار، فمصر صاحبة الأزهر الشريف لم ولن تقبل ذلك.

أنصار الجماعة يدعمون الخليفة 

وكان كبار أنصار جماعة الإخوان من أساتذة الجامعات مهدوا بشكل واضح لتلك الزيارة الخبيثة واضعين إياها تحت ستار التنمية الاقتصادية والتعاون التجاري بين مصر وتركيا، بل وأضافوا للأكذوبة نكهة مختلفة تلهب مشاعر المصريين فادعوا أن الزيارة تهدف للتعاون من أجل مواجهة اسرائيل، فقالت عنها باكينام الشرقاوي أستاذ العلوم السياسية المعزولة من جامعة القاهرة، إن زيارة أردوغان لمصر بالخطوة الإيجابية المهمة بين البلدين، وتأتي ضمن سعيهما إلى تأسيس مرحلة جديدة مختلفة عن مصر ما قبل 25 يناير، وإعادة صياغة العلاقات المصرية التركية، بل وصل بها التلاعب بالأمور بأن تقول  إن لجوء الجانب التركي إلى اتخاذ العديد من الإجراءات ضد الكيان الصهيوني، جاءت بعد العديد من المحاولات على مدار أكثر من عام لتحقيق العدالة والتحقيق في الاعتداء على الشهداء الأتراك، داعيةً السلطات المصرية إلى تعلُّم سياسة النَّفَس الطويل التي تمارسها تركيا للتعبير عن مواقفها.

سقوط مرسي يزلزل أنقره ويهدد بقاء أردوغان

ولعل من تابع  تصريحات الأتراك ولاسيما  رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان و وزير خارجيته أحمد داود أوغلو لا بد أن يكتشف حجم المصاب التركي إلى درجة أنه سيعتقد أن الحدث وقع في قلب أنقرة وليس في القاهرة، فمنذ اللحظة الأولى لإعلان إنهاء حكم مرسي  بادر أردوغان إلى رفض ما جرى، داعيا الدول الغربية إلى التدخل لإعادة مرسي إلى سدة الرئاسة عبر وضع كل ما جرى في إطار "الانقلاب العسكري" معتقدا انه بذلك سيعيد شريكه للحكم، لكن الثابت أن الموقف التركي هذا لم يكن نابعا من التمسك بالشرعية والديمقراطية بقدر ما كان نابعا من الإحساس بخسارة حليف استراتيجي راهنت عليه أنقرة في إقامة شرق أوسط جديد بقيادة تركيا عبر إيصال القوى الإسلامية وتحديداً حركات الإخوان الإرهابية إلى السلطة في ظل ما كانت تشهده المنطقة العربية من ثورات وانتفاضات واحتجاجات وحركات عسكرية سميت بالربيع العربي.

القضاء على إخوان مصر أثر سلبا على اقتصاد تركيا

تبدو خسائر تركيا من ما جرى في مصر بعد سقوط مرسي ونظام الفاشية الدينية متعددة الجوانب، فالثابت أن هذه الخسائر ليست اقتصادية أو أيديولوجية فحسب وإنما  تتضافر مع بعضها البعض على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية على شكل ضربة استراتيجية للنموذج التركي ومحاولات تصديره إلى المنطقة عبر الاقتصاد والثقافة والممارسة السياسية وفي النهاية المشروع الاستراتيجي.

وإذا كان الإحساس بالخسارة السياسية كبيرا ومباشرا فإنه على المستويات  الاقتصادية والاجتماعية لا يقل خسارة عن الجوانب السياسية والإيديولوجية، ومع أن التقدير الواقعي للعلاقات الاقتصادية بين الدول يشير إلى أن القدرات الاقتصادية لتركيا غير قادرة على التأثير في مصر كثيراً وذلك لأسباب كثيرة، منها ما يتعلق بالميزان التجاري بين البلدين البالغ حجمه 4.2 مليارات دولار، ونوعية الصادرات بين البلدين والقدرات التنافسية المتدنية نسبياً للسلع التركية عموماً، مقارنة بالجودة لجهة السلع الغربية أو السعر لجهة المنتجات الصينية والآسيوية، بمعنى أن مصر تمتلك مقومات  الاستعاضة عن السلع التركية سواء بالسلع الغربية أو الآسيوية، إلا أن الأمر بالنسبة للجانب التركي يشكل صدمة كبيرة.

وفاة مرسي تُفقد أردوغان صوابه

منذ أن أعلن خبر وفاة المعزول محمد مرسي في 2019 وأردوغان لا يصدق ربما من هول الصدمة التي قضت على كل أحلامه على كافة المستويات الاستراتيجية وأنهت حلم الخلافة الذي كان يدعو إليه، فخرج بعد إعلان وفاة مرسي ليعلن أنه سيقاضي مصر أمام محاكم العالم وسيشكك في وفاة مرسي أمام كافة المحافل الدولية.

وقال ذلك متناسيا أن القوانين الدولية والاتفاقيات والمعاهدات تنص على أن مصر دولة صاحبة سيادة ولا يحق لدول أخرى التدخل في شؤونها الداخلية من قريب أو من بعيد.

ويبدو أن أثر خبر وفاة مرسي جعل أردوغان يأخذ خطوات لا يحسب جدواها فتارة يعلن التواجد في العراق والتدخل في سوريا وتارة يعلن التدخل العسكري في ليبيا، بشكل يوضح محاولته الاقتراب من الحدود المصرية متى أمكن، ولكن يبدو أنه لن يتراجع حتي يذوق مرارة القتل على الرمال الأفريقية.

لعنة الفراعنة على خليفة الأتراك 

لم يتخيل أردوغان أنه سيأتى اليوم وينقلب سحره عليه وتصيبه لعنة الفراعنة فيتراجع اقتصاد بلاده بشكل فادح وتؤدي به أطماعه إلي حرب تشنها عليه جيوش المنطقة العربية وأولها مصر، وفي هذا الصدد قال بشير عبد الفتاح، الباحث في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في تصريح خاص إن تركيا تشهد أوضاعا صعبة جدا أدت بها لانهيار متواصل ونتج عنه تردى الأوضاع والمعيشة داخل المجتمع التركي بعد تدخله في الشأن الليبي.

وأوضح بشير عبد الفتاح، أن تركيا مقبلة على انتخابات ربما تطيح بأردوغان وحزبه جانبا، أو تُعلن حالة انفجار في المجتمع التركي بسبب حربا أهلية لأن الوضع في تركيا ملتهب وقابل للانفجار، مضيفا أن أردوغان يهدد أوروبا باللاجئين وتصدير العناصر الإرهابية والمرتزقة من داعش والميليشيات إلى أوروبا لتهديد أمنها وإجبارهم على دعمه.