من تعليم معطوب في عهد الإخوان إلى تكنولوجيا المدارس بولاية السيسي.. ذكريات ثورة 30 يونيو وتصحيح المسار
كانت ثورة على كل المناحي وكل المؤسسات التي أصابها العطب خلال فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية، ثورة 30 يونيو كان أهم أهدافها هو تصحيح مسار كل الأخطاء التي عاشها المصريون خلال عام من حكم الجماعة الإرهابية التي بذرت ثمار فسادها داخل كل مؤسسات الدولة.
ومنذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم وهو يولي بناء الإنسان الاهتمام الأكبر ويضعه ضمن أهم أولويات الدولة المصرية، وظهر ذلك جليا في عدة خطابات له تضمنت الإشارة الصريحة لأهمية التعليم وبناء المواطن المصري الذي يبدأ من المدارس.
ولإيمانه الشديد بقيمة المدرسة وأهمية تطوريها بعد أن تسلم مدارس مصر متهالكة لا تعرف عن تكنولوجيا المعلومات سوى القشور، خرج بثورة على كل ما هو متهالك وقديم في مدارس مصر على مستوى المحافظات وبدأت ثورته باختيار الدكتور طارق شوقي وزيرا للتربية والتعليم.
الذي اعتبره البعض الوزير المثير للجدل، ولكن تصميمه على تنفيذ خطته ورؤيته كان قائما على دعم السيد الرئيس له ولمشروع الدولة في تطوير المدارس بل وسخر كل الإمكانيات وسبل الدعم لخدمة تنفيذ مشروع التربية والتعليم.
مبادرات التعليم في مدارس مصر
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أطلق مبادرة "نحو مجتمع مصري يتعلم ويفكر ويبتكر" في عام 2014 ، وكان ثمار هذه المبادرة إطلاق مشروع "بنك المعرفة المصري" عام 2015 ، والذي بدأ العمل به مطلع عام 2016، باعتباره خطوة نحو بناء المجتمع الحديث عن طريق إتاحة العلوم والمعارف الإنسانية بشكلٍ ميسر لكل مواطن.
ويعتبر بنك المعرفة المصري، هو أكبر مكتبة رقمية في العالم تضم كم هائل من المحتوي المعرفي لمعظم دور النشر العالمية والمحلية، وتم العمل على ربط المحتوى العلمي المعروض على بنك المعرفة بمنظومة المناهج لتوفير أكبر كم من المعرفة للمصريين بدون تكلفة تقع على المواطن.
مناهج دراسية جديدة تتوافق مع التكنولوجيا
[caption id="attachment_35336" align="aligncenter" width="740"] وزارة التربية والتعليم[/caption]عملت وزارة التربية والتعليم على مدار 6 سنوات على تطوير منظومة التعليم التقليدية التي كان يتوارثها وزراء التعليم في مصر، وجاء التطوير من أجل لرفع مستوى مصر في التصنيفات العالمية، والعمل على بناء نظام تعليم عصري لاستبدال النظام القديم.
وبدأ التجديد والتطوير بمرحلة رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي في سبتمبر 2018، والصف الأول الثانوي مع الاعتماد على التحول الرقمي والبنية التكنولوجية في منظومة التعليم، باعتبارهما عاملان مهمان لاستمرار العملية التعليمية.
وتم تطبيق النظام الجديد في عام 2018 على مرحلتي رياض الأطفال والأول الابتدائي، وقام النظام الجديد على بناء مناهج جديدة تختلف عن المناهج القديمة وتعمل تحت مظلة رؤية مصر2030 للتنمية المستدامة، مع تغيير جذري في طرق التدريس على مستوى المدارس بجميع محافظات مصر والتي تبلغ أكثر من 56 ألف مدرسة.
وكانت وزارة التربية والتعليم قد أعلنت الوزارة الانتهاء من تنفيذ مناهج لـ5 سنوات دراسية كاملة من أصل 14 سنة، وأنه سيتم الانتهاء من إعداد المناهج الجديدة الخاصة بالـ 9 سنوات دراسية الباقية خلال3 سنوات وفقا للتكليف الرئاسي.
ويوجد حتى الأن 6.5 مليون طالب مطبق عليهم نظام التعليم الجديد على مستوى مصر في مراحل الروضة والصفين الأول والثاني الابتدائي.
تطويرات المرحلة الثانوية
قامت وزارة التربية والتعليم بتسليم طلاب الصف الأول الثانوي جهاز "تابلت" يدعم تكنولوجيا الـG4 ، مع ربطه بمنظومة المناهج التعليمية الجديدة وبنك المعرفة، ومع تطبيق منظومة الامتحانات الالكترونية وبنظام الكتاب المفتوح open book، وإلغاء نظام البوكليت والاستخدام الإلكتروني للتصحيح والاختبار، اعتمد النظام الجديد على تحويل الطالب من التعليم إلى التعلم وممارسة النشاط والتدريب والفهم.
وكان وزارة التربية والتعليم قد تعاقدت على شراء 700 ألف جهاز تابلت لتوزيعه على طلاب الصف الأول الثانوي عام 2017 ، كما تعاقدت عام 2018 على شراء 700 ألف جهاز أخر لتوزيعهم على الدفعة الجديدة لطلاب الصف الأول الثانوي، وأخيرا تم التعاقد خلال العام الماضي على شراء 770 ألف جهاز جديد سيتم استلامهم خلال العام الجاري لتوزيعهم على دفعة الصف الأول الثانوي 2020/ 2021 ليصل عدد أجهزة التابلت التي تم التعاقد عليها أكثر من مليوني جهاز، كما انتهت الوزارة من توصيل شبكات الإنترنت فائق السرعة " فايبر" في 2530 مدرسة.
ارتفاع معدل الإنشاءات في المدارس
وعلى الرغم من كل تلك الصراعات التي تخوضها الحكومة المصرية إلا أنه استطاعت أن تقدم خدمات التعليم لأكثر من 23.5 مليون طالب على مستوى الجمهورية.
ونعرض إليكم مقارنة سريعة بين احصائيات المدارس والفصول وعدد التلاميذ والمعلمين في عام 2020 وعام 2013.
فقد بلغ حجم الانشاءات في المدارس في العام الدراسي 2019-2020 عدد56569 مدرسة خاصة وحكومية بزيادة قدرها 7134 مدرسة، بينما بلغ عدد الفصول 509471 بزيادة قدرها 43044 فصل، وبلغ عدد الطلاب و الطالبات 23567060 على مستوى الجمهورية بزيادة قدرها5011828 طالب وطالبة، ووصل عدد المعلمين المعينين والمتعاقدين إلي 1025842 معلم ومعلمة بالمدارس المصرية.
المدارس اليابانية
وتعتبر المدارس المصرية اليابانية من أهم انجازات وزارة التربية والتعليم خلال الفترة الماضية، والتي تم بدء الدراسة بها عام 2018، بالتعاون مع مؤسسة جايكا اليابانية ، فقد تم افتتاح 41 مدرسة في 20 محافظة، وجاري إنشاء 55 مدرسة أخرى سيتم افتتاحها تباعا العام المقبل ، وتم قبول 13 ألفا و240 طالبا لرياض الأطفال والأول والثاني الابتدائي في المدارس المصرية اليابانية، فيما تم تعيين 697 معلما بالإضافة إلى المديرين والوكلاء ، وتم إنشاء تلك المدارس وفق تصميمات ومعايير عالمية ، لجذب الطلاب وممارسة الأنشطة، حيث تضم المدرسة ساحات كبيرة للطالب لممارسة الأنشطة، بالإضافة الى تجهيز الفصول على أعلى مستوى بكافة الإمكانيات المتاحة.
تطوير التعليم الفني
استهدفت وزارة التربية والتعليم تطوير منظومة التعليم الفني بشكل حقيقي نظرا لأهميتها، من أجل توفير العمالة الفنية التي تجيد المهارات المطلوبة لتحقيق النهضة الاقتصادية التى تمكن مصر من المنافسة مع الدول المتقدمة، والعمل على تغيير الموروث الاجتماعي القديم عن التعليم الفني .
وقد بدأت الوزارة في تنفيذ تكليفين للرئيس عبد الفتاح السيسي في شأن تطوير التعليم الفني، الأول بإنشاء هيئة مستقلة لاعتماد جودة التعليم الفني، والثاني إنشاء أكاديمية لتأهيل وتدريب معلمي التعليم الفني، بعدد من الفروع في المحافظات.
وانتهت الوزارة من صياغة مواد مشروع القانون الخاص بالهيئة، تمهيدا لإرسالها لمجلس الوزراء، ومن ثم مجلس النواب لإصداره قريبا ، حيث سيكون للهيئة مجلس إدارة و مجلس أمناء.
مدارس التكنولوجيا التطبيقية
تعد مدارس التكنولوجيا التطبيقية من أهم المشروعات التي يرعاها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على مستوي الجمهورية ، وتكثف وزارة التعليم جهودها حاليا لزيادة عدد مدارس التكنولوجيا التطبيقية بجميع محافظات مصر من 11 مدرسة إلى 100 مدرسة على الأقل بحلول عام 2030.
وقد نجحت الوزارة وبالتعاون مع القطاع الخاص في إنشاء وتطبيق مدارس التكنولوجيا التطبيقية، وهى شراكة ثلاثية بين الحكومة ممثلة في وزارة التربية والتعليم والقطاع الخاص أو القطاع العام ممثلا في أحد المستثمرين أو في هيئة دولية، بالإضافة إلى هيئة جودة مستقلة لإدارة هذه المدارس.