اهم الاخبار
الخميس 28 مارس 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

وليد نجا يكتب: دوائر الإرباك الشيطانية تتحطم تحت أقدام العسكرية المصرية

الصراع هو اختلاف مصالح بين طرفين ينتج عنه صدام بينهما في أطار سيناريو الصراع الذي يدور حول أربعه سيناريوهات ، فعند حدوث صراع بين القوه (أ) والقوه (ب) السيناريو الأول تنتصر القوه (أ) علي القوه (ب) وتفرض أرادتها السيناريو الثاني تنتصر القوه (ب) علي القوه (أ) وتفرض أرادتها السيناريو الثالث تتدخل قوي إقليمية ودولية في أطار عده نماذج وسيناريوهات ومنها أن تنصر أحدي القوتين علي الأخرى وتفرض منطقه أمنة وتترك القوتين يتصارعوا خارجها وفي ذلك انتقاص لسياده الدولتين والسيناريو الرابع يستمر الصراع علي قاعده لا غالب وللمغلوب ويستنزف القوتين ويحدث فراغ أمني تتدخل قوه إقليمية ودولية لمليء ذلك الفراغ وذلك علي حساب المصالح الوطنية لهما.

 ومفهوم الأمن صعب الإجماع عليه كونه مصطلح نسبي فضفاض متغير يتميز بعدم الجمود، تتنوع أبعاده وتتغير بتغير الظروف في ترابط يجمع بين تحقق الدولة لأمنها وطبيعة الأوضاع المحلية والإقليمية والدولية، طبقاً لمحددات تشمل الزمان والظروف والمكان في حلقات متصلة تتأثر وتــــؤثر طبقاً للبيئة المحيطة إيجاباً وسلباً فيه وهو دائم الحركة في دوره مركبه لا تتصف بصفه الجمود الدولية وأعتبر كباحث التوصيف القرآني هو أدق توصيف للأمن سوره قريش بسم الله الرحمن الرحيم "الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ (4)" صدق الله العظيم ومع تتطور النظم السياسية وظهور مصطلح الدولة القومية بعد معاهده وستفاليا 1648 وظهور مفهوم الدولة القومية والأمن القومي وصولا للعولمة التي غيرت مفاهيم ومصطلحات في كافة المجالات سياسيا وعسكريا وأمنيا واقتصاديا وغيرها من المصطلحات والمفاهيم علي مستوي العالم وهناك الكثير من التعريفات للأمن القومي وهنا أركز علي تعريف المفكر الاستراتيجي الكبير اللواء مصطفي كامل محمد للأمن القومي : وهو أن تدرك الدولة كامل المخاطر المحيطة بها والتي تشتمل علي عنصري التحديات والتهديدات التي تواجهها وتهددها وتحول دون تقدمها، في جميع المجالات وذلك ضمن مفهوم يشمل قوي الدولة وقدراتها اقتصادياً وسياسياً وأمنياً واجتماعياً وعسكرياً بما يضمن ردع ومجابهة تلك المخاطر مع أحـداث التنـمية الشاملـة للدولة للحفاظ علي ســيادتها البرية والبــحرية مع حفاظها علي بقائها واستمرارها.

وبظهور العولمة تداخلت دوائر الأمن والصراعات والحروب واعتمدت علي تحيد القوه العسكرية للدول والعمل علي انهيارها من الداخل من خلال الأزمات المتتالية في كافة النواحي الحياتية والسياسية والاجتماعية وغيرها كنموذج الاتحاد السوفيتي السابق فلم تمنع قوته العسكرية انهياره اقتصاديا وتفكك دوله وفي عالمنا العربي ومنطقة الشرق الأوسط التي تمتلك شعبوها وجيوشها العقيدة استخدمت نماذج حروب العصابات و الإرهاب العابر للقارات لتنفيذ وإرغام دوله علي تنفيذ أجندات سياسية علي حساب السيادة الوطنية، ويعتمد الأمن القومي العربي تاريخيا علي ثلاث قوي تمثل مراكز ارتكازه وهم العراق وبلاد الشام "سوريا" ومصر الكنانة، ولأنكر دور السعودية والأمارات في العصر الحديث في حفظ الأمن العربي وتاريخيا مصر دره التاج وتمثل الجائزة الكبرى وحلم اخضاعها والسيطرة عليها يراود جميع القوي الإقليمية والدولية فمن أراد أن يحكم العالم لابد أن يستقطب مصر.

ولابد أن يكون راسخ يقينا في أذهاننا أن الحق والباطل وجهان كلاهما جند من جنود الله في الأرض فعندما يتجبر الباطل ويعجر أهل الأرض عن نصره الحق ويرفعوا أيديهم إلي السماء فينصر الله الحق بجيش مصر وشعبها فنحن وأهلينا في رباط إلي يوم الدين حديث سيدنا محمد صلي الله علية وسلم ، ومع تهاوي دول الجوار الجغرافي ومراكز الثقل التاريخية للوطن العربي، فأصبح الجيش المصري منوط به ملئ فراغ القوي العربية الغائبة مع من تبقي من قوي عربية وأصبح هناك حلقات ودوائر أرباك تخشي المواجه العسكرية المباشرة مع الجيش المصري الصلب القوي لدرجة هم يدركونها فقوه مصر في شعبها وجيشها وقيادتها السياسية الحكيمة التي تري المشهد كاملا وتدرك أبعاد الأبعاد.

وقد أثبتت الأحداث المتلاحقة من مشروعات وتسليح أن عقل الدولة المصرية أدراكها استشرافي فعدالة السماء مع الحق والعدل والبناء فنحن لا نعتدي ولكن قادرين بعون الله أن ننصر الحق ونحقق الأمن وذلك بالعمل والتضحية والدم وعزيمة الرجال من جيش مصر الجسور فنحن جميعا شهداء تحت الطلب ننتظر أشاره من قائدنا الأعلى للقوات المسلحة رئيس مصر الذي نثق فيه جميعا وفي قراراته وحكمته وقد أطلق في خطابة التاريخي منطقة مدينتي سرت والجفرة الليبية كخط أحمر لو تعدتها المليشيات الإرهابية ستدخل مصر عسكريا وذلك لأنها ضمن نطاق المجال الحيوي للأمن القومي المصري التي تبيح جميع المعاهدات والمواثيق الدولية حق الدول في الدفاع الشرعي عن النفس، ومصطلح المجال الحيوي ظهر في كتاب عالم الاحياء الالماني أوسكار بسكال "مراجعة أصول الأنواع عند داروين" الصادر في عام 1860، وهو عبارة عن المساحة اللازمة لنمو واستمرار الكائن الحي ، وتم نقلة من علم الأحياء إلى السياسة في عام 1897 كمصطلح للعالم الألماني فردريك راتزل في كتابه "الجغرافية السياسية".

ومع اعتماد القيادة السياسية المصرية لسياسة رشيدة لاستخدام القوه مع القدرة العسكرية وعلي عكس النظرية السياسية للمجال الحيوي: هو حاجة الدولة التي اعتُبرَت ككائنٍ حيٍّ إلى مساحةٍ من الأراضي أوسع كلما لتأمين حاجات شعبها، دون النظر إلى حاجات الشعوب في هذه الدول، إلا بما يتناسب مع مصلحتها.

وتتعامل القيادة المصرية برقي وحكمة وحسابات دقيقة مبنية علي حسابات علمية دقيقة تراعي حرمة الدم حتي لا يسجل تاريخيا أن مصر العروبة استغلت ضعف الدولة الليبية وتدخلت فيها عسكريا ولكن مصر تعاملت من منطلق عروبتها و أطلقت مبادرة سياسية لصالح الدولة الليبية ككل لنصره الدولة الليبية والحفاظ علي شعبها ومؤسساتها الشرعية.

وذلك في وجود عناصر من الشعب الليبي الشقيق وقد حدد في كلمته نطاق المجال الحيوي خط أحمر فإذا تعدته المليشيات الإرهابية سيكون محتم علينا نصره الحق والدفاع الشرعي عن النفس وهو المجال الحيوي للأمن القومي المصري وهو نتيجة تفكك الدولة الليبية و حدوث فراغ أمني يمثل تهديد مباشر ومصر دولة إقليمية كبري محتم عليها التحرك لمليء ذلك الفراغ الأمني، والمجال الحيوي لجمهورية مصر العربية المنطقة العربية وفي حاله ليبيا مصر تفصلها حدود سياسية مع ليبيا ممتدة بطول 1115كيلو متر تقريبا، طبوغرافيا مناطق مفتوحة وممرات صحراوية يعب السيطرة عليها وتأمينها بشكل كامل وفي ظل توافد المليشيات الإرهابية المسلحة وقوات المرتزقة التابعين للأتراك فالمجال الحيوي لمصر ضرورة حتمية داخل ليبيا للحفاظ عليها وحماية مقدراتنا وشعبنا .