بأقلامهم
الدكتور محمد رجب يكتب : مجلس الشيوخ والمشاركة الديمقراطية.. ثمار إرادة الشعب في ٣٠ يونيو
لقد كان شرفا لي أنني شاركت في أعمال مجلس الشورى السابق لسنوات طويلة وعندما تم حل المجلس بعد أحداث يناير ٢٠١١ وعند البدء في إعداد الدستور الجديد فقد كتبت تقريرا متكاملا يوضح أهمية أن يقوم البرلمان على نظام الغرفتين ووجهت رسالة بهذا إلى السيد عمرو موسى رئيس لجنة إعداد الدستور خاصة وأن البرلمان القائم على نظام الغرفتين تجاوز عدده ما يزيد عن مائة وعشرين دولة، خاصة وأن التشريعات الرئيسية والقوانين المكملة الدستور ومشروعات المتصلة بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي لابد أن يجرى دراستها ومناقشتها في المجلسين بما يضمن خروج التشريعات خالية من أي عوار دستوري. حيث تخضع هذه التشريعات لدراسات ومناقشات متأنية فتكون أكثر انضباطا خصوصا عندما حصل مجلس الشورى في مراحله الأخيرة على اختصاص أوسع في ظل التعديلات الدستورية، وأذكر أننا دعونا الرئيس مبارك لاجتماع بعد هذه التعديلات شاكرين له هذه الرعاية، وأذكر أنني تحدثت في هذه الجلسة، موجها حديثي للرئيس مبارك شاكرين له تأييده لهذه التعديلات، وأذكر أنه رد علينا محييا قائلا: "إنني كنت أود أن أعطيكم اختصاصات أوسع". واليوم ينشأ مجلس الشيوخ الذي عليه أن يولي اهتمام بالغ بالبحث والدراسة للمشروعات والخطط القومية والقضايا التي تهتم ببناء مصر الحديثة لثقتي بأن هذا المجلس سوف يضم صفوة المجتمع المصري من كافة الثقافات والتخصصات والرؤى، وعلى وجه الخصوص فإن القضايا الآتية يجب أن تاخذ الأولوية قضية الإرهاب التي يجب التعامل معها والتي تستلزم مواجهة شاملة على مستوى المجتمع كله فهي تحتاج لمواجهة في خطط وبرامج التعليم والثقافة والإعلام، وفي الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وقضايا الشباب وقضايا بناء الدولة العصرية الحديثة. وأود أن أشير إلى أن هناك موضوعات بالغة الأهمية كان قد عكف مجلس الشورى على دراستها لكن لم تأخذ طريقها للنور إما لعدم تحمس الحكومة لها أو انشغال الحكومة بأمور أخرى، وأذكر من هذه الدراسات والمشروعات المشروع القومي لتنمية سيناء والذي كان مقررا أن يتم فى ٢٥ عاما مقررا أن يتم إنجازه تماما في عام ٢٠١٩ ودراسات ومشروعات في التعليم، وفي الصحة ودراسات ومشروعات حول استراتيجية الصناعة ورؤية جديدة لفتح آفاق الاستثمار ودراسات في مجالات الطاقة والبترول والكهرباء ورؤيته حول بناء الإنسان المصرى الحديث. وإن مجلس الشيوخ القادم سوف يكون أمامه حصيلة هامة من الرؤى والمشروعات والخطط والبرامج التي تستهدف تحقيق الاستراتيجية القومية في كل مجالات الحياة وعلى المجلس الجديد أن يستدعي كل ما تم في دورات مجلس الشورى بما يخدم ويساعد على تحقيق أهداف هذا المجلس الذي أثق أنه إضافة ضرورية تستلزمها الظروف والتحديات التي تواجه المجتمع المصري، وأرجو أن تتعاون مؤسسات الدول مع هذا المجلس بما يمكن من أداء الدور الذي رسمه له الدستور وأثق أنه سوف يلقي دعم وتأييد الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يسعى لبناء الدولة العصرية، كما أثق أن الحكومة ومؤسساتها سوف تدعم هذا المجلس وسوف تولي اهتماما كبيرا بدعمه بما يسهم في بناء المجتمع الديموقراطي العصري الحديث وعلى الله قصد السبيل.
كاتب المقال : زعيم الأغلبية بمجلس الشورى الأسبق والمستشار السياسي لرئيس حزب الحركة الوطنية المصرية