اهم الاخبار
الجمعة 19 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

كرامات الأولياء.. خرافة أم حقيقة

يأبى كثير من الناس أن يقبل ب مسألة (الكرامات) على يد أحد من الصالحين وهي عبارة عن (أمور خارقة للعادة يجربها الله على يد الصالحين من عباده).

وفي الحقيقة سبب إنكار كرامات الأولياء راجع إلى اعتقاد صدورها من (العبد) وهذا خطأ، وإنما الكرامة تصدر عن (الله) يجريها الله على يد هذا العبد لإظهار فضله عند ربه.

فمن ءامن بهذه الحقيقة اطمأن قلبه؛ لأنه لا يكون في ملك الله إلا ما أراد جل جلاله وتقدست أسماؤه

وقد ورد في هذا المعنى حديث قدسي يشفي الصدور ويذهب العلل، وهو قول سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فيما يرويه عن ربه جل جلاله:

(وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه) بعد أن يصل العبد إلى مقام المحبة يرى من كرم المحبوب ما يرى (فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به) أي أنّ سمعه لن يكون سمعًا عاديًا، ولكنه سيسمع ما لا يسمعه الناس، لأنه يسمع بربه لا بنفسه، فلا تستغرب إن أخبرك ولي من الأولياء بأمر حدث في بلد بعيد، وما قصة سيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا سارية عنا ببعيد، فقد سمعه سيدنا سارية وبينهما مسافة تنقطع فيها أعناق الإبل، وليس السمع فحسب ولكن (وبصره الذي يبصر به) فيرى بربه ما لا يراه الناظرون، يرى ما وراء الطبيعة، يرى الملائكة، والأنبياء، يرى الجنة والنار؛ يرى كل ما يجوز أن يُرى لأنه يرى بربه لا بنفسه (ويده التي يبطش بها) فتراه هزيل الجسم فتزدريه، وفي أثوابه أسد هصور، لا يقوى عليه أحد، ولا يطيق منازلته أحد، وتراه يفعل بيده ما تقصر عنه السواعد والأيادي، (ورجله التي يمشي بها) فيمشي في لحظة ما يمشيه غيره في سنة، ويعرف هذا النوع من الأولياء بصاحب الخطوة، وكان الإمام النووي منهم، فكان يذهب من دمشق إلى مكة بخطوة واحدة، ويرجع بخطوة واحدة؛ لأنه يمشي بربه لا بنفسه، وكلما زادت القوة زادت القدرة على الفعل وطوي الزمان، (ولئن سألني لأعطينه) ولو حتى تمنى بقلبه، فالله يعطيه قبل أن يسأل

ولله عبادٌ إن أرادوا أراد

وإن رجوا أمرا تأتّى

وإن رفعوا حواجبهم أنيلوا

حوائجهم كلمح البرق وقتا

وأيضًا (ولئن استعاذني لأعيذنّه) فلا يخلص إليه أحد بأذى، وسلم من شياطين الإنس والجن بسر قوله تعالى (إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطان)

فإذا أدركنا هذه المعاني ما استكثرنا كرامة على ولي.

ورحم الله الإمام اللقاني إذ يقول في جوهرته:

وأثبتن للأولياء الكرامة

ومن نفاها فانبذن كلامه

وصلّ الله وسلم وزد وبارك على سيد الكونين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

محمود ربيع ليسانس الحديث وعلومه جامعة الأزهر