اهم الاخبار
الجمعة 29 مارس 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تعليم

الجامعة البريطانية تناقش «مستقبل المشاركة السياسية في ظل الانتخابات النيابية ٢٠٢٠»

1
1

نظمت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وإدارة الأعمال بالجامعة البريطانية في مصر، ندوة بعنوان ( مستقبل المشاركة السياسية في مصر في ظل الانتخابات النيابية 2020 ) عبر الفيديو كونفرانس، وذلك برعاية الدكتور أحمد حمد رئيس الجامعة.

وأدار فاعليات الندوة الدكتورة أماني خضير رئيس قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وإدارة الأعمال بالجامعة البريطانية في مصر، وذلك بحضور الدكتورة ودودة بدران عميدة الكلية، والمتحدث الرئيسي بالندوة الدكتور علي الدين هلال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والجامعة البريطانية في مصر، وبمشاركة جمع من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة ومدير مكتب التعاون الدولي وعدد من الطلاب.

وقال الدكتور علي الدين هلال :" ترتبط المشاركة السياسية بالوعي السياسي للشعوب، وعندما يشعر المواطنين بأن مردود هذه الانتخابات سوف ينعكس على حياتهم حتماً سيحرص كل منهم على المشاركة بها". مشيراً إلى أن أهم سمة في الانتخابات الديمقراطية بشكل عام هي عدم معرفة من سينجح لأن معرفة ذلك يؤدي لعزوف الناخبين.

وأضاف هلال :" تزداد المشاركة في الانتخابات عندما يكون هناك خيارات متعددة أمام الناخب، ولكن عندما يكون جميع المرشحين يمثلون لوناً سياسياً واحد فان ذلك يأتي بنتائج عكسية في نسب الحضور والمشاركة". مؤكداً على أن مشاركة الشباب تؤدي إلى التطور الديمقراطي وسد العجز الديمقراطي، وهذه الفئة العمرية أصبحت نسب مشاركتهم جيدة.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن المشاركة في الاستحقاقات الدستورية تعد سلوك بشري لأن الإنسان بطبعه اجتماعي والمشاركة في جميع نواحي الحياة هي جزء أصيل من إنسانية الشخص، في حين تعتمد المشاركة السياسية للمواطن على الثقافة والنمط الذي يتحلى به، كما أنها تنعكس عليه في كافة المجالات المتنوعة".

وأكد هلال على أهمية مشاركة المواطنين في أي استحقاق دستوري قائلاً :" إن ضرورة وأهمية المشاركة ينبع من أن هذا الأمر هو السبيل المباشر والطريق العملي والآلية الحقيقية لاختيار من يتولون الحكم سواء في اختيار رئيس الدولة أو المجالس النيابية ( نواب، شيوخ) أو المجالس المحلية، مما يعني أن الانتخابات هي الحلقة الحاكمة في المنظومة الديمقراطية بشكل أصيل.

وتابع أستاذ العلوم السياسية :" نحن في مصر ليس لنا تاريخ كبير في المشاركة الانتخابية على عكس تاريخنا الجبار في الانتفاضات الشعبية التي تعد مشاركة وقتية فقط، مما يعني أن المصريون قادرون على المشاركة في الانتفاضات والثورات الشعبية فقط، وهو ما يستوجب تأسيس هذه المشاركة من خلال كيانات رسمية مثل الأحزاب والمؤسسات الفاعلة في المجتمع". مؤكداً على أن ٦٠٪؜ من الشعب على مر العهود السياسية يعزفون عن المشاركة في الانتخابات وذلك بداية من عهد الرئيس جمال عبد الناصر ووصولاً لعهد الرئيس السيسي.

وبيّن هلال أن التصويت في العملية الانتخابية بمصر يعتمد على القبلية والعائلية، مما يوأد المنافسة الحزبية حيث أصبحت هنا نتيجة الانتخابات معروفة سلفاً، وبالتالي يعزف الناخبين عن المشاركة لشعورهم بعدم أهمية أصواتهم. لافتاً إلى أن الانفراط الحزبي الذي شهدته مصر منذ ٢٠١١ أضعف الحياة الحزبية تماماً.

ويرى هلال أن الأحزاب السياسية تعد الموتور المحرك لمنظومة الانتخابات ومع ذلك يتكون مجلس النواب الحالي من ٥٧٪؜ مستقلين و٤٣٪؜ حزبيين، وهو الأمر الذي يوضح عدم وجود أحزاب قوية بالمفهوم العلمي والعملي، ولكي نصل إلى وجود أحزاب لها دور فاعل بشكل حقيقي يجب على الدولة أن تساعد الأحزاب الجادة من خلال الوسائل المتعددة، حيث يهدف الدعم هنا في الأساس إلى تعزيز الحياة السياسة المصرية.

وعن دور مجلس الشيوخ واختصاصاته أوضح أستاذ العلوم السياسية أنه طبقاً للدستور لهو ليس سلطة تشريعية ولكن يؤخذ رأيه في مشاريع القوانين المقدمة إليه من الحكومة ليدرسها قبل تحويلها إلى النواب. مؤكداً أن طريقة تشكيل مجلس الشيوخ تزيد من أهميته لأنه سيضم أعضاء أكثر تنوعاً وخبرة ليكون أقرب إلى بيت الخبرة.

وأشار هلال إلى أن المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية قام بعمل استطلاع رأي مؤخراً حول انتخابات مجلس الشيوخ، وطبقاً لهذا الاستطلاع هناك أكثر من ٦٤٪؜ من المواطنين لا يتابعون أخبار هذه الانتخابات وهو ما يجعلنا نتساءل عن أسباب العزوف عن المشاركة، لكي نصل إلى طرق وحلول تساهم في المشاركة بنسب أكبر من ذلك، لأنه بدون المشاركة الحقيقية لا يوجد ديمقراطية.

واستطرد :" تقول النظريات السياسية أن التعليم يساهم بشكل كبير في المشاركة بالاستحقاقات الدستورية، إلا أن هذا الأمر لا ينطبق على مصر، حيث تعد القاهرة والإسكندرية من المحافظات الأكثر تعليماً ومع ذلك هما المحافظتين الأقل عدداً في المشاركة بالانتخابات على عكس ما يشهده الريف.