اهم الاخبار
السبت 20 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

شريف والي: البطالة تسيطر على مجال الصيدلة.. ويجب على البرلمان مناقشة الأزمة وتخفيض عدد المقبولين بالجامعات الخاصة

1
1

والي: لدينا في مصر 44 كلية صيدلة وسوق العمل يعاني من تضخم معدل البطالة والمجال الصيدلي يحتضر.. ونطالب بانتخابات للنقابة واجتماع النقيب مع البرلمان لمناقشة مشاكل الصيادلة

 

أزمة الصيادلة في مصر أصبحت جمر موقود تحت الرماد، يحاول كل مسؤول أن يزيد من الرماد كي لا يظهر لهيب الجمر الذي اشتعل منذ سنوات وما زال، حقائق يتناساها البعض وخاصة المعنيين بمشكلات التعليم والصحة في مصر، وتفتح الوكالة نيوز تحقيقا مستمرا حتى نكشف الأسباب الحقيقية لمشكلات الصيادلة في مصر.

وتجرى الوكالة نيوز حوارا مصورا مع الدكتور شريف والي، هو عضو مجلس إدارة نقابة الصيادلة السابق لمدة أكثر من 25 عاما وله خبرة سياسية سابقة كونه من أعضاء مجلس الشورى السابقين، ويعمل في قطاع الصيدلة منذ عقود، وإلى نص الحوار

كيف ترى انتشار كليات الصيدلة بالجامعات الخاصة وانعكاسه على سوق العمل؟

منذ أن تخرجت من الجامعة وكانت الصيدلة هي المهنة التي لا يوجد بها بطاله، وكان هناك تهافت بين الصيدليات وشركات الأدوية والدول العربية على خريج الصيدلة المصري، وفي فترة معينة تم استكمال دور الصيدلي بالطب البيطري نظرا للإقبال والاهتمام بالصيدلي، وكان لدينا من6 ل7 كليات وتفاجئنا بافتتاح سلسلة كليات صيدلة بالجامعات الخاصة ووصل العدد إلي 40 كلية صيدلة، وأن الجامعات الخاصة تعتمد على كلية الصيدلة في إنشاء الجامعة بأكلمها ووصل عدد طلاب كليات الصيدلة في تلك الجامعات إلى  50% من إجمالي طلاب الجامعة.

وتُفضل الجامعات البدء بكليات الصيدلة لأنها لا تتطلب سوى معامل علمية على عكس كليات الطب والأسنان فتتطلب مستشفى جامعي كامل.

ومع هذا التزايد في أعداد الكليات والخريجين بعد 30 سنة أصبح هناك بطالة في مهنة الصيدلة في مصر، وسوق العمل المحلى والدولي بدأ أصبح لا يحتاج لكل هذه الأعداد، وانتشرت البطالة لدول الخليج وكندا وأمريكا بسبب التزايد الكبير لأعداد الصيادلة المصريين في الخارج.

وأصبح هناك تحولا في المهنة كي يجد الصيدلي فرصة عمل فيكمل دراسته ليتحول لمجال أخر، وهو أمر مرفوض فالصيدلة مهنة عظيمة ومتنوعة بها الصيدلي المجتمعي وصيدلي التصنيع الدوائي وصيدلي تسويق الأدوية وصيدلي التوزيع والصيدلي الحكومي والصيدلي الرقابي والصيادلة بالإدارة المركزي للصيدلة وصيدلي التفتيش الحكومي.

هل اتساع مجالات الصيدلة في مصر لا يتطلب المزيد من الخريجين؟

للأسف فالأعداد التي تتخرج فاقت المتوقع والاحتياجات وكان يتخرج لدينا 1000 صيدلي، واليوم أصبح لدينا 15 ألف صيدلي سنويا مما ترتب عليه بطاله لـ14 ألف صيدلي، مما جعل الوزارة غير قادرة على توفير تكليف حكومي لكل هذه الأعداد، مما يؤكد الحاجة الماسة لاتجاه الجامعات الخاصة لكليات أخرى غير الصيدلة، وبعد 5 سنوات سيصبح لدينا أكتر من 52 كلية صيدلة في مصر.

كيف ترى مهنة الصيدلة اليوم في المجتمع المصري؟

مهنة الصيدلة اليوم غير قبل ذلك، فأصبح ينظر لها نظرة غريبة ويحسبها البعض ضمن مجالات التجارة ويصفوا الصيدلي بالجشع وما إلي ذلك وكأن الصيدلي يتاجر في لحوم وبقالة، وهو أمر غير مقبول مع طالب علم حصل على أعلى التقديرات ودرس الصيدلة وقرر أن يخدم مجتمعه ولا يمكن أن يتربح الصيدلي على حساب المريض، والنظرة الإعلامية والمجتمعية تجاه الصيدلي تغيرت تماما خلال العشر سنوات الأخيرة.

وهناك بعد المقترحات لتأهيل طلاب العلوم من العمل في مصانع الأدوية، وطلاب الطب البيطري للعمل في تسويق الأدوية، وغير متخصصين للعمل في الصيدليات، فماذا سيعمل الصيدلي فبدلا من ذلك نلغى كليات الصيدلة إن لما يكن لها أهمية مجتمعية.

https://www.youtube.com/watch?v=ZgdfkkDxa7Y

هل المناهج الدراسية التي تقدم حاليا تتضمن ريادة الأعمال والمشروعات بشكل يخدم المجتمع ويساعد الصيدلي؟

المحتوى العلمي الذي يقدم حاليا لا مشاكل به ومتميز جدا ويحتوى على إدارة الأعمال والتسويق وكل ما يؤهله لسوق العمل، لكن الأعداد لابد من تخفيضها في الجامعات، بشكل إجباري.

ماذا تتوقع لمهنة الصيدلة لعد 5 سنوات؟

سيكون هناك أمام كل صيدلي 20 صيدلي أخر لا يعملون وبالتالي سيتجه طلاب الصيدلة للعمل في مجالات أخرى بعيدة عن المهنة التي درسوها لسنوات.

كيف يمكننا مواجهة أزمة التكليفات بوزارة الصحة للصيادلة؟

كنا نحصل على التكليفات كخريجين مؤهلات عليا قديما، ولكن بعد عام85 تغير الواقع وأصبح الواجب على الصيدلي أن يبحث على فرصة عمله بنفسه خاصة مع ارتفاع أعداد الخريجين، وهو ما يلزم المسؤولين عن الترخيص لكليات الصيدلة الجديدة بوضع حد لهذه التراخيص.

ما الذي يمكننا طلبه من البرلمان لمواجهة أزمة الصيدلة؟

حاليا للأسف نقابة الصيادلة تحت يد الحارس القضائي، ولابد من وضع انتخابات للنقابة وجلسه استماع لأعضاء مجلس نقابة الصيادلة مع البرلمان لمناقشة أي قانون يمس الصيادلة.

ويهمنا مصلحة التقدم ومصلحة المريض ولكن زيادة أعداد الخريجين يضر الجميع، ولابد من اتجاه لتخفيض اعداد المقبولين بكليات الصيدلة وخاصة في الجامعات الخاصة، وأتمني أن تأخذ لجنة التعليم بالبرلمان ذلك، والاستثمار في كليات الصيدلة فقط سيؤدي لكارثة.

هناك بعض الاتهامات وجهت للصيادلة خلال أزمة نقص الدواء أثناء جائحة كورونا.. ما تعليقك على ذلك؟

نحن لا نتاجر في الزيت أو السكر ولكننا نعمل في دواء مُسعر لا يمكن بيعه بسعر أعلى، ولا يستطيع صيدلي أن يفعل ذلك لأن هذه قضية أمن دولة تؤدي للسجن في النهاية، وبالنسبة للكمامات والكحول على سبيل المثال في الأزمة الأخيرة كانت تباع دون فواتير للصيدليات وبأسعار متفاوتة مما كان يضع الصيدلي في موضع الشك وهو لم يفعل ذلك ولا علاقة له بالأسعار.

وبالنسبة لسعر الأدوية الأن تحدث زيادة للأسعار على مستوى شرائح فيتغير السعر بين يوم وليلة فنجد بعض الصيدليات تبيع الدواء بالسعر الجديد، وبعضها مازال لديه مخزون يبيعه بالسعر القديم مما يوحى للمستهلك أن كل صيدلي يبيع الدواء وفقا لهواه الشخصي وهو ما لم يحدث.

ما الرسالة التي توجها للطلاب المقبلين على دراسة الصيدلة في الجامعات الخاصة؟

لابد أن تكون طالب متميز وتسعى لأن تكون من المجموعة المنتقاة والصفوة فطلاب الصيدلة لن تجدهم بين الطلاب المتوسطين، ومجالات العمل كثيرة ولكن لابد من الاختيار الصحيح.

وحديثي التخرج لابد أن يتعملوا مهارات المبيعات والتسويق والإدارة والتصنيع الدوائي وغيره من المجلات المؤهلة لسوق العمل.

وأطالب وزير التعليم العالي والمسؤولين أن يضعوا حدا للأعداد المقبولة من في كليات الصيدلة .