اهم الاخبار
الأربعاء 24 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

سمية أشرف تكتب : أسمى صور الحب تتهاوى !

IMG_٢٠٢٠٠٨٢١_١٧١١٢٣
IMG_٢٠٢٠٠٨٢١_١٧١١٢٣

  علمونا في الصغر أن العائلة أولوية تسبق كل الأهميات، وأنها لطالما كانت الملجأ الأول حين نخطىء وحين ننجح ، حين نبكي وحين نفرح ، حين ترفعنا الأيام وحين تطرحنا أرضًا ، علمونا دون تلقين أن اجتماع أفراد الأسرة على الطعام واجب لا تهاون فيه ، وأن غياب واحد منّا يخلف أثرًا عميقًا ، كيف لم نلحظ في طفولتنا كم هي حانية لحظة دخول الأب إلى المنزل ليتفقدنا فردًا فردًا ويسأل عن فلذات أكباده واحدًا واحدًا دون أن تنسيه أعباء الحياة أي منهم ، كيف لم نلحظ كم هي رقيقة مشاعرنا حين نعود للمنزل بعد يومٍ دراسي طويل منهك فتكون الكلمة الأولى على اللسان وقبل أن نلقي بأحمالنا "أين أمي؟" فتسقط كل الأحمال هونًا برؤيتها ، كيف لم نلحظ كم هي متتعة لحظات تصالحنا مع إخوتنا بعد شجار لا نذكر أسبابه لأن القلوب ترفض حتمًا أن تحمل لمن هم منها أي ضغينة ، فمتى أصبح مفهوم العائلة مفككًا لا معنى له ، يخشاه الكثيرون ويهربون منه ، متى أصبحت جلسة ودٍ عائلية ساحة حربٍ في الكثير من المنازل يتنازع فيها كل الأطراف لسببٍ غير منطقي ، ومتى طبعت على قلوبنا قسوة الحياة فقسونا على من هم منّا ونحن منهم . الحب في أسمى صوره ، المجتمع في أقصى درجات ترابطه ، و الوطن في أوج انتمائنا إليه، هي مفاهيم تتشكل كلها في علاقةٍ واحدة تسمى العائلة ويخلو منها الكثيرون اليوم بتجاهلها حتى تهاوت صورتها السامية وضعفنا كأفراد لا تتقن السير دون الإتكاء على عكاز العائلة.