اهم الاخبار
الجمعة 26 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

وليد نجا يكتب: المعاملات الإنسانية بين الماديات والعبادات

المعاملات الإنسانية هي علاقات تفاعلية بين أفراد المجتمع بغض النظر عن معتقداتهم أو دياناتهم أو بشرتهم فالكل سواسية أمام الله سبحانه وتعالي وهذه العلاقات ضرورية لاستمرار الحياه والحفاظ علي الروابط المجتمعية بين البشر فحاجات الأنسان مرهونة بما عند غيره طبقا لنظرية التفاضل التي فضل الله فيها بعضنا علي البعض فلا يستطيع المجتمع أن يعيش دون كافة المهن والحرف مهما كانت بسيطة .

 وقد مرت العلاقات الإنسانية بعده مراحل منذ أن خلق الله سبحانه وتعالي الكون وستستمر في تطورها حتي قيام الساعة و أعظم مرحلة أسست فيها قواعد المعاملات الإنسانية تلك التي واكبت ظهور الإسلام قبل الهجرة النبوية من مكة إلي المدينة المنورة فالإسلام وضع أسسا علمية وعملية للعلاقة بين الأفراد، وسار على هذا النهج المسلمين في أرجاء العالم فبنوا حضارتهم وتاريخهم وهذا يدل على أن ديننا الحنيف قد سبق كل العلوم الحديثة التي تتحدث عن هذا الجانب.

وذلك طبقا للمفكرين غير المسلمين وحتي لا يتهمني أحد بالتحيز أستعيد جزء من مقالي السابق وهو منشور بعنوان " مولد خير الهدي الأعظم آثرا في التاريخ" فالمؤلف الكبير ماكس فان برشم الذي كتب في مقدمة كتابه “العرب في آسيا نصا “: الحق أن محمداً هو فخر للإنسانية جمعاء وهو الذي جاءها يحمل إليها الرحمة المطلقة فكانت عنوان بعثته “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” وكتب عالم الفلك دكتور / مايكل هارت وهو يهودي وصاحب كتاب ’المائة الأعظم تأثيرا في التاريخ” وترجم إلي اللغة العربية وكتب مقدمته الكاتب الكبير أنيس منصور وقال في مقدمته أنه تم اختيار الشخصيات التي لها عميق الأثر سواء كان إيجابيا أو سلبيا في التاريخ وان نبيبا الكريم أعظم شخصيه إيجابيه في تاريخ الإنسانية كونه صاحب تأثير عميق متجدد طبقا لقوله ”إن محمدا هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحا مطلقا على المستوى الديني والدنيوي” وقد دعا إلى الإسلام ونشره وأصبح قائدا دينيا وسياسيا وعسكريا وما زال أثره قويا متجددا منذ ولادته وحتي يوم القيامة .

 وقد وضعت أسس المعاملات الإنسانية علي أسس وقواعد راسخة تتسم بالعدل المطلق روافدها العادات والتقاليد والقيم والمبادئ والدين ومخرجاتها تؤدي حتماً إلى ترابط المجتمع وتماسكه واستقراره فتقدمنا في جميع مجالات الحياه واصبح إيقاع التعاملات داخل المجتمع تتسم بالجسد الواحد وذلك سر نهضة العرب بعد ظهور الإسلام و يلخصها القرآن الكريم في قولة تعالي في سورة آل عمران بسم الله الرحمن الرحيم «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُم ْ♦️ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ♦️ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ♦️ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّه ♦️ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ» صدق الله العظيم .

فسر حضارتنا وتقدمنا نحن العرب ليس بالعمل والعلم فقط "الماديات" فلابد من تفعيل القيم والتقاليد" الروحانيات" فتحل علينا البركة والتقدم والرقي وتلك دعوتي لأمتنا العربية التي يجمعها دين واحد ولغة واحده وتمتلك موارد اقتصادية هائلة وينقصها دمج الماديات مع الروحانيات وبظهور العولمة وانتشار الثقافات الزاحفة التي تتعارض مع ثقافتنا وقيمنا تحولت العلاقات الإنسانية إلي علاقات صراعية في منطقتنا العربية الكل يصارع الكل ونتائج الصراع تصب في صالح أعداء أمتنا ندعو الله بالهداية لأمتنا العربية وأن يوفق قادتها وشعوبها للخير.

و سر نجاه مصر من فوضي الشرق الأوسط أنها دولة وسطية تحترم الأزهر والكنيسة وشعبها في رباط إلي يوم الدين لنصره الحق فمصر تتعامل علي كافة المستويات بشرف في زمن عز فيه الشرف وهذا هو السر في نجاه مصر من فوضي الماديات فجيل أكتوبر وأبنائهم وأحفادهم هم من حملوا لواء الدفاع عن مصر في ثوره 30 يونيو وتعيش مصر نهضة شاملة في كافة المجالات وذلك بدمج الأسباب المادية من عمل وبناء وتضحية ودم دفاعا عن الوطن مع أرساء قواعد العدل والقانون والصدق والشرف "الروحانيات" وهنا دعوه إلي كل الشرفاء في العالم من أراد أن يعيش شريفا كريما في عصر الفتن علية أن يعود إلي جذوره الوطنية ويقتدي بالشعب المصري وقيادته .