اهم الاخبار
الخميس 25 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

محمود ربيع يكتب: كل بدعة ضلالة

محمود ربيع
محمود ربيع

هذا حديث أساء النابتة فهمه، وأعملوا عقولهم وأهملوا النظر في كتب الأئمة ليعرفوا المعنى الصحيح لحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - "وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار"

وقد فهموا منه أنّ كل قربة يتقرب بها المسلم إلى ربه لم تكن على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فهي بدعة ضلاله، وصاحبها من أهل النار، ويجب تغييرها بقوة السلاح لمن يستطيع، فاستباحوا دماء المسلمين بفهم سقيم، وراحوا يشككون المسلمين فيما درجوا عليه من أعمال البر والخير كقرآن الجمعة، والأذان الأول يوم الجمعة، والذكر الجماعي، وذكر الله بالاسم المفرد، وقراءة القرءان لأموات المسلمين، والاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وليلة الإسراء والمعراج، وليلة النصف من شعبان، وقراءة الأوراد في أوقات معينة... الخ

رغم أنّ أئمة المسلمين لم يختلفوا على أن البدعة نوعان (بدعة حسنة، وبدعة سيئة)

وأنّ كلمة (كل) في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة...) ليست على عمومها كما في قول الله تعالى (تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم) رغم أنّ المساكن شيء إلا أنّها لم تُدمّر، لأن الله استثناها من كلمة (كل)

كذلك أيضا في الحديث الذي معنا استثنى النبي - صلى الله عليه وسلم - البدعة الحسنة من بدعة الضلالة بحديث آخر قال فيه: (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص ذلك من أوزارهم شيئًا)

وإننا نرى من الصحابة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من فعل أشياء لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يفعلها وكانت سببا في دخوله الجنة، كسيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه لما سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - طرق نعليه في الجنة، وسأله عما أوصله إلى هذه الرتبة العلية، فقال: ما توضأت وضوءًا إلا وصليت لله ركعتين.

رغم أنّ هذا الفعل لم يكن يفعله النبي - صلى الله عليه وسلم - ومع ذلك أقر سيدنا بلالًا عليه لما أخبره به سيدنا بلال رضي الله عنه ، ولم ينهه عنه، ومعلوم أنّ تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز .

الخلاصة:

أي عمل يندرج تحت قواعد الشريعة، ولا يخالف هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في العبادة، ويعد من أعمال البر والخير فيجوز للمسلم أن يتقرب به إلى الله حتى ولو لم يكن هذا العمل على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا الصحابة الكرام .

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى

وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

كاتب المقال حاصل ليسانس الحديث وعلومه جامعة الأزهر