اهم الاخبار
الثلاثاء 16 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

خالد العوامي يكتب: اتفاقية إبراهيم ودولة الإمارات.. إنها القوة الناعمة أيها الغافلون

01
01

- إلى النائمون فوق فراش من حرير والمتاجرين بالقضية الفلسطينية: مجد الأمم لا يبني الا فوق رؤوس الشهداء غافل من لا يدرك ان دولة الامارات العربية المتحدة ، باتت قوة ناعمة في الشرق الاوسط والمنطقة العربية باثرها ، وما تمتلكة من سيادة علي قرارها ومقاليدها ، يمثل عنصرا قويا للتحكم الناعم في العديد من مسارات الامور ، ولا ريب فان حالة السلم والرضا المجتمعي الداخلي في دولة الامارات العربية المتحدة ، تمثل سيادة ليس في الداخل فقط ، انما سيادة يمتد تاثيرها الي الخارج ايضا ، سيادة تستحق منا التوقف امامها درسا وتحليلا ، فالدولة الاماراتية شعبا وحكومة تعيش حالة تناغم ورضا وثقة متبادلة بين كل الاطراف الحاكمة والمحكومة ، بما يجعلهم يستحقون بجدارة لقب " اسعد شعب " ، وبالتالي فان اي قرار تتخذه السلطة الحاكمة ، سواء كان متعلقا بالشان الداخلي او الخارجي ، يستند الي سلطة شعبية داخلية ، لا يمكن نكرانها ، ويصبح لا معني مطلقا لاي تدخلات او نقد يثار من اطراف خارجية ليست معنية بالشان الاماراتي .. هذا من جهة . اما الجهة الاخري ، والمتعلقة باتفاقية ابراهيم ، والتي ستوقع بين الامارات واسرائيل خلال الايام المقبلة في البيت الابيض ، وبرعاية امريكية ، فتحتاج ايضا للتوقف امامها طويلاً ، ولا اريد هنا ان اسوق فقط ما تحققة تلك الاتفاقية من مكاسب سياسية للقضية الفلسطينية ، مكاسب تسقط مسلمات ، وتبني اساسا جديدا للعلاقات الدولية في المنطقة ، وما تحققة من ضمانات بعدم ضم مستوطنات جديدة ، وضمانات بحل الدولتين ، واحياء لعملية السلام التي ماتت اكلينيكيا ، وغيرها من المنافع المحورية التي تخدم الشان العربي .. بما يجعل من دولة الامارات العربية المتحدة ، نمرا سياسيا جديدا ، ليس في القارة الاسيوية فقط ، بل في منطقة الشرق الاوسط باكملها .. لذا علينا التاكيد علي ان الاصلاح ينبغي ان يسبق اي جهاد . والمراقب للمسارات التفاوضية بشأن اتفاقية ابراهيم ، لابد وان يتوقف طويلا امام الشرط الذكي الذي فرضة ولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد ، والمتعلق بوضع نهاية لبيع الاسلحة المتطورة لاسرائيل ، بما يضع ايضا حدا فاصلا ، يمنع التفوق العسكري الاسرائيلي في المنطقة ، ولعل ما يبرهن علي ذلك حالة الغضب في الداخل الاسرائيلي ، واعتراضهم علي قيام الادارة الامريكية ببيع مقاتلات إف-35 ، وطائرات بدون طيار متطورة إلي دولة الامارات كجزء من اتفاقية إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين .. ونشرت صحيفة "هآرتس" تقريرا صحفيا عن مسؤولين إسرائيليين بارزين ، بان تل ابيب لا تزال تعارض بيع تلك المقاتلات ، وترفض ابرامها ، محذرة من مغبة ذلك علي امن اسرائيل في المنطقة .. واحسب ان سوق هذا الشرط ، وردود الفعل بشأنه دليلا علي ان المفاوض الاماراتي ، لم يكن مرتخيا ، ولا ضعيفاً ، ولا لاهثا وراء سلام بلا ثمن ، انما هو سلام الاقوياء ، الباحث عن خير للمنطقة ، سلام يكسر حالة الجمود التي تشهدها القضية الفلسطينية منذ سنوات طويلة .. انها القوة الناعمة ايها الغافلون . اما اصحاب الحناجر ، سواء في غزة او تركيا او قطر ، فلم تمنعهم الامارات من تحرير الاقصي ، ولم تقف حائلا دون دخول الحمساويين تل ابيب ، فباب جهادهم مفتوح ان كانوا يريدون جهادا .. فلا أحد يكسب المجد و هو على فراش من حرير .. ومجد الأمم لا يبنى إلا على رؤوس الشهداء ، وليس علي رؤوس قتل بعضنا البعض . اتفاقية ابراهيم لم تقيد احدا .. وما نراه من تحريض ضدها ، ما هو الا متاجرة بائنة بقضية تجلطت الدماء في عروقها منذ ما يتجاوز الـ 70 عاما ، متاجرة تظهر انتهازية ونفعية سياسية من اطراف معروفة للعيان ، وليس بخافيا ابدا تلك العلاقات الازلية سرا وعلنا بين انقرة واسرائيل ، وايضا بين الدوحة واسرائيل . باختصار دولة الامارات ، شاء من شاء ، وابي من ابي ، باتت نمرا سياسيا صاعدا .. وقوة ناعمة للشرق الاوسط لا يستهان بها .. استفيقوا ايها الغافلون .

كاتب المقال : رئيس تحرير بوابة الوكالة نيوز والمتحدث الرسمي لحزب الحركة الوطنية المصرية