اهم الاخبار
الخميس 18 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

أخبار عاجلة

تاريخ عروسة المولد.. العثور على نسخ معروضه بالمتحف الزراعي

عروسة المولد
عروسة المولد

ترتبط عروسة المولد ارتباط وثيق بالمولد النبوي الشريف، يهدي بها الأجداد والآباء لأبنائهم والمخطوبين لشركاء حياتهم، اختلفت أشكالها ومكوناتها على مدار العصور، ولها تاريخ عريق مرتبط بالاحتفالات والأفراح، سيتم استعراض تاريخها في هذا التقرير.

الفراعنة: نسخ من العرائس معروضة بالمتحف الزراعي في القاهرة

أرجع البعض ان عروسة المولد غير مرتبطة بالاحتفال بالمولد النبوي، حيث تعددت الكثير من الروايات التي تشير إلي ارتباط فكرة الاحتفال بالعروسة منذ عهد الفراعنة، وأكدت الرواية وجود نسخ من العرائس معروضة في المتحف الزراعي بالقاهرة، مؤكدين على أن هذه العرائس عبارة عن عرائس شعبية مصنوعة من عسل النحل الصافي الممزوج بدقيق القمح، وكانت تنتشر تلك العرائس بين المصريين في الأعياد المتتالية، سواء كان عيد الربيع، أو عيد التتويج الملكي.

وحسب الروايات فإن تلك العرائس فرضت سطوتها على المصريين حتى في زمن احتلال الهكسوس لهم، فلم ينقطعوا عن صنعها، ولم تختفي هي من مناسباتهم حتى الحزين منها، فقد كانت شريكة أساسية في أفراحهم ومآتمهم أيضا، وكذلك في زياراتهم لموتاهم في القبور، كما تم العثور على نماذج مصنوعة لها من العاج والخشب في مقابرهم.

ريحان: عروسة المولد قبطية الأصل

في دراسة لخبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان، تم الإشارة إلى أن "عروسة المولد" قبطية الأصل، كانت تصنع في مصانع خاصة بمنطقة "أبو مينا" بكينج مريوط، وكانت ترمز في المسيحية إلى النفس البشرية، ومن المفترض أن تأثيرها امتد من عصر الفراعنة، واستمر حتى دخلت المسيحية مصر، كما استمرت في العصور الإسلامية.

واكد الدكتور عبد الرحيم ريحان في دراسته عن عروس المولد، أنه في العصر الفاطمي حرص المسلمون على إحياء مصانع مدينة أبو مينا التي تخصصت في صناعة تلك العرائس، والتي كان تم إغلاقها لسنوات طويلة، ولعبت الصدفة دورها، حيث تم افتتاح تلك المصانع مرة أخرى في ذكرى مولد النبي الكريم، فبدأ العمال المسيحيون في استئناف نشاطهم وصنعوا العروسة، وكذلك الحصان كي يفرح بها الأطفال المسلمون والمسيحيون على حد سواء، كما تم اكتشاف نماذج للعروس والحصان في خرائب مدينة أبو مينا تشبه تماما العروسة والحصان الحلاوة المعروفة لدينا.

الحاكم بأمر الله

يردد بعض الخبراء أن عروس المولد إسلامية، وبالتحديد فاطمية الأصل، مستندين في ذلك إلى المعلومات التاريخية المؤكدة حول أسبقية الفاطميين في الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف بالحلوى المميزة، وإقامة الشوادر والاحتفالات والولائم.

وتؤكد رواية أن أول ظهور لعروس المولد لم يكن في عهد الفراعنة ولا في عهد الأقباط، ولكنها ظهرت في عهد السلطان الفاطمي الحاكم بأمر الله الذي كان يحب إحدى زوجاته، فأمر بخروجها معه يوم المولد النبوي، فظهرت في الموكب بردائها الأبيض وعلي رأسها تاج الياسمين، فقام صناع الحلوى برسم الأميرة في قالب حلوى، بينما الآخرون يرسمون الحاكم بأمر الله وهو يمتطى حصانه وصنعوه من الحلوى.

المستنصر بالله

وتفيد رواية أخرى أن الخليفة الفاطمي المستنصر بالله، كان يشجع جنوده المنتصرين على أعدائه بتزويجهم بعروس جميلة، وأصبحت عادة وقت احتفالات النصر كل عام أن يقوم ديوان الحلوى التابع للخليفة بصناعة عرائس جميلة من الحلوى؛ لتقديمها كهدايا إلى القادة المنتصرين وإلى عامة الشعب والأطفال؛ ليرتبط الاحتفال بحلوى العرائس.

عروس المولد هدايا منذ أيام الفاطميين

يري البعض أن الحكام الفاطميين كانوا يشجعون الشباب على عقد قرانهم يوم المولد النبوي، ولذلك ارتبط الاحتفال بالمولد بالعرائس كنوع من الهدايا.

ويؤكد ذلك ذكر المقريزي لها في أحد كتبه التاريخية، عندما وصف هذه العرائس، قائلا: «كانت تصنع من السكر على هيئة حلوى منفوخه وتجمل بالأصباغ، ويداها توضعان في خصرها وتزين بالأوراق الملونة والمراوح الملتصقة بظهرها».

كتب: حسام عبدالعظيم