المرأة الحديدية «أم آية»: أشتغلت على مكروباص عشان ممدش ايدي لحد ولا عيالي ياكلوا حرام
مع دقات السادسة صباحا من كل يوم، تستيقظ من نومها لتبدأ رحلة البحث عن قوت يومها. تصل "أم أية" الموقف لتستلم السيارة التي تعمل عليها، وتقوم بفحصها جيدا وتبدأ في النداء على الركاب ممسكة بيدها كوب الشاي المعتاد وتنادي بصوت قوي وأجش أشبه بالرجال " سلام مرج سلام مرج". تعمل "أم أية" سائقة على سيارة أجرة "مكروباص" طريق "المرج- السلام" منذ خمس سنوات، هذه المهنة الصعبة الخاصة بالرجال والتي تقضي فيها أكثر من 15 ساعة يوميا تتعامل خلالها من السائقين والركاب وتواجه كثير من الصعوبات والمشكلات لكنها قررت أن تخوض التجربة. واجهت العديد من المشكلات اليومية مابين أعطال في السيارة أو شجار مع سائق أو راكب، فالجميع يعلم ما يواجهه السائق في عمله يوميا فما بالك لو كانت امرأة في مجتمع لا يتقبل هذا الأمر بسهولة. "مخترتش الشغلانة دي وبتعب فيها جدا وبقابل مشاكل وفيه ناس بترخم عليه بس معنديش بديل ومش عايزة أمد أيدي لحد وعايزة أربي عيالي كويس ومخلهمش يحتاجوا لحد"، بهذه الكلمات أكدت أم آية على حجم المعاناة التي تتعرض لها يوميا وأثناء رحلتها الدائمة للبحث عن قوت يومها. تعمل السيدة المكافحة على سيارتها لأكثر من 14 ساعة يوميا، ولم يستغرب الركاب الأمر بل أصبح عدظ كبير من الركاب ينتظرونها ليركبوا سيارتها. وتقول أم أية: " بعض الركاب يحاولون مساعدتي بترك بعض الأموال كباقي للأجرة ولكنني أرفض بشدة، وأقوله خد فلوسك يا أستاذ". بعد 14 ساعة عمل، تعود أم اية لتسلم سيارتها وتبدأ قي ممارسة حياتها المنزلية وشراء ما ينقص البيت، ثم تعود لمنزلها لتجد الأبناء في الانتظار . أربعة أبناء رفضوا عمل والدتهم بشدة في البداية ولكن بمرور الأيام أصبحوا يقدمون لها الدعم ويفهمون جيدا ما تضحي به من أجلهم، وتحلم أم آية بسيارة خاصة بها لتوفر مبلغ أكبر من أجل زواج ابنتها، متمنية أن يساعدها أحد ويضمنها للحصول على ميكروباص بالتقسيط المريح. تصوير ريهام عبد العزيز