اهم الاخبار
الجمعة 26 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

مرصد الأزهر يحلل فيديو جديد «لداعش الصومال»

تابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف الحلقة الثالثة من سلسلة "معذرة إلى ربكم" وهي سلسلة مرئية بثَّها المكتب الإعلامي لـ "ولاية الصومال" التابع لتنظيم "داعش" الإرهابي، وتعرض بشكل وثائقي يربط الماضي بالحاضر، ويصور الصراع والتنافس بينها، وبين حركة الشباب الموالية لتنظيم "القاعدة" على النفوذ والاستحواذ على القارة الإفريقية.

وتطوّر هذا النزاع حول ما يُسمى بــ"إقامة الخلافة" المزعومة، ليغدو نزاعًا حول أركان تنفيذ استراتيجية كلٍّ من التنظيمين وتحقيقها؛ ما ينذر بكارثة إنسانية جديدة تعاني منها القارة. وقد انتقل التنافس إلى مستوى آخر، وهو إنجاز العمليات المُسلحة وتبنيها واستثمارها إعلاميًّا، من أجل كسب المزيد من الملتحقين والمتعاطفين.

وحسب الفيديو، فإنَّ تنظيم "داعش" الإرهابي لم يغفل تحريك الآلة الإعلامية للتسويق له، كتنظيم شرعي له الأحقية في الخلافة ‏عن تنظيم "القاعدة".‏

واستهل الفيلم التسجيلي الأخير لتنظيم "داعش" في الصومال، بكلمة عن حقيقة القتال من المنظور الداعشي؛ وذلك لتحريض المسلمين على اللحاق بركب عناصر التنظيم الإرهابي، وإعادة ‏الخلافة ‏التي يزعمون إقامتها! وأنهم أولى بها من غيرهم، ومن ثم ضرورة ‏الدفاع عن أراضيهم باعتبار هذا ‏الدفاع أحد ‏أهم فروض الأعيان.‏

وكشف هذا الإصدار - الذي بلغت مدته 57 دقيقة ‏- ما أسماه التنظيم الإرهابي بالإنجازات والانتصارات التي حققها في إفريقيا، وخصوصًا "الصومال"، وبالتحديد في سياق التنافس والصراع بينه وبين أفرع تنظيم "القاعدة" هناك، لا سيما مع حركة "الشباب" الإرهابية التي تعتبر العدو اللدود، والغريم الأشرس لتنظيم "داعش" المتمثل في "ولاية الصومال" في الوقت الراهن.

كما عرض التسجيل مزيجًا بين توثيق عمليات ‏لعناصر تنظيم "داعش" في الصومال، ‏وتصويرها على أنها انتصارات للإسلام – حسَب تعبيره – ‏وبين عمليات تقوم بها حركة "الشباب" التابعة لتنظيم ‏‏"القاعدة"، وتصويرها على أنها انتهاكات ‏واعتداءات على الأعراض والأموال، واحتلالٌ يستوجب النضال، لافتًا إلى ‏‏ضراوة المواجهات العسكرية المتواصلة بينهما‎.‎

كما حرص تنظيم "داعش" الإرهابي في الصومال من خلال مقطع الفيديو، على تسليط الضوء على الجهاز الأمني، والدور المنوط ‏به، في متابعه الجواسيس (خصومهم من القاعدة)، مع تصويره لمشاهد المواجهة العسكرية، ومباغتة "داعش" لمعسكرات ‏"الشباب".‏

ومن خلال قراءة مرصد الأزهر للبيانات التي تصدرها مثل هذه الجماعات الإرهابية؛ تبين أن الصراع بين "داعش الصومال" وحركة "الشباب" ما هو إلا نسخة طبق الأصل من الصراع بين تنظيم داعش "الأم" وتنظيم "القاعدة" في ‏ميادين كثيرة، وبخاصة في العراق وسوريا؛ إذ يدور هذا الصراع حول الهيمنة العالمية على باقي الحركات الإرهابية ومصادر التمويل.

ويرجِّح المرصد أن ‏تشهد الأيام المقبلة صراعًا دمويًّا ما بين تنظيمي "داعش" و"القاعدة" وفروعهما، حيث ترتفع حدّة التنافس بشكل ‏متصاعد بسبب عدم اعتراف أي طرف بشرعية الطرف الآخر، وربما يسعى الطرفان إلى التنافس في مناطق النفوذ المشترك؛ رغبةً منهما في تعزيز صورتهما، ‏وسعًيا إلى تأكيد نفوذهما، واجتذاب المقاتلين، وهو ما يجب رصده بدقة، والاستفادة من انعكاساته، ومن ثم ‏توظيف نتائجه لصالح وقف تمدد الأنشطة الإرهابية في هذه الجغرافية الإفريقية الملتهبة‎.

وبشكل عام، وبالتوازي مع تصاعد حدة خطاب الكراهية، تستمر الجماعات الإرهابية في هجماتها العنيفة داخل إفريقيا، كما تستخدم انتشار الوباء من أجل توسيع نطاق خطابها المتطرف، مستغلين في ذلك حالة الإحباط العام السائدة ضد الحكومات التي تكافح من أجل مواجهة انتشار الفيروس.