اهم الاخبار
الجمعة 29 مارس 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

يناير الأسود.. منع المحررين البرلمانيين من تغطية جلسات النواب يحدث شرخاً في جدار الصحافة البرلمانية

يبدو أنه مع الأيام الأولى لعام 2020 ، تشهد الصحافة البرلمانية مطبات صعبة ، نحسب ان عدم قدرة صحفييها علي العبور منها ، ربما يؤثر عليها بالسلب سنوات قادمة ، مع الايام الاولي لـ شهر يناير من العام الجديد ، والذي يستحق ان يطلق عليه " يناير الاسود " في تاريخ الصحافة البرلمانية ، وذلك جراء ازمة عاصفة تحدث شروخا عميقة في جدارها ، عقب قرار المنع المفاجئ لاكثر من 80 صحفي برلماني من متابعة اجتماعات وجلسات مجلس النواب ، تحت مبرر " ازمة كورنا والاجراءات الوقائية " ، حيث قررت الامانة العامة لمجلس النواب الاكتفاء بمحرر واحد عن كل صحيفة ، وارسلت خطابات بهذا الشأن الي الهيئة الوطنية للصحافة، والتي قامت بدورها بمخاطبة رؤوساء تحرير الصحف لتنفيذ القرار ، الامر الذي احدث حالة من الغضب بين الصحفيين البرلمانيين بسبب الاستبعاد المفاجئ الذي يكاد يعصف بمستقبلهم المهني .

حدث لأول مرة

الكاتب الصحفي ورئيس رابطة الاعلاميين البرلمانيين محمود نفادي قال ان هذا الامر يحدث لاول مرة من خلال ادخال المجلس الأعلى للاعلام والهيئة الوطنية للصحافة طرفا كوسيط فى ترشيح المحررين البرلمانيين لدى المجلس ، والمعلومات المؤكدة انه تم الاتفاق بين امين مجلس النواب والشيوخ على هذا الاجراء ومخاطبة الهيئة الوطنيه للصحافة والمجلس الاعلى للاعلام وتفويض امين مجلس النواب على توجيه الخطابات ، وتابع نفادي : ثانيا الامر ليس اجراء مؤقت مرتبط بكورونا كما قيل لنا ولكن اجراء دائم والاسماء المرشحة ارسلت وبها مندوبين لكتاب الهلال والكورة والملاعب والاهرام الرياضى وغيرها ، ثالثا المرشحين هم المسموح لهم بدخول المجلس وليس هناك مرشحين لمجلس الشيوخ وأردف محمود نفادي قائلاً : عتابى الوحيد انه كان يمكن تطبيق هذا الامر بشفافية دون خطة التموية التى طبقت ، واقول هذة المعلومات وعشت ٤١عاما محرراً برلمانياً لم اشهد مثل هذا الموقف مشدداً علي ان الامر بيدنا جميعا كصحفيين برلمانيين وهو ان يتم الاتفاق على مايمكن اتخاذه من مواقف .

هجمة شرسة

وفي نفس السياق كتب الكاتب والصحفى البرلماني محمود الشاذلي مقالاً منتقداً الوضع تحت عنوان " صاحبة الجلالة تتمسك بالشموخ " قال فيه : بلا مقدمات .. الصحافة ضمير الوطن ، وصوت الشعب ، ومنطلق الحقيقة ، لذا يبقى الدفاع وبشكل قوى وراسخ رسوخ الجبال عن صاحبة الجلالة الصحافة التى تتمسك بالشموخ وترسخ للمهنية ، والمسئولية واجب وطنى بعد محاولات هتك عرضها داخل أروقة البرلمان ، كما يبقى الزود عن كرامة الصحفيين ، والتصدى لتلك الهجمة الشرسة القادمة من مجلس النواب على الجماعة الصحفية والتى يقودها المستشار محمود فوزى أمين عام مجلس النواب الذى أكن لشخصه كل تقدير وإحترام من الواجبات المستحقة لأن الصمت يعنى أن تلك الهجمة الشرسة التى جعلت من الكورونا مبررا لها على عكس الحقيقة تصدر على غير الحقيقة أيضا صورة مؤلمة عن حرية الصحافة فى وطننا الغالى منبعه برلمان الشعب ، وحتى لانتهم تاريخيا كقامات صحفية أصحاب تاريخ أننا أضعفنا المهنة ، وساهمنا فى إهدار الكرامة بصمتنا . وتابع محمود الشاذلي : قولاً واحداً ووحيداً إن تلك الهجمة الشرسة على الصحافة التى تنطلق من مجلس النواب إختبار حقيقى للدكتور ضياء رشوان نقيب الصحفيين ومجلس النقابة ومعهم رئيس ومجلس شعبة المحررين البرلمانيين ، فإما نحملهم على الأعناق وتفتخر بهم الجماعة الصحفية لنجاحهم فى رأب الصدع وإما سيساهمون بتهاونهم الشديد وحساباتهم المتعددة فى قتل الصحافة البرلمانية مع سبق الإصرار والترصد ودفنها فى مقابر الصدقة ودفعنا لإقامة سرادق عزاء بمبنى النقابة نتلقى فيه العزاء فى الصحافة ، ولاعزاء للصامتين من الزملاء المحررين البرلمانيين .

معاملة غير لائقة

وفي نفس السياق أعربت لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة ، عن أسفها لما يتعرض له المحررون البرلمانيون ، من حرمان من حقهم فى متابعة أعمال مجلسى النواب والشيوخ ، والتعامل معهم بطريقة لا تتناسب مع خبراتهم، ولا مع جلال وسمو مهنة الصحافة. وقال بشير العدل مقرر اللجنة، إن أكثر من 80 صحفيا، من أصحاب الخبرات التى لا تقل، عند الأحدث فيهم، عن ربع قرن من الزمان، فوجئوا،، بمنعهم من دخول البرلمان لمتابعة أعمالهم، وتغطية حدث قيام المعينين فى مجلس النواب، من استخراج كارنيهات العضوية، فضلا عن المعاملة غير اللائقة معهم . وأكد «العدل» أن حرمان المحررين البرلمانيين من ممارسة أعمالهم، وحرمانهم من دخول البرلمان، يمثل سابقة، هى الأولى من نوعها، فى تاريخ العمل البرلمانى منذ قرون، وأنها تأتى فى إطار محاولات ترويض الصحافة، وإقصائها، والعودة بها إلى الماضى، حيث عصور فرض الوصاية، وهى أمور لاتستقيم مع الأوضاع الحالية، التى تشهد حرية فى الرأى، ودعما لمهنة الصحافة. وأوضح «العدل» أن مبررات منع المحررين من دخول البرلمان، وممارسة دورهم المهنى، لحين موافقة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، على مخاطبة الصحف لترشيح محررين إثنين من كل صحيفة، أمر غير معهود، خاصة وأن الصحف هى التى ترشح محرريها لمتابعة أعمال مجلسى النواب والشيوخ، بالعدد الذى يسمح بتغطية الجزء الأعظم من أنشطته، سواء فى الجلسات العامة، أو اللجان النوعية، التى تصل لأكثر من 40 لجنة ، فى مجلسى النواب والشيوخ، لا يستطيع محرران إثنان فقط متابعة أعمالها، فضلا عن حرمان أصحاب الخبرات البرلمانية السابقة، التى يتمتع بها صحفيون بارزون، تتوافر لديهم خبرات مهنية وصحفية فى مجال العمل البرلمانى لا تقل عن ربع قرن .

احترام الصحافة

وطالب «العدل» المستشار محمود فوزى، الأمين العام لمجلس النواب، المعروف عنه حسه الوطنى، واحترامه للصحافة، وتقديره لها، ونجاحاته التى يشهد له الجميع بها، إعادة النظر فى تلك الإجراءات، بما يحافظ على العلاقة القوية بين الصحافة والبرلمان، فكلاهما سلطة رقابية، تعمل مخلصة من أجل الرأى العام، واستقرار وأمن الوطن . كما طالب «العدل» ضياء رشوان، نقيب الصحفيين، المعروف عنه حرصه على حل مشاكل الزملاء، أن يمتد دوره الإيجابى، نحو هذه المشكلة، والأزمة غير المسبوقة، وأن يعمل على حلها، حفاظا على حقوق الصحفيين، وإعلاء لشأن المهنة .