على جمعة: مكونات الرحمة التى أمرنا اللّٰه أن نتخلق بها

قال على جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ، على موقع التواصل الإجتماعى الفيس بوك الخاص به ، قائلا "من مكونات الرحمة التي أُمرنا أن نتخلق بها قيمة عملية تفصيلية، لكن منشأها لا يتأتى، ولا يكمل، ولا يُعان إنسان عليه إلا إذا التزم بالرحمة.

و أضاف على جمعه أن هذه القيمة هي قيمة كظم الغيظ، والنبي ﷺ كان يقول: «لا تغضب ولك الجنة» وانظر الله سبحانه وتعالى لما خلق فينا خاصية الغضب، وشهوة الغضب لم يأمرنا ألا نغضب بمعنى ألا يحدث عندنا غضب، فالإنسان يغضب، ولكن عليه ألا يجعل هذا الغضب يتعدى إلى الخارج فيتحكم في سلوكه، ويوقع الأذى والضرر على الآخرين، ومن هنا جاءت قيمة كظم الغيظ، ما الذي يساعدك على ضبط النفس، وكظم الغيظ، والسيطرة على الغضب؟ ربنا سبحانه وتعالى يصف هذا يقول: {وَسَارِعُوا} انظر إلى الكلام {وَسَارِعُوا} يعني بسرعة وانتقال {إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}، من هم هؤلاء المتقون؟ {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.

و أستكمل أن ويروى في الأثر أن سيدنا الحسن كان عنده عبد يصب عليه - يعني للوضوء، كأن الإبريق اختل في يده فسقط فانكسر- فغضب الحسن عليه السلام؛ فلما غضب خاف العبد من الحسن فقال: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} فقال له: «عفوت عنك، وكظمت غيظي، واذهب فأنت حرٌ لوجه الله». انظروا كيف كان مستعدًا لأن يُخرج هذا المال من ملكه، لأن يعفو بهذه السرعة، لأن ينقلب بمجرد التذكير؟ لأن قلبه قد مُلئ بالرحمة؛ فهذه من آثار الرحمة من مكونات الرحمة العملية.

و تابع أن عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رجلًا جاء إلى النبي ﷺ فقال يا رسول الله: أيُّ الناس أحب إلى الله؟ وأيّ الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله: «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرورٌ يدخله أحدكم على مسلم» ، مُشيرا أن إذن الكظم كظم الغيظ هذا من أجل نفع الناس، ومن أجل عدم أذية الناس.

 التعليم تعلن عن موعد عودة الطلاب للدراية بالترم الثاني.. والوزير يكشف تفاصيل امتحانات الثانوية