أغلق بعض المحتجون السودانيين، صباح اليوم الأحد، معبر حدودي رئيسي يربط بين السودان وإثيوبيا احتجاجا على خطف ثلاثة تجار سودانيين أمس السبت على يد مليشيا إثيوبية.
وأفاد موقع سودان تربيون باعتصام أهالي سودانيين بمحلية باسندة التابعة لولاية القضارف على الطريق الذي يربط بين منطقتي القلابات السودانية والمتمة الإثيوبية الحدوديتين.
مطالب الخاطفين
وقد طالبت المليشيا الإثيوبية التي اقتادت التجار بفدية خمسة ملايين جنيه سوداني "نحو 16.5 ألف دولار" نظير إطلاق سراح الرهائن.
وطبقا لمراسل سودان تربيون فإن المحتجين أغلقوا المعبر الإقليمي وكل الطرق التي يمكن أن يسلكها تجار البضائع بين البلدين ولم يتسنى للدولتين والسلطات التدخل حتى الآن أو أحداث أي اختراق في الإفراج عن المختطفين
وأرسلت السلطات السودانية أمس السبت تعزيزات عسكرية إضافية في منطقة باسندة التابعة لولاية القضارف الحدودية مع إثيوبيا، عقب خطف ثلاثة تجار سودانيين على يد مليشيا إثيوبية .
ومن المعتاد أن تختطف المليشيات الإثيوبية المدعومة من جيش بلادها السودانيين في الشريط الحدودي بغرض الحصول على فدية مالية.
اقرأ أيضا:
السودان : إثيوبيا هي من تقف ضد أي تقدم في مفاوضات سد النهضة
تفاصيل الواقعة
وقال شهود عيان، إن المليشيات الإثيوبية فتحت النيران على دراجة بخارية كان يقودها التجار، مضيفون إن 7 من أفراد المليشيات، كانوا يحملون بنادق آلية وأسلحة بيضاء.
وفي أعقاب حادثة الخطف نشرت السلطات السودانية أمس السبت تعزيزات عسكرية إضافية.
وتشهد العلاقات بين السودان وإثيوبيا توترا لافتا بعد أن أعاد الجيش السوداني في نوفمبر الماضي انتشاره وتمركزه في مناطق الفشقة على الحدود الشرقية لأول مرة منذ عام 1995، وأعلن لاحقا أنه استرد هذه المساحات من قوات وميليشيات إثيوبية.
وتتهم الخارجية الإثيوبية القوات المسلحة السودانية بتأجيج الأوضاع على الحدود بالتوغل داخل إثيوبيا واحتلال أراضيها الزراعية.
توتر عسكري
كان الجيش السوداني، أعلن الجمعة، اعتزامه السعي لاستعادة ما تبقى من أراضي بلاده الواقعة تحت السيطرة الإثيوبية.
وقال نائب رئيس أركان الجيش السوداني الفريق الركن عبد الله البشير، خلال خطاب بولاية القضارف الحدودية مع إثيوبيا، إن "القوات المسلحة ستظل سدا منيعا لحفظ أمن البلاد وحماية أراضيها. لم نسع لقتال الجيران، لكن لدينا حدود موروثة ومعروفة عبر الأجيال".
وأضاف: "لن نصبر على قتل النساء والأطفال، ولنا أرض تضع إثيوبيا يدها عليها، سوف نسعى لعودتها فهي معروفة للجميع".
وأكد الفريق الركن عبد الله البشير، عدم التفريط في شبر واحد من أراضي منطقة الفشقة بالشريط الحدودي مع إثيوبيا، متابعا: "السودان ليس طامعا في أرض وموارد الغير، ولديه من الإمكانات الكبيرة التي نسعى لاستردادها وتسخيرها لخدمة البلاد".
وتشهد العلاقات بين السودان وإثيوبيا توترا متصاعدا منذ أسابيع على خلفية هجمات مسلحة على حدود البلدين تقول الخرطوم إنها نفذت من قبل مليشيات إثيوبية مسنودة بقوات رسمية على أراض سودانية، فيما تنكر أديس أبابا تلك التهم، قائلة إنها تتابع عن كثب ما حدث بيد إحدى الميليشيات المحلية على الحدود الإثيوبية السودانية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، يوم الثلاثاء الماضي، إن بلاده ملتزمة بحل سلمي للأزمة لكنها تريد من السودان الانسحاب.
وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قد أكد أن ما يحدث على الحدود مع إثيوبيا يعتبر "إعادة انتشار للقوات المسلحة داخل حدود بلادها".
وجاءت تصريحات البرهان خلال استقباله نائب قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم" أندرو يانج، حيث أكد له أن "نهج السودان يعتمد على الحوار والتفاوض لمعالجة جميع القضايا"، وأن الخرطوم "حريصة على حفظ الأمن والسلام في المنطقة".
وأكد بيان لمجلس السيادة الانتقالي أن الجانبين بحثا مستقبل العلاقات السودانية الأمريكية وسبل بناء وتطوير علاقات استراتيجية بين البلدين، خاصة في مجال التعاون العسكري.
من جانبه، أشار يانج إلى أن الولايات المتحدة "تؤكد دعمها للانتقال التاريخي في السودان والعمل على تقوية علاقتها به وللتعاون لاستكشاف الفرص المستقبلية"، موضحا أن واشنطن تسعى إلى "تأسيس علاقة قائمة على الحوار والثقة المتبادلة والالتزام المشترك لتحقيق مزيد من الأمن والاستقرار".
وأضاف: "نيابة عن القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا وأصدقاء السودان في الولايات المتحدة، سنعمل على بناء علاقات قوية مع السودان لدعم التغيير التاريخي فيه، والذي أصبح ممكنا بفضل الجهود الشجاعة للشعب السوداني لرسم طريق جديد وجريء نحو الديمقراطية".
اقرأ أيضا:
رئيس الجبهة الثورية السودانية :السودانيون هم الضامن الأول لإتفاق السلام
رنا أحمد