اهم الاخبار
الجمعة 19 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

الدكتور محمد رجب يكتب: الاتجاهات الجديدة للأحزاب السياسية.. العضوية بين «الكم والكيف»

انا لا اعرف علي وجه الدقة عدد الاحزاب السياسية في مصر الان ولعل كثيرون غيري لا يعرفون وان كان البعض يردد انهم يتجاوزون مائة حزب ولعلنا نتفق جميعاً بانه رغم هذا العدد الضخم للأحزاب السياسية فلا حس ولا خبر وكان الحياة الحزبية في مصر قد جفت وظلت الاحزاب السياسية تمارس عملها بنفس الكيفية والاساليب التي كانت تمارس بها في ظل دولة الحزب الواحد والتي كانت تقاس قوتها وفاعليتها بحجم عدد اعضائها وعدد مقارتها وعدد اللافتات التي يمكن ان ترفعها في المناسبات او بعدد وحجم الكراتين والعطايا التي يمكن ان تتنافس في توزيعها او في عدد الجماهير التي تستطيع ان تحشدها في المؤتمرات ناسين او متناسين ان الدنيا قد تغيرت وأساليب ووسائل الاتصال وقنوات التواصل الاجتماعي والسياسي قد تعددت وليس قوة الحزب بحجم اعضائه او باتساع رقعة مقراته او بحجم الهدايا والعطايا والرشاوي احيانا التي تتنافس فيها الاحزاب .

هل يظن احد مثلا علي ان الاصوات التي حصل عليها الرئيس الامريكي جو بايدن والتي تجاوزت ٨٢ مليون هي اصوات الحزب الديموقراطي وان الاصوات التي حصل عليها الرئيس السابق ترامب والتي تجاوزت ٧٥ مليون هي اصوات اعضاء الحزب الجمهوري في الحقيقة انها اصوات الشعب الامريكي بعضها ايد ما يطرح هذا المرشح وحزبه والآخرين اعطوا اصواتهم لمن وجدوه يعبر عنهم لكن ليست كل هؤلاء الملايين اعضاء في احد هذين الحزبين  ان هذه النتيجة تطرح  علينا قضية الكم والكيف في بناء الاحزاب السياسية في الماضي  بينما كنا نتباهى بحجم العضوية الكبير في الاحزاب السياسية كنا نعاني من قدرة هذه العضوية علي  تحقيق الفاعلية السياسية المطلوبة ففي ظل التحولات العلمية والتكنولوجية في وسائل الاتصال الحديثة لم تعد قوة الاحزاب بحجم  اعضائها ولكن بقدرة اعضائها والمتعاطفين معها والمؤمنين بفكرها والملتفين حول برامجها .

الضبع: الحركة الوطنية أول حزب دعا لضم شمل الاحزاب السياسية

من هنا فان تغييراً جوهرياً يجب ان يسيطر علي سياسات العضوية في الاحزاب السياسية ويجب أن نتجنب الخلط بين الدور الذي يجب ان تقوم به الاحزاب السياسية وهو في المقام الأول دور سياسي والدور الذي تقوم به الجمعيات الاهلية والمنظمات الجماهيرية المساعدة وهو في الغالب دور اجتماعي لكن من الممكن ان يحدث التعاون بين الاحزاب والجمعيات والمنظمات الجماهيرية المساعدة وقد تجد بعض هذه الجمعيات تميل الي، ما يطرحه حزب معين من افكار ورؤي اجتماعية بينما جمعيات او منظمات جماهيرية اخري تجد نفسها مؤيدة لبرامج اجتماعية لأحزاب اخري كما ان منظمات جماهيرية اخري قد تري نفسها مستقلة في رؤيتها وبرامجها .

ان الاتجاهات الجديدة يجب ان تتجه الي قيام احزاب  للصفوة او للنخبة او كما يراها البعض احزاب قيادية فحزب يضم في صفوفه مئات العناصر القيادية سيكون افضل الف مرة من حزب قائم علي كم من العضوية فاقد الحركة عديم التأثير انك اذا كان لديك حزب يملك وسائل الاتصال الحديثة ويستحوذ علي مقدرات العصر بكوادر سياسية قليلة العدد عظيمة التأثير افضل كثيرا فاذا كان لديك قيادات تملك هذه  القدرات القيادية افضل الاف المرات من حزب كبير العدد فاقد التأثير والحركة نحن بحاجة الي احزاب الكيف والنوع  والفكر التي تستطيع بكوادرها ان تجذب لصفوفها افضل العناصر المؤمنة بفكر الحزب وسياساته خلافاً لأحزاب كل همها ان تجذب اعضاء بالعطايا او الرشايا احيانا كي تحصل علي اصواتها.

ان المقولة التي ترددت حول دور الاحزاب السياسية انها وجدت لتخدم لا لتحكم تحتاج مراجعة فلقد ذهب الي غير رجعة النظام السياسي القائم علي الحزب الواحد ليحل محله النظام القائم علي التعدد الحزبي الفعال والمؤثر .

ولا يتحقق ذلك بكثرة عدد الاحزاب ولكن بفاعليتها وتأثيرها الحقيقي في الحياة السياسية

«هذه القضية قد تستحق المناقشة»

كتب المقال: المستشار السياسي لرئيس حزب الحركة الوطنية المصرية وزعيم الاغلبية الاسبق في مجلس الشورى

ابرزهم حسن نافعة و حازم عبد العظيم .. الافراج عن 15 من اعضاء الاحزاب والقوى السياسية