اهم الاخبار
الجمعة 26 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

أخبار عاجلة

مسبار الأمل الإماراتي.. أول إنجاز عربي غير مسبوق

25
25

رنا أحمد

سجل التاريخ نجاح دولة الإمارات العربية المتحدة في أول مهمة لها إلى كوكب المريخ بعد أن نجح مسبارها الاستكشافي، مسبار "الأمل"، في دخول مدار الكوكب الأحمر. وبذلك أصبحت الإمارات أول دولة عربية تصل إلى الكوكب الأحمر، وخامس دولة ترتاد الفضاء لهذه المهمة بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وأوروبا والهند. وكان مسبار الأمل الإماراتي، الذي انطلق من الأرض قبل سبعة أشهر، قد وصل إلى المدار حول كوكب المريخ، الثلاثاء الموافق ٩ فبراير ٢٠٢١، حيث مثّل يوم الثلاثاء المرحلة الأكثر أهمية في المهمة الفضائية الإماراتية. ويستطيع علماء الإمارات الآن دراسة الغلاف الجوي للكوكب. ويحمل المسبار ثلاث أدوات ستراقب، من بين أهداف أخرى، كيف تتسرب الذرات المحايدة من الهيدروجين والأكسجين، بقايا المياه الوفيرة من المريخ، إلى الفضاء. ويعد مسبار "الأمل" أول مهمة فضائية إلى المريخ أطلقتها دولة الإمارات، بهدف استخدامها لإحداث نقلة نوعية في العلوم العالمية وقطاع الفضاء في البلاد واقتصادها. وبدأت مهمة الإمارات في يوليو ٢٠٢٠، حينما كانت الأرض والمريخ قريبين بشكل خاص من بعضها البعض، ما قلل من زمن السفر إلى الكوكب الأحمر بزهاء شهرين. ووضع المسبار المعد لدراسة مناخ المريخ في المدار هو المركبة الأولى من ثلاث ستبلغن الكوكب الأحمر الشهر الجاري. برج القاهرة يحتفل بطريقته الخاصة بمناسبة وصول مسبار الأمل الي المريخ وقد أطلقت كل من الإمارات والصين والولايات المتحدة مهمات إلى كوكب المريخ في يوليو الماضي، مستفيدة من تموضع فضائي مؤاتٍ لإرسال دفعة جديدة من مركبات الاستكشاف إلى مدار الكوكب الأحمر أو إلى سطحه علمًا أنه الأكثر استقطابًا للاهتمام في المجموعة الشمسية. وأعلن مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ عمران شرف وصول المسبار إلى مدار المريخ بالقول: "إلى شعب دولة الإمارات، إلى الأمة العربية والإسلامية، نعلن نجاح وصول دولة الإمارات إلى مدار الكوكب الأحمر. الله منك الحمد". وقال رئيس دولة الإمارات، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الثلاثاء، إن "أبناء الإمارات حولوا الحلم إلى واقع، وحققوا طموحات أجيال من العرب، ظل يراودها أمل وضع قدم راسخة في سباق الفضاء، الذي ظل حكرا على عدد محدود من الدول". وأكد حاكم دبي ونائب رئيس الدولة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إن بلاده تحاول بناء نموذج للتنمية يؤكد للشباب العرب "أننا أبناء حضارة". وكتب على تويتر "نفخر اليوم بما وصلنا إليه عبر مسيرة انطلقت من الصحراء لتعانق الفضاء في زمن قياسي. وطن يزهو بقادة آمنوا فيه بالإنسان فصنعوا بذلك كفاءات وطنية وصلت بنا إلى المريخ في مشهد رائع. صفحة جديدة من التاريخ تعيد إلى الأذهان ريادة العرب في صناعة الحضارة الإنسانية في لحظة استثنائية". و هنأ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، الشعب الإماراتي والأمة العربية بهذا الإنجاز التاريخي بالقول "مبروك لشعب الإمارات، مبروك للأمة العربية، ما حققتموه شرف لكم ولأهلكم ولبلادكم ولأمتكم ...". وقالت سارة الأميري رئيسة مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء ووزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة، "نحن كأمة فتية فخورون بأننا صرنا قادرين على تقديم مساهمة ملموسة في فهم المريخ إلى الإنسانية". وهنأت وكالة ناسا التي يتجه روبوتها الجوال برسيفرنس إلى المريخ حاليًا الإمارات مستشهدة بقول المتنبي أحد كبار شعراء العرب: "إذا غامرت في شرف مروم، فلا تقنع بما دون النجوم". وسافر المسبار حوالي سبعة أشهر قاطعا نحو 300 مليون ميل للوصول إلى المريخ بهدف رسم خرائط غلافه الجوي طوال كل موسم. وانتهت نحو 60% من جميع بعثات المريخ بالفشل أو الانهيار أو الاحتراق أو التقصير في إثبات تعقيد السفر بين الكواكب وصعوبة الهبوط عبر الغلاف الجوي الرقيق للمريخ وبالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، كانت هذه أول مغامرة للدولة خارج مدار الأرض، ما جعل الرحلة مسألة فخر وطني. ويستخدم المسبار ثلاث أدوات علمية لمراقبة الغلاف الجوي للمريخ، ومن المتوقع أن يبدأ بإرسال المعلومات إلى الأرض في سبتمبر 2021. وحدها الولايات المتحدة والهند والاتحاد السوفياتي السابق ووكالة الفضاء الأوروبية نجحت في إرسال بعثات إلى مدار الكوكب الأحمر. وعلى عكس مشروعي المريخ الآخرين، "تياونوين-1" الصيني و"المريخ 2020" الأميركي، لن يهبط المسبار الإماراتي على الكوكب الأحمر بل سيدور بدلا من ذلك حوله لمدة عام مريخي كامل أي ما يعادل 687 يوما ويجري التحكم في المهمة في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي، فضلا عن إدارة بعض البيانات الواردة بشأن أداء محركات مسبار الأمل، بيد أنه لا يستطيع أي شخص أن يتدخل إذا حدث خطأ ما. وتفصل المسافة بين المريخ والأرض حاليا 190 مليون كيلومتر، مما يعني أن توجيه أمر يستغرق وقتا قدره 11 دقيقة بالكامل كي يصل إلى المسبار، وهو وقت طويل جدا لإحداث فرق، لذا يجب أن يتمتع مسبار الأمل باستقلالية لإكمال مناورته. وقالت عائشة شرفي، مهندسة نظام الدفع، في وقت سابق: "سيكون الأمر مرهقا للأعصاب بكل تأكيد، إن مجرد التفكير في الأمر يصيبني بقشعريرة، لكن لدينا نظام حماية من الأعطال يمكن أن يعوض عن أي مشاكل قد تحدث أثناء عملية الكبح، لذلك أعتقد أننا في وضع جيد لدخول مدار المريخ بنجاح". وينبغي استقبال إشارة تأكيد بدء عملية الاحتراق لنظام المكابح على الأرض بعد الساعة 19:40 بتوقيت الخليج (15:40 بتوقيت غرينتش)، وذلك من خلال شبكة الفضاء العميق التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا). ويحمل مسبار الأمل 800 كيلوغرام من الوقود، وتستهلك محركات الدفع الستة المشاركة في المناورة التي استغرقت 27 دقيقة نحو نصف هذا الوقود. وبعد فترة وجيزة من إيقاف تشغيل المحركات، سيختفي المسبار خلف المريخ حيث ينحرف مساره إلى المدار الأول المخطط له، ومرة أخرى سيكون الانتظار باعثا للقلق في مركز محمد بن راشد للفضاء أثناء متابعة الفريق شبكة أطباق ناسا لالتقاط إشارة مسبار الأمل من جديد. ويمكن وصف مسبار الأمل بأنه نوع من الأقمار الصناعية الخاصة بالطقس أو المناخ للمريخ. مدير قناة الإمارات: الشيخ زايد توج حلمه اليوم مع أبناء الإمارات بسبب مسبار الأمل وبشكل أكثر تحديدا، سوف يدرس المسبار كيفية انتقال الطاقة عبر الغلاف الجوي، من أسفل إلى أعلى، في جميع أوقات اليوم، وخلال جميع فصول السنة. كما سيتتبع بالدراسة مزايا مثل الغبار المتصاعد الذي يؤثر بشكل كبير على درجة حرارة الغلاف الجوي على المريخ، فضلا عن دراسة سلوك الذرات المحايدة من الهيدروجين والأكسجين في الجزء العلوي من الغلاف الجوي، لاسيما وأن هناك شك في أن تلك الذرات تنهض بدور مهم في التآكل المستمر لطقس المريخ بسبب الجسيمات النشطة التي تتدفق بعيدا عن الشمس. ويلعب ذلك دورا في سبب فقدان الكوكب حاليا لمعظم المياه التي كان من الواضح أنها موجودة في وقت مبكر من تاريخه.

موقعه

وسوف يدخل مسبار الأمل، من أجل جمع ملاحظاته، مدارا يقف بعيدا عن الكوكب على مسافة 220 ألف كيلومتر إلى 44 ألف كيلومتر، مما يعني أننا سنحصل على صور رائعة للكوكب الأحمر بالكامل بصفة منتظمة. وقالت سارة الأميري، وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة ورئيس وكالة الإمارات للفضاء، في وقت سابق: "أي صورة نحصل عليها للمريخ ستكون رائعة، لكنني لا أستطيع وصف شعور الحصول على أول صورة كاملة للمريخ، بمجرد دخولنا المدار". وكانت البعثة قد بدأت قبل ست سنوات لتؤتي ثمارها في وقت تحتفل فيه الإمارات باليوبيل الذهبي لتأسيسها والذي يوافق الثاني من ديسمبر عام 1971. وعلى الرغم من أن البلاد بدأت مؤخرا في عام 2009 مشروعات أقمار صناعية، لم يكن لدى الإمارات مجموعة المهارات الكاملة لإطلاق بعثة بين الكواكب. لذا تواصل إماراتيون مع عدد من المؤسسات البحثية الأمريكية لإشراكهم في دور التوجيه، وشملت المؤسسات الأمريكية جامعة كولورادو في بولدر، وجامعة ولاية أريزونا، وجامعة كاليفورنيا في بيركلي. وفي عام 2006، بدأت وكالة الفضاء الوطنية، التي يديرها مركز محمد بن راشد للفضاء (MBRSC)، برنامج نقل المعرفة مع كوريا الجنوبية. وأنتج هذا التعاون مجموعة من الأقمار الصناعية لرصد الأرض، بما في ذلك DubaiSat-1 وDubaiSat-2، والتي أُطلقت في عامي 2009 و2013. وتبعها قمر صناعي نانوي يسمى Nayif-1 في عام 2017. وفي عام 2018، أطلق مركز محمد بن راشد للفضاء، أول قمر صناعي للاستشعار عن بعد "صُمم وصُنّع في دولة الإمارات بنسبة 100٪"، KhalifaSat. ولدى MRBSC أيضا برنامج رائد فضاء، حيث أصبح هزاع المنصوري أول إماراتي يصل إلى الفضاء عندما سافر إلى محطة الفضاء الدولية (ISS) في مهمة علمية عام 2019.

"نافذة الإطلاق" المأمولة

أطلق مسبار "الأمل" في 20 يوليو 2020 - بعد ستة أيام من الموعد المقرر أصلا. وأُجّل بسبب سوء الأحوال الجوية، وهذا شائع جدا.

أين كان موقع الإطلاق؟

انطلقت المهمة من مركز الفضاء "تانيغاشيما" في اليابان. واستُخدم الموقع نفسه لـKhalifaSat في عام 2018. كما أطلقت الإمارات بعثات من كازاخستان وروسيا والهند. وحمل صاروخ ياباني H-IIA المسبار إلى الفضاء.

ما الذي يميز مدار "الأمل"؟

صُمم مدار "ألأمل" بحيث يكون له مدى إهليلجي من نحو 20000 كيلومتر في أدنى نقطة له إلى 43000 كيلومتر في أعلى نقطة له. ويقول العلماء إن المدار يسمح لهم باستكشاف دورة الكوكب "النهارية" الكاملة - أو من النهار إلى الليل - وأول دورة للمريخ. نورة النعيمي: مسبار الأمل مكن العلماء من خلق أول نموذج للغلاف الجوي في المريخ