يبدو أن التعقيدات التي تشهدها القضية الفلسطينية ، وعدم التوصل لحلول قاطعة تنهي الازمة ، وتهزم الاحتلال ، وتعلن قيام الدولة الفلسطينية ، يبدو انها تدفع كثير من المراقبين الي طرح العديد من الحلول والاقتراحات ، التي يرون من وجهة نظرهم انها حلول ربما تصحح جانب من الاوضاع ، التي تنهار يوماً بعد يوم ، والغريب في الامر ان كل اطروحات ومبادارت الحل ، تأتي من جانب مفكرين ومراقبين عرب ، في ظل صمت اسرائيلي وعدم ظهور اي مبادرات ، او تجاوب من الجانب الصهيوني .. وكان اخر اطروحات الحل تلك التي صدرت منذ قليل عن كاتب سعودي واستاذ في جامعة الملك سعود الذي رأي ان " حل الدولتين بات غير قابل للتطبيق خلال الظرف الراهنة مقترحاً قيام فيدرالية ، أو كونفدرالية ، إسرائيلية فلسطينية ، أو العودة إلى مشروع الملك حسين عام 1972 ، بقيام مملكة عربية متحدة بين الضفتين ، مع بعض التنازلات التي تفرضها المرحلة .
فرص حل الأزمة
وجاءت تلك الاطروحة في تصريحات صدرت عن الدكتور تركي الحمد الكاتب السعودي واستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك سعود بالرياض عندما قال مغرداً منذ قليل : انه وفي تقديري المتواضع ، وبالنسبة للقضية الفلسطينية ، فإن " حل الدولتين " ، المنبثق عن المبادرة العربية عام 2002 ، والقاضي بعودة إسرائيل إلى حدود الرابع من يونيو / حزيران ، عام 1967 ، لم يعد عملياً ، أو حاي قابلاً للتطبيق ، فلا إسرائيل ستنسحب من الجولان ومستوطنات الضفة الغربية ، ناهيك عن إعادة القدس الشرقية ، ولا الفلسطينيين والعرب قادرون على ، أو حتى راغبون في فرض مثل هذا الحل ، واضاف تركي الحمد خلال سلسلة تغريدات له علي حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر : ان اسرائيل قبل أن تنتصر عسكرياً ، فإنها انتصرت حضارياً ، من ناحية أخرى ، فإنه حتى لو قامت دولة فلسطينية ، فإنها ستكون فاقدة لأبسط مقومات الدولة المستقلة ، بل أبسط مقومات الحياة والبقاء .
وأوضح الدكتور تركي : ان كل شرايين الحياة بالنسبة لهذه الدولة المفترضة ، هي بيد الدولة الإسرائيلية ، فكيف يكون لها كيان مستقل ؟ ، واردف مغرداً : لقد حدث الخطأ التاريخي منذ عام 1948 ، وذلك حين أعلنت دولة إسرائيل في الأراضي التي خصصت لها بقرار التقسيم ، ولم تعلن دولة فلسطينية في الأراضي التي خصصت للعرب ، ومنذ ذلك الخطأ التاريخي ، تتالت الأخطاء وتراكمت خطأ فوق خطأ ، حتى وصلنا إلى الوضع الراهن المهم .
فيدرالية فلسطينية إسرائيلية
وأضاف استاذ العلوم السياسية بحامعة الملك سعود خلال سلسلة تغريداته : ان ذاك تاريخ مضى له ظروفه ، وتساءل : فما هو الحل اليوم ؟ .. الحل العملي يكمن في قيام فيدرالية ، أو حتى كونفدرالية ، إسرائيلية فلسطينية ، أو العودة إلى مشروع الملك حسين عام 1972 ، بقيام مملكة عربية متحدة بين الضفتين ، مع بعض التنازلات التي تفرضها المرحلة ، وكفى الله المؤمنين شر القتال ، وننتهي من صداع القضية .
وتابع استاذ السياسة والكاتب السعودي قائلاً : أتدرون لماذا انتصرت إسرائيل ، عفواً دويلة العصابات الصهيونية ، كما وصفها عبدالناصر ؟ ، لأن انسانها أقدس من انساننا ، اليهودي هناك مقدس .. نعم ، هكذا وببساطة .. وعلينا ان نقبل الحقيقة وببساطة ، فنحن أمة ليس لها من الحق إلا اهانة أفرادها باسم دين كان من الممكن أن يفعل المستحيل .. ولكن .
وعلي صعيد ثروات الربيع العربي التي شهدتها بعض الدول العربية غرد تركي الحمد قائلاً : العادة العربية لدول " الثورة " ، ولا جديد تحت الشمس ، ممانعة ايديولوجية ، ورفض لفظي في البداية ، ثم إنهيار كامل ، وضياع لفرص كانت متاحة .
وعلي سياق اخر يخص الشأن الكويتي قال الدكتور تركي الحمد خلال تغريداته : بصراحة .. وبدون زعل من أهلنا في الكويت .. ديموقراطية على النمط الكويتي .. نحن بغنى عنها .. السعودية والإمارات وعمان يحققون إنجازات دون ديموقراطية زائفة .. واردف الحمد مغرداً : أحيانا ، وفي ظروف تاريخية معينة ، تكون الديموقراطية عبئاً وليس إنجازاً.
اقرأ أيضا..
الإمام الأكبر: الحوار الوطني الفلسطيني برعاية مصرية خالصة خطوة على الطريق الصحيح