اهم الاخبار
الجمعة 19 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

مريم الكعبي تكتب: هؤلاء يستثمرون في الكراهية.. وينعمون بالعيش الرغيد فوق قبوركم

• انتصر لـ نوازع الخير بداخلك.. ‏لا تحكم على نفسك بالعذاب المؤبد.. لا تكره.. فالكراهية موت في كهف موحش لا يصله ضوء النهار هل تعرف كبار المستثمرين في الكراهية ؟ ، هل تعرف من يحقنونك بطاعون المشاعر ويملأون قلبك بسموم الحقد ؟ ، انظر إلى من تتابع ومن تشاهد ولمن تستمع وستعرف إذا كنت ضحية لكبار المستثمرين في الكراهية أم لا ؟! . لتعلم يا صديقي أن البعض لا يمتلك شيء وبأنه امتلك كل شيء لأنه جعلك ضحية من ضحايا توظيف الكراهية ، وأن من أثرى بسببك كل ما يفعله أنه يبث فيك مشاعر الكراهية فقط تخيل ؟ ‏من يستثمرون في الكراهية ، هم من يخاطبون فيك نوازع الغيرة ، هم من يجعلون طاقتك مستنرفة في الكراهية ، هم من يجعلونك محطماً أشلاء ، لأن الآخرين يمتلكون ، وعليك أن تنظر إليهم وتتعقب ما يملكون وتتمنى زواله إن لم يكن لك . ‏من يستثمرون في الكراهية لا يريدونك أن تشارك الآخرين فرحهم ولا ألمهم ، هم يريدونك شامتاً في الحزن ، كارهاً للفرح ، حاقداً على النعمة ، يريدونك شعلة من المشاعر المتقيحة ، تحرق نفسك بنفسك ، تهدم حياتك وتتعذب بكل هذه المشاعر القاتلة دون نجاة . من يستثمرون في الكراهية يخاطبون المناطق المظلمة في النفس البشرية ، المساحات الأكثر سواداً ، وهي المناطق التي إن وجدت من يزرع فيها أصبحت متوحشة تلتهم الإنسان من الداخل . ‏والتطرف هو نتيجة لاستثمار الكراهية ، الصراعات الطبقية هي نتاج لاستثمار الكراهية ، دوافع بعض الجرائم بسبب الاستثمار في الكراهية ، كل الشرور تبدأ حينما يتم الاستثمار في نوازع الكراهية ، الكراهية بالفعل هي طاعون المشاعر ولكن لن ينبهك أحد إلى ذلك . مريم الكعبي تكتب عن بدعة ثقافة التثوير .. نكبتنا في نخبتنا لدينا أجيال في الوطن العربي ، تربت على الكراهية ، مذاهب سياسية بسطت هيمنتها وأنتجت لنا فن في الكراهية وأدب يدور حول الكراهية ، المحور هو ، النقمة على الآخر ، وكأن المستثمرين انتزعوا حق إلهي في توزيع الرزق ، جميعنا يريد ، وجميعنا يسعى ، ولكن لا يحصل الجميع على ما يريد ، هذه هي الحياة . ‏لا تحكم على نفسك بالعذاب المؤبد ، لا تكره ، فالكراهية موت في كهف موحش لا يصله ضوء النهار ، وهو بداخلك ، وعليك ان تنتصر لنوازع الخير بداخلك ، مهما كانت المعركة شاقة ومنهكة ، ستجد نفسك في نهايتها ، الكراهية فوهة بركان لا يمكن إخماده . والمنصات المعادية اليوم ، هي أكبر المستثمرين في الكراهية ، الخطاب الدائم هدفه أن تقع فريسة للكراهية ، وإن أوقعوك فلن تستطيع النجاة ، فاحذر . ونموذج حي لمنتج الاستثمار في الكراهية ، حسابات وهمية ، مهمتها تقيح الكراهية بالاستثمار ، أحياناً وبالتدوير أحياناً أخرى هؤلاء من أقصدهم ، رأفة بأنفسكم ، فلا تحولوا أنفسكم إلى مكبات لنفايات المشاعر . ومن يريد لك الخير ، يخاطب الخير بداخلك ، ومن يريد أن يصنع منك إنساناً أفضل هو من يقويك على هزيمة سرطان الكراهية ، وليس من يحفز السرطان على الانتشار في قلبك ، فمن يسعى لمصلحتك ، لا يشعل نيران النقمة بداخلك . احذروا دعاة الكراهية ، احذروا من يبذرون في نفوسكم النقمة ، احذروا ممن يهدونكم الموت الرحيم ، احذروا ، ممن يكبرون على تقزيم إنسانيتكم ، ممن يتجملون على قبحكم ، ممن يدفعونكم في مهاوي الكراهية ، لكي ينعموا بالعيش الرغيد على قبوركم . أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا .. لولا الشعور الناس كانوا كالدُّمى .. أحبب فيغدو الكوخ قصراً نيراً .. وابغض فيمسي الكون سجناً مظلماً. .. ‏- لـ إيليا أبو ماضي . كاتبة المقال: كاتبة وناقدة اعلامية إماراتية.. صادر لها كتاب «آهات الصمت» عن دار الكتاب الجامعي.. وكتاب «حاول مرة اخري» عن دار همايل.. ورواية «امرأة تحترق» عن دار اوراق مريم الكعبي تكتب: الانجاز ان تمحو كلمة المستحيل.. و«مسبار الامل» الدليل.. آمِنوا بأنفسكم وبأوطانكم