اليابان : خبراء يعربون عن قلقهم ازاء الرفع المبكر لحالة الطوارئ الصحية

أعرب خبراء الصحة في اليابان عن قلقهم من أن الحكومة قد تسرعت في اتخاذ قرار رفع حالة الطوارئ المفروضة جراء انتشار فيروس كورونا بست محافظات مع إبقائها سارية بأربع محافظات أخري في منطقة العاصمة طوكيو الكبرى. وبحسب وكالة "أساهي شينبون" اليابانية قد وافقت الحكومة على قرار رفع حالة الطوارئ في 26 فبراير الماضي، في محافظات أوساكا وكيوتو وهيوغو وآيتشي وجيفو وفوكوكا. إزالة الوقود المستهلك من مفاعل محطة فوكوشيما اليابانية وفي نفس اليوم عقد فريق من خبراء الصحة اليابانية اجتماع، استمر لمدة ساعة بعد الموعد المحدد، حيث تناقش الخبراء حول ما إذا كان الآن هو الوقت المناسب لرفع حالة الطوارئ، وقد شهدت اليابان انخفاضًا حادًا في العدد اليومي للمصابين بفيروس كورونا المستجد. وأشار بعض الخبراء إلى أن اكتشاف السلالات المتحورة لفيروس كورنا في البلاد يعد تطور مقلق، وأعرب أخرين عن قلقهم من ارتفاع عدد الإصابات الجديدة بكوفيد- ١٩ مع اقتراب عطلة الربيع للطلاب. وأكد وزير الصحة الياباني نوريهيسا تامورا في حديث صحفي علي أن "العديد من الآراء المطروحة كانت انتقادية". وقد تقدم حكام المحافظات الست بطلبات إلى الحكومة المركزية لرفع حالة الطوارئ في محافظاتهم قبل الموعد المحدد في 7 مارس، مشيرين إلى مخاوفهم بشأن التأثير على الاقتصاد المحلي بسبب طلبات تقصير ساعات العمل. وأوضح الحكام أن محافظاتهم تشهد انخفاضًا حادًا في عدد الحالات الجديدة المسجلة بفيروس كورونا، وغيرها من المعايير التي أظهرت أن مناطقهم لم تعد في المرحلة الرابعة الأكثر خطورة من حيث اتجاهات العدوى. وبالرغم من أنهم شددوا على أهمية استئناف النشاط الاجتماعي والاقتصادي، إلا أن المحافظين كانوا مدركين تمامًا لخطر حدوث ارتفاع آخر في الإصابات الجديدة، مما يستدعي ضرورة الحفاظ على عدد من الخطوات لمنع عودة ارتفاع الاصابات. فعلى سبيل المثال، ستقوم محافظة أوساكا المكتظة بالسكان بفرض قرار تقصير ساعات العمل لتشمل مدينة أوساكا فقط بدلاً من المحافظة بأكملها، كما سيتم السماح للحانات والمطاعم في المدينة بالبقاء مفتوحة حتى الساعة 10 مساءً. وأشار حاكم أوساكا هيروفومي يوشيمورا إلى أنه سيكون من الضروري أن نظل حذرين، لأن الفترة من منتصف مارس حتى أوائل أبريل هي الوقت الذي يبدأ فيه التخرج والعام الدراسي الجديد. وكشف الخبراء عن مخاوف بشأن عودة الإصابات الجديدة للارتفاع حينما يبدأ الناس في الخروج كما اعتادوا. وقال أستاذ مكافحة العدوى في جامعة جونتيندو بطوكيو، ساتوشي هوري: "في ضوء المخاوف بشأن انتشار السلالات المتحورة من فيروس كورونا في المستقبل، قد نضطر لإعلان حالة طوارئ أخرى خلال الأعياد الوطنية في مايو". وأضاف: إن تطعيم كبار السن باللقاح المضاد لفيروس كورونا، لن يبدأ على الأرجح إلا في أواخر أبريل المقبل. وأشار هوري إلى أنه سيكون من الصعب تطعيم السكان بنسبة %50بحلول نهاية العام الجاري، مضيفًا أن هذا الرقم غالبًا ما يستخدم في تحديد ما إذا كانت مناعة القطيع قد تحققت أم لا. وشدد هوري على أنه من السخيف اعتبار اللقاحات تدبيرًا احتياطيًا في التعامل مع أزمة كوفيد- ١٩. ولفت ساتوشي هوري إلى أن العديد من أسرة المستشفيات المخصصة لمرضي فيروس كورونا الذين يعانوا من أعراض خطيرة، يشغلها الآن كبار السن الذين يحتاجون البقاء في المستشفى لفترات أطول. وأكد هوري على أن "المؤسسات الطبية ستواجه وضع أصعب من الموجة الثالثة الحالية، إذا شهدنا ارتفاع آخر في الإصابات بفيروس كورونا ". ومن جانبه، حذر أستاذ الأمراض المعدية في الجامعة الدولية للصحة والرعاية في ناريتا بمحافظة تشيبا، تيتسويا ماتسوموتو، من أن رفع حالة الطوارئ في المحافظات الست قد يدفع السكان إلى أن يصبحوا أقل حذرًا في المقاطعات الأربع حيث حالة الطوارئ لا تزال سارية بها طوكيو وكاناغاوا وسيتاما وتشيبا. وقال ماتسوموتو: "أعتقد أنه سيكون من الصعب تقليل عدد حالات الاصابات الجديدة في منطقة العاصمة طوكيو". واقترح ماتسوموتو تمديد حالة الطوارئ إلى ما بعد الموعد النهائي في 7 مارس وإبقائها سارية حتى أواخر مارس. رنا أحمد