جاءت الزيارة التاريخية التي قام بها اليوم لـ الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية الي دولة السودان الشقيقة بمثابة خط احمر جديد يرسمه الرئيس لكل من يفكر في العبث بأمن مصر المائي وفي حقوقها التاريخية في مياة نهر النيل زيارة تجسد العلاقات التاريخية بين الدولتين وعمق التكامل الاستراتيجي بينهما بما يؤكد ان المصير واحد وان ما بينهما من تاريخ وتحديات مشتركة يمتد ويتواصل عبر الحدود جاءت الزيارة لتبعث برسائل تحدي بأن مصر والسودان لن يقبلا اي حلول احادية او محاولات فرض سياسات الامر الواقع او اتخاذ اجراءات من طرف واحد
زيارة تؤكد علي رسوخ العلاقة ودخولها مرحلة جديدة من الثقة والقوة والعمق خاصة بعد تطهر الجماعة من حكم جماعة الاخوان الارهابية واستعادة الدولة من ممارسات اخوانية كانت تخطفها نحو منعطف خطير يؤثر علي علاقة السودان بجيرانها ، وقضية سد النهضة الاثيوبي كانت الحدث المحوري والابرز علي مائدة الزعيمان " الرئيس عبد الفتاح السيسي والفريق اول ركن عبد الفتاح البرهاني رئيس مجلس السيادة السوداني " خلال القمة المصرية السودانية والتي انعقدت اليوم في الخرطوم .
دونه الرقاب
زيارة تؤكد ان الاقتراب من مياه نهر النيل دونه الرقاب زيارة تقول لاديس ابابا هل وصلت الرسالة ؟! ، فأمن واستقرار السودان يعد جزءا لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر زيارة تقول ضمنياً انه عندما يجتمع اهل النيل يرتعد الاعداء زيارة تعيد رسم إستراتيجية الأمن القومي المصري علي الحدود الجنوبية ، باختصار انها زيارة " الخط الاحمر " الثاني وحجر الزاويه الذي سيترتب عليها كل شئ يخص مشكله سد النهضة .. مصر عندما تتحرك لا تتوقف الا بتنفيذ كل ما تريد .
تاريخ وتحديات وتواصل يعبر الحدود
أكد المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، مساعد رئيس حزب الوفد للتخطيط الإستراتيجي، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى السودان تحمل الكثير من الدلالات المهمة في مختلف القضايا المشتركة ومجالات التعاون والتنسيق المستمر بين البلدين ، وقال عضو مجلس الشيوخ، في بيان له، أن العلاقات المصرية الأفريقية شهدت طفرة كبيرة منذ تولي الرئيس السيسي قيادة الدولة المصرية،خاصة مع أشقائنا في السودان، لافتا أن التعاون والتنسيق المستمر مع الخرطوم خاصة فيما يتعلق بملف "سد النهضة" الإثيوبي يعد رسالة واضحة للجميع بأن القاهرة لن تتهاون في الدفاع عن أمنها القومي وعن حقوق بلادها في مياه نهر النيل ، مع تفهمها لعملية التنمية للدول الشقيقة .
ولفت الجندى، أن رؤساء أفريقيا والعالم أجمع يقدرون الجهود المبذولة التي تقوم بها القيادة السياسية المصرية تجاه القارة السمراء من أجل تحقيق التنمية والأمن والاستقرار للجميع ولكي تنعم المجتمعات الإفريقية بحياة كريمة ،وأوضح عضو مجلس الشيوخ، أن مصر قدمت العديد من المساعدات للشعب السوداني الشقيق خلال أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد، بعد نجاح التجربة المصرية في مواجهة الجائحة، مشدداً، على أن العلاقات العسكرية بين البلدين سيكون لها أهمية كبيرة خلال الزيارة خاصة في أعقاب توقيع اتفاقية عسكرية مشتركة بين الجانبين ، وطالب الجندى، بسرعة إنهاء كافة أعمال الربط الكهربائي مع السودان وزيادة حجم التبادل التجاري بما يخدم في النهاية دفع وتكامل الاقتصاد بين البلدين إلي الأمام .
استراتيجية لسياسة خارجية مشتركة
أكد كريم عبد الكريم درويش رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب ان زيارة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى للسودان الشقيق ومباحثات سيادته مع اخيه الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان والقادة السودانيين تجسيد للعلاقات التاريخية والاستراتيجية المتميزة بين قيادتى وشعبي البلدين اللذين تجمعهما اواصر المحبة والجوار والتاريخ والمصالح المشتركة استنادا لامتزاج شعبى لامثيل له بين شعبى وادى النيل .
وتابع كريم درويش ان تلك الزيارة التى تمت فى تلك المرحلة الدقيقة تتويج لمباحثات وزيارات متعددة بين قيادات البلدين لتدشين اطار استراتيجي لقضايا السياسة الخارجية المشتركة على مسار العلاقات الثنائية المتعددة والتى تهدف للتكامل فى مختلف قضايا التعاون الثنائى والاستفادة من القدرات الضخمة للبلدين الشقيقين ، وعلى مسار مفاوضات سد النهضة والموقف المصرى والسودانى المتطابق حول اعادة المفاوضات على ان تكون جادة وهادفة لتحقيق اتفاق متوازن وعادل وملزم لتشغيل سد النهضة وعدم اتخاذ اية اجراءات احادية تضر بمصالح البلدين كدول مصب قبل موسم الفيضان القادم من خلال الالية الرباعية التى طرحها السودان الشقيق المكونة من الاتحاد الاوروبى والامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي ، واخيرا على مسار الدعم الخارجى المشترك لقضايا البلدين فى كافة المحافل والمؤسسات الدولية .
وأضاف درويش ان البلدين يستطيعا من خلال خارجيتهما وتنسيقهما على كافة المستويات تحقيق ما يرنو اليه شعبا البلدين من طموحات وما يواجهونه من تحديات واستثمار الفرص المتاحة اقليميا ودوليا استنادا لمحددات استراتيجية متناغمة بينهما فى ظل ايمان قيادتى البلدين بالمصير الواحد لشعبى وادى النيل .
ولفت رئيس خارجية النواب ان لجنة العلاقات الخارجية تبذل جهودها من خلال لقاءاتها بالسفراء والموفدين الدوليين للإسهام فى تفعيل محددات التعاون الاستراتيجى المصرى السودانى سواء فيما يتعلق بملف سد النهضة والاطروحات المصرية السودانية فيما يتعلق بتوسط الرباعية الدولية او فى مجمل قضايا التعاون الخارجى بين البلدين خاصة فيما يتعلق بتعزيز التوجهات المصرية نحو دعم المؤسسات الدولية للسودان الشقيق باعتبار ان امن واستقرار ونماء ازدهار السودان هو من اولويات السياسة الخارجية المصرية .
زيارة محورية في توقيت هام
وأكدت النائبة نورا على رئيس لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب أن زيارة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السودان في هذا التوقيت هامة للغاية وتعد الأولى من نوعها عقب تشكيل مجلس السيادة الانتقالي ، لدعم السودان خلال المرحلة الحالية الذى يمر بها ، خاصة في ضوء ما تشهد المنطقة من أخطار مشتركة واضطرابات في الوقت الحالي .
وفى تعقيبها على الزيارة ، قالت " النائبة نورا على " أن هذه الزيارة تأتى ترسيخاً للجهود المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى ، والتضامن المصري في ضوء الأبعاد الأمنية والاستراتيجية والعسكرية والحرص على التنسيق المشترك بين البلدين تجاه مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك ، كما أنها تؤكد مدى الإرادة السياسية القوية لدفع العلاقات الثنائية ووقوف البلدين معاً ، حيث أن مصر والسودان تربطهما علاقات استثنائية بحكم "التاريخ والجغرافيا"، فالسودان يمثل العمق الإستراتيجي الجنوبي لمصر، كما أن الأمن القومي المصري يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأمن السودان، والمصير المشترك والروابط التي تجمع شعبي وادي النيل .
وأضافت رئيس لجنة السياحة والطيران بالنواب أنه من المتوقع أن تشهد هذه الزيارة بحث عدد من القضايا الهامة على رأسها قضية سد النهضة فى الوقت الذى عزمت فيه أثيوبيا على الملء الثاني لبحيرة سد النهضة بشكل أحادي ودون اتفاق مسبق مما يعد تهديداً مباشراً لمصر والسودان ، بالإضافة لبحث تطورات الأوضاع على الحدود السودانية ، وكذلك سوف تشهد الزيارة عقد عدد من اللقاءات الثنائية الهامة مع قادة البلدين لمناقشة الملفات الهامة في إطار التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين ، ونوهت النائبة نورا على ، إلى المشروعات الخدمية المشتركة بين البلدين الشقيقين ، منها مشروع الربط الكهربائي ، و مشروع إنشاء مزارع أفريقية سودانية ، ومشروعات الربط البحري والبري ، والسكة الحديد، بالإضافة للمشروعات المصرية الزراعية التى يتم إنشاؤها فى السودان والتى من أهمها انشاء مزرعة انتاج نباتى ومزرعة انتاج حيوانى فى السودان ، وغيرها من المشروعات الأخرى بين البلدين.
رسالة ردع لأثيوبيا
وأكد مدحت نبيل عضو الامانة العامة وامين عام حزب الحركة الوطنية المصرية بمحافظةالقاهرة، زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للسودان تاريخية وتعكس عمق وصلابة العلاقات بين البلدين ، واضاف مدحت نبيل عضو الامانة العامة وامين عام حزب الحركة الوطنية المصرية بمحافظة القاهرة، هذه الزيارة تؤكد وحدة المصير بين مصر والسودان فهما بمثابة شعب واحد كما تعطي رسالة شديدة اللهجة الي الجميع بأن مصر والسودان لن يسمحا بالإعتداء على حقوقهم التاريخية في نهر النيل .
وأكد مدحت نبيل أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى السودان الشقيق تأتى فى توقيت مهم للغاية باعتبارها الزيارة الأولى من نوعها عقب تشكيل مجلس السيادة الانتقالي كما انها تأتي ترسيخاً لجهود مصر بقيادة الرئيس لدعم السودان وشعبها الشقيق خلال المرحلة التاريخية الحالية الهامة الذي يمر بها، بالاضافة الى الحرص على التنسيق المشترك وتوحيد الرؤى والمواقف بين البلدين تجاه مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك ، وتوقع مدحت نبيل عضو الامانة العامة وامين عام حزب الحركة الوطنية المصرية بمحافظة القاهرة أن يكون لهذه الزيارة العديد من الأثار الايجابية على دعم العلاقات المصرية السودانية فى مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية ولاسيما المجالات الصناعية والزراعية والثروة الحيوانية .
وأكد أمين الحركة الوطنية بالقاهرة علي أن التنسيق الكبير فى المواقف بين القاهرة والخرطوم بمختلف المجالات يبعث رسالة ردع لأثيوبيا لمواجهة الابتزاز السياسى الذى تمارسه لفرض الأمر الواقع، فيما يتعلق بسد النهضة، ورفضا لأية إجراءات أحادية للاستحواذ على الموارد المائية لنهر النيل، وإصرارها على الملء الثانى للسد فى يوليو المقبل قبل التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم، كما يمثل أيضا رسالة للمجتمع الدولى على ضرورة التوصل لاتفاق عادل ومتكامل حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، يحفظ لمصر والسودان حقوقهما المائية المشروعة التى أقرتها القوانين والمواثيق الدولية .
اقرأ أيضا..
متحدث رئاسة الجمهورية يكشف أهم محاور زيارة الرئيس السيسي للسودان