اهم الاخبار
الإثنين 04 نوفمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

د محمد رجب يكتب : القضية السكانية .. هل مشكلة عائقة للتنمية أم ثروة بشرية قائدة للتقدم ؟

ظللنا في مصر نتعامل مع القضية السكانية باعتبارها مشكلة تعيق عمليات التنمية وتقف حائلاً ضدخطط التقدم التي يسعي الوطن لتحقيقها بينما ينظر اليها البعض الأخر انها ثروة ويطلقون عليها الثروة البشرية التي يجب زيادتها ويعززون وجهة نظرهم بالبلدان كثيفة العمالة وعلينا ان نبحث هذا الأمر في موضوعية وقد اكون انا واحد من الذين ينظرون لهذه القضية باعتبارها مشكلة وهي ليست مشكلة بسيطة ولكنها مشكلة كئود لديها قدرة هائلة علي ابتلاع ثمار كل تنمية فاذا اخذنا علي سبيل المثال ان معدل الزيادة ذالسكانية يمثل اثنين ونصف في المائة ومعدل التنمية الاقتصادية يمثل اتنين في المائة فمعني ذلك ان الزيادة السكانية سوف تلتهم اي جهود للتنمية طالما ان معدل التنمية يقل عن معدل الزيادة السكانية . إن أول تعداد سكاني تم في مصر في العصر الحديث كان عام ١٨٠٠ حيث كان تعداد السكان اتنين مليون ونص بعد ٥٠ سنة ، و في سنة ١٨٥٠ كان تعداد خمسة مليون في عام ١٩٠٠ بلع التعداد عشرة مليون وفي عام ١٩٥٠ بلغ التعداد عشرون مليون ان عدد السكان كان يتضاعف مرة كل ٥٠ سنة وفي التعداد الذي تم بعد ذلك كان عام ١٩٧٦ بلغ عدد السكان أربعون مليون نسمة وهذا يعني السكان بدات تتضاعف مرة واحدة كل ٢٥ سنة ويرجع ذلك لاسباب مختلفة من بينها الامراض التي كانت تؤدي بحياة اعداد من الاطفال وعندها قلت نسبة الوفيات في الاطفال كذلك ارتفعت نسبة الخصوبة وهذا ساعد علي زيادة المعدلات السكانية فضلاً عن ارتفاع مستوي المعيشة وهذا وغيره ساعد في تفاهم المشكلة مع اهمية الثروة البشرية . ولا تقف المشكلة عند الزيادة السكانية ( الزيادة العددية ) فقط بل ان هناك خلل رهيب في التوزيع السكاني علي الأقاليم الاقتصادية والجغرافية فبينما تجد الكثافة السكانية في الكيلو متر يصل الي مليون نسمة في منطقة مثل باب الشعرية نجده السويس يصل لعدد ٢٥ نسمة في الكيلو متر . إننا في مواجهة المشكلة السكانية لايمكن السيطرة عليها بإجراءت عقابية فقط او مجرد تعليمات وتوجيهات ان المشكلة السكانية اشبه بحصان جامح يجري بسرعة كبيرة ويتبعه صاحبه يريد ان يلحق به وكلما اسرع الحصان قلت سرعة صاحبه لهذا لن يستطيع السيطرة عليه الا اذا وضعت امامه حواجز وعقبات تؤثر علي سرعة الحصان او تعيق تقدمه كي ايستطيع صاحبه ان يلحق به وهو نفس الشئ بين العلاقة مع معدل الزيادة السكانية ومعدل التنمية فاذا زاد معدل التنمية علي معدل الزيادة السكانية وقتها تكون الزيادة السكانية تحت السيطرة واذا ظل معدل التنمية اقل من معدل الزيادة السكانية اصبحت مشكلة وخرجت عن السيطرة . وإذا أردت أن تحول الزيادة السكانية من كونها عبء علي التنمية لتكون ثروة بشرية حقيقية فنحن بحاجة الي نظام تعليمي متطور ونهضة ثقافية وسياسية وخطط انتاج عصرية قادرة علي استيعاب هذه الطاقات البشرية واستثمارها ونظام يمكن من مواجهة الخلل في التوزيع السكاني الي توزيع متحضر ولهذا كان المشروع القومي لتنمية سيناء يقوم علي توطين مالا يقل عن ثلاثة مصري من الوادي الي سيناء شمالا وجنوبا وان كنت اري ان وعي المصريين بخطر . اقرأ أيضا.. عضو بالشيوخ: الزيادة السكانية أهم تحدي أمام تقدم الدول وتحسين حياة المواطنين استمرار الزيادة السكانية سوف يحول دون تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة التي هي طريقنا للتقدم وان تحول مصر لدولة متقدمة تتحول بها من مشكلة سكانية عائقة للتقدم الي ثروة بشرية تقود التقدم وهذا يحتاج لمؤتمر قومي يدعو له السيد الرئيس ويرعاه من اجل ثروة بشرية قادرة علي قيادة التنمية وباساليب علمية تستطيع أن تحول هذه القضية القوي البشرية من كونها مشكلة عائقة للتقدم الي ثروة بشرية إذا ما امكن بناءها وإعدادها وتربيتها تكون قائدة للتنمية وليست عبء عليها أن الانسان هو وسيلة اي تنمية وغايتها وحتي تكون هذه القوي البشرية ثروة وليست عبء فان بناءها وتنميتها ورعايتها تعليمياً وتثقيفياً ورعاية كلما كانت ثورة حقيقية قابلة للنمو وقيادة التقدم ووعي الشعب ومنظماته الاهلية ومؤسسات التعليمية والثقافية يمكن ان تقوم بادوار ايجابية هائلة .

كاتب المقال : المستسار السياسي لرئيس حزب الحركة الوطنية المصرية