اهم الاخبار
السبت 20 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

قراءة في زيارة البابا فرانسيس التاريخية إلى العراق

IMG-20210308-WA0008
IMG-20210308-WA0008

اختتم بابا الفاتيكان فرنسيس زيارته التاريخية للعراق اليوم الاثنين، بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام، في أول زيارة بابوية للعراق على الإطلاق. وقد وصل البابا فرنسيس إلى العاصمة بغداد، يوم الجمعة الماضية، وقرر خلال رحلته أن يزور العاصمة بغداد، ثم سهل أور (مسقط رأس النبي إبراهيم)، ومدينة أربيل، ومدينتي الموصل وقراقوش في سهل نينوى. وقد مثلت زيارة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان للعراق، بين الخامس والثامن، من مارس الجاري، موضعا للحديث عبر وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، من حيث أهدافها ودلالاتها، بين حديث عن رمزية التوقيت، والاهداف الانسانية، وكذلك المصالح المتحققة منها للطرفين، وما إذا كانت لا تخلو من الشأن السياسي أيضا. وقد رأي العديد من القيادات السياسية والدينية في العراق أن الزيارة تمثل حدثا تاريخيا للعراق، حيث تعد هذه الزيارة هي الأولى للبابا خارج الفاتيكان، منذ بدء جائحة كورونا. وأشار البعض إلى البعد الروحي للزيارة مثل التعايش بين الأديان، وسعي الفاتيكان للانفتاح على مسلمي العالم الشيعة، الذين يقدر عددهم بمئتي مليون مسلم في أنحاء العالم. زغاريد وتراتيل في بلاد الرافدين .. العراق تتربع على عرش التاريخ بزيارة البابا فرانسيس ووقد حاول البابا الانفتاح على مسلمي العالم السنة، من خلال زيارته إلى أبو ظبي فبراير 2019، ولقائه شيخ الأزهر أحمد الطيب هناك.

رسالة تطمين

وقد تكون الرسالة الأهم لتلك الزيارة، هي رسالة التطمين لمسيحيي العراق، الذين نزح عدد كبير منهم خارج البلاد، بفعل مخاوفهم المتزايدة، في ظل الهجمات الإرهابية التي تعرض لها العراق، على مدار السنوات الماضية، ومنذ العام 2003 تراجع أعداد المسيحيين في العراق، إلى أكثر من ثلثي عددهم، الذي كان يقترب من مليوني مواطن عراقي. ويري نعض المحللون أن زيارة البابا فرانسيس للعراق، ستعمل على نزع فتيل الانقسام بين مسيحيي العراق ومسلميه، وأنها قد تعزز من انفتاح المسيحيين على المسلمين.

مصالح متبادلة

وتمثل هذه الزيارة نوع من المصلحة متبادلة، فتعتبر زيارة البابا للمرجع الشيعي السيد علي السيستاني هو نوع من كسب ود المسلمين الشيعة في العالم، وهو ما قد ينعكس إيجابا، على أحوال المسيحيين في العراق وفي المشرق بصورة عامة. وعلى صعيد آخر، تحقق الزيارة أهدافا مهمة للعراق في الوقت الحالي، حيث تستغل العراق زيارة البابا فرنسيس لتظهر حجم معاناتها للعالم على مدار السنوات الماضية، من أجل حل مشكلات البلاد وإنهاء معاناتها.

عدد المسيحيين في العراق

ويعد مسيحيو العراق من أقدم المجتمعات المسيحية في العالم، وقد شهدت أعدادهم تراجعا كبيرا في البلاد على مدار العقدين الماضيين من 1.4 مليون إلى 250 ألف، ممثلين نسبة واحد في المئة من الشعب العراقي. وقد هرب كثير من مسيحيي العراق إلى خارج البلاد خوفا من العنف الذي ساد البلاد منذ الغزو الأمريكي عام 2003 والذي أسقط نظام صدام حسين. وقد تشرّد عشرات الآلاف من المسيحيين في أعقاب مهاجمة تنظيم داعش الإرهابي على شمالي العراق عام 2014، حيث قاموا بتدمير الكنائس تاريخية، ومصادرة ثروات المسيحيين، الذين لم يعد لديهم خيار أخر سوي الرحيل للحفاظ على حياتهم ودينهم. وقد أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تقرير عام ٢٠١٩ بشأن الحرية الدينية في العراق، والذي أظهر أن المسيحيين وكذلك المسلمين السنة يتعرضون للكثير من المضايقات من الشيعية، بالإضافة إلى التمييز في التعليم. ووقد دعا البابا فرانسيس لدى وصوله العراق، الجمعة الماضية، إلى ضرورة حصول المسيحيين على قدر أكبر من الحقوق والحريات. وقال في أول خطاب له في البلاد إن "إن وجود المسيحيين العريق في هذه الأرض وإسهاماتهم في حياة البلد يشكل إرثا غنيا، ويريد أن يكون قادرا على الاستمرار في خدمة الجميع". وأكد البابا، السبت الماضي، في لقاءه مع المرجع الشيعي علي السيستاني في مدينة النجف الذي أستمر لمدة ٥٠ دقيقة، هذه الرسالة، قائلا إنه ينبغي أن يكون المسيحيون قادرين على العيش بسلام وأمن مثل سائر العراقيين. ثم زار البابا موقع مدينة أور القديمة، التي يُعتقد أنها مسقط رأس النبي إبراهيم. وقال البابا: "نحن المؤمنون لا يمكن أن نصمت والإرهاب ينتهك حرمة الدين، علينا ألا نسمح لغيوم الكراهية أن تحجب نور الحق". كما زار البابا فرنسيس، في اليوم الثالث من رحلته التاريخية للعراق، مناطق خضعت لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في شمالي البلاد. وزار البابا أمس الأحد مدينة الموصل، المعقل السابق لتنظيم الدولة الإسلامية قبل ثلاث سنوات، وصلي في كنيسة الساحة على أرواح الضحايا الذين سقطوا خلال الحرب مع تنظيم داعش، والتي أسفرت عن سقوط عشرات الآلاف من القتلى المدنيين. كما زار البابا فرنسيس بعد ذلك أكبر كنيسة في العراق، والتي دمر أجزاء منها تنظيم داعش، في قره قوش القريبة. وكانت مدينة أربيل بإقليم كردستان العراق المحطة الأخيرة في زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس إلى بلاد الرافدين. وأكد المنسق الإعلامي لزيارة البابا إلى إقليم كردستان العراق، زين أنور، إن أهمية زيارة البابا لأربيل تتمثل في كون القداس الاحتفالي الأكبر والختامي لجولته التي اعتبرها حجا لبلاد ما بين النهرين، حيث سيحضره نحو 10 آلاف مشارك". رسول السلام في العراق.. زيارة البابا فرانسيس هل تنهي عقود من الحرب والارهاب؟

رنا أحمد