مازلت تركيا تواصل التودد بشكل يومي مع مصر، بشأن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين خاصة المنطقة الاقتصادية في شرق المتوسط، بعد عداوة دامت تسع سنوات منذ عزل الرئيس الراحل محمد مرسي عن حكم مصر، فلطالما كان السيسي العدو الأكبر لأردوغان، فجأة أصبح محبوب لديه، وهنا يظهر تساؤلاً هل تعود العلاقات بين مصر وتركيا مرة أخرى، نوضح لكم تلك خلال السطور المقبلة.
تصريحات أردوغان عن مصر
قال الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، أمس الثلاثاء، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس المجلس الرئاسي البوسني ميلوراد دوديك، في العاصمة التركية أنقرة، إن الشعب المصري لا يعارضنا ولا يختلف معنا، مشيرا إلى أنه لا تغيير في موقف تركيا الحازم بشان التطورات التي تحدث في شرقي المتوسط، كما أكد أنها لن تقدم تنازلات.
وظهرت محاولات التودد هذه في مارس الجاري، بعدما شعرت بأنها مستبعدة عن الاتفاقات بين دول الجوار بشأن اكتشافات الغاز الطبيعي الكبرى في السنوات الماضية، حيث تحاول تركيا التفاوض مع مصر من أجل توقيع اتفاقية معها تتعلق بتحديد مناطق الصلاحية البحرية شرقي المتوسط، على غرار الاتفاقية الموقعة بين تركيا وليبيا.
ومن المتوقع أن تكون تصريحات تركيا بشأن التودد الدبلوماسي في باطنها محاولة إفساد الاتفاق المصري اليوناني القبرصي، وليس أي تودد مثل ما تزعم.
رد وزارة الخارجية المصرية على تصريحات تركيا
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية الأسبوع الماضي إن مصر من الممكن أن توافق على التودد مع تركيا بشأن مستوى العلاقة بين البلدين، بشرط مراعاة الأطر القانونية والدبلوماسية التي تحكم العلاقات بين الدول على أساس احترام مبدأ السيادة ومقتضيات الأمن القومي العربي.
كما أكد أن مصر تتوقع من أي دولة تتطلع إلى إقامة علاقات طبيعية معها، بشرط أن تلتزم بقواعد القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في شؤون مصر الداخلية.
توقعات شروط مصر للتودد مع تركيا في حال الموافقة
وربما تكون شروط مصر للتصالح مع تركيا في مقدمتها عدم تدخل تركيا في الشؤون الداخلية لمصر، إلى جانب عدم إيواء عناصر معادية تقوم بأنشطة ضد مصر.
وأيضا عدم توفير منصات إعلامية تبث برامجها لتشويه الأوضاع في مصر، ومن الضرورة أن يكون هناك تقدمًا في هذه الملفات لإثبات النوايا الحسنة في استعادة كامل العلاقات مع مصر.
وأيضا من المتوقع أن تشترط مصر خروج تركيا من ليبيا، حيث يوجد الطرفان على طرفي نقيض.
والخطير أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتعامل مع تصريحات أردوغان خلال الفترة الماضية، وكأنها لم تكن، ويبدو ذلك لأن تركيا دولة يجب الإبقاء على مسافة معها، لأنها قد تتحذ عند المواجهة منعطفا كاملا دون أي وعد بأنها لن تكرر ذلك في المستقبل.
المعارضة التركية تتهم أردوغان بتحويل البلاد لدولة استبدادية
سبب خلاف تركيا مع مصر وقطع العلاقات
يعود سبب الخلاف بين تركيا ومصر، وكراهية أردوغان للرئيس السيسي إلى عام 2013، نظرا لما حدث أثناء عزل الرئيس الراحل محمد مرسي، حيث وصف السيسي وقتها بالطاغية.
وأيضا ماحدث أثناء وفاة مرسي، عندما رفضت الحكومة المصرية تسليم جثة مرسي لعائلته، وانتقد أردوغان ذلك لأن مرسي يعتبر الزميل الإيديولوجي لأردوغان، وقال إنه لن يسمح بنسيان موته.
كما أن أردوغان اعتاد على دعم التنظيم الإرهابي، أثناء تولي مرسي حكم مصر، حيث كان يحرض بالهجوم على مصر.
بعدها اضطر أردوغان إلى سحب سفن المسح السيزمي التي نشرها في المياه المتنازع عليها في شرق البحر المتوسط، مؤجلا الوعد ببشرى الموارد الهيدروكربونية إلى وقت آخر.
وفي هذا السياق، عزلت تركيا في شرق البحر المتوسط وبحر إيجة، واتجمعت مصر وإسرائيل وقبرص واليونان في جبهة موحدة، وظلت العداوة بين مصر وتركيا منذ وقتها، ولم تخرج الدولة المصرية على مدار السنوات بتصريح ضد أردوغان أو تركيا.
واليوم يتصرف أردوغان وكان شيء لم يحدث قط، ويسعى لاستعادة ما خسره مع اليونان من خلال اللجوء إلى إسرائيل ومصر، بعد إطلاق سلسلة من الإهانات للزعماء وقطع العلاقات الدبلوماسية مع البلدين.
ويبدو الأمر كما لو أن السيسي سوف ينسى ما قاله عنه وكل السياسات.
محاولات أردوغان في التودد مع مصر
ونظرا لأن مصر لم تلق بألا لتصريحات أردوغان، عاود الرئيس التركي، اليوم الأربعاء، تجديد الحديث عن رغبته في استعادة العلاقات مع مصر.
ومن المتوقع أن يقوم أردوغان بزيارة غير متوقعة إلى القاهرة، بشأن التصالح معها، فرغم كل التصريحات المهينة لمصر في السنوات السابقة، عادت تركيا للمحاولة في البدء بالمصالحة معها، ويبدو وكأن تركيا لم تجد لنفسها بديلًا عن مصر، ولم تستطع الاستغناء عنها كبلد محوري وكبير في الشرق الأوسط.
المعارضة التركية: 5 شركات موالية لأردوغان تستولي على المناقصات الحكومية