شهدت اليمن في الـ٧ مارس الجاري واحدة من أبشع مجازر الحوثيين حيث قاموا بإطلاق مقذوفات على مركز احتجاز للمهاجرين اللاجئين الافارقة بمدينة صنعاء مما تسبب في وفاة المئات منهم حرقا.
وقد شهدت الحادثة الكثير من التنديد الدولي بأعمال ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران التي تودي بحياة الأبرياء.
مطالبات بتحقيق دولي
وتجمهر اللاجئين الاثيوبيين أمام مفوضية الأمم المتحدة بمدينة صنعاء منددين بالمجزرة التي وقعت، كما طالبوا بإجراء تحقيق دولي مستقل للكشف عن ملابسات الحادث.
كما وصف بعض اللاجئين الناجين من المجزرة بشاعة الحادثة وسوء المعاملة وعنصرية الحوثيين، كما طالب المتظاهرين توفير حماية دولية للاجئين.
وحاولت ميليشيا الحوثي إخفاء أثار جريمتها عن طريق منع فرق التحقيق الدولي من معاينة مركز الحادث، ومن خلال دفن جثث الضحايا، كما يحاول الحوثيين إلقاء مسؤولية الحادث على جهات أخري
منظمة الهجرة الدولية
ذكرت منظمة الهجرة الدولية في بيان أن أعداد ضحايا حادث احتراق مركز اللاجئين في صنعاء، بلغ ٤٠ قتيلا، ولكن وفقا لبعض المصادر المقربة للاجئين الإثيوبيين فإن أعداد الضحايا تقدر بالمئات، فقد تصل لـ ٥٠٠ قتيل.
وأكدت منظمة الهجرة على أن المستودع الذي نشب فيه الحريق كان يضم حوالي ٣٥٠ لاجي، وحوالي ٩٠٠ لاجي في مركز الاحتجاز.
وأوضحت المنظمة أن فرق الصحة والحماية التابعة لها توجهت إلى موقع الحادث لتقديم المساعدة في السيطرة على الحريق وفي عملية إنقاذ اللاجئين، ولكن الحريق كان أكبر من المتوقع.
وأشارت منظمة الهجرة الدولية إلى أن
الحوثيين قد حاولوا منع أعضاء المنظمة من الوصول إلي الناجين في المستشفيات.
وشددت المنظمة على أن هذه المجزرة توضح المخاطر التي يواجهها المهاجرون في اليمن، مطالبتا بضرورة توفير الحماية والأمان للاجئين في اليمن.
هيومن رايتس ووتش
أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الانسان، على أن المقذوفات التي أطلقها الحوثيون تسببت بمجزرة اللاجئين في صنعاء.
فيديو ..اليمن يحذر من دفن الحوثيين لضحايا محرقة المهاجرين الأفارقة بشكل عشوائي بصنعاء
وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أن استخدام الحوثيين المتهور للسلاح أدى لمقتل عدد كبير من الإثيوبيين، مشددة على ضرورة سماح الحوثيين بدخول المنظمات الإنسانية لإغاثة الجرحى.
وطالبت منظمة هيومن رايتس بضرورة محاسبة المسؤولين عن احتجاز لاجئين في منشآت بغاية السوء، حيث وصف بعض الناجون ظروف الاحتجاز التي تعرضوا لها بالمروعة لـ 550 لاجئ في مخزن بصنعاء.
وأوضحت المنظمة أن لاجئو صنعاء كانوا ينفذون إضرابا عن الطعام بسبب سوء المعاملة، كما فرض الحوثيون على كل لاجئ دفع 280 دولاراً مقابل إطلاق السراح.
وبحسب هيومن رايتس فقد طلب الحوثيون من اللاجئين تلاوة "الصلوات الأخيرة" قبل رميهم بمقذوفات "أشبه بقنبلة" تسببت بحريق مركز الاحتجاز.
كما نقلت هيومن رايتس ووتش عن بعض اللاجئين الناجين قولهم، أن يوم الحادثة قام اللاجئين بالإضراب عن الطعام، مما جعل عناصر ميليشيا الحوثي تهاجم المهاجرين المحتجزين بالعصي.
ثم قام أحد الحراس الحوثيين بإطلاق مقذوفتين على مستودع احتجاز اللاجئين، فاشتعلت النيران مما أسفر عن احتراق المحتجزين أحياء.
وأوضحت منظمة هيومن رايتس ووتش أن لديها مقاطع فيديو تؤكد روايات الناجين، كما أكدت المنظمة علي قيام الحوثيين باعتقال المهاجرين من المستشفى ثانية.
الأمم المتحدة
ومن جانبه، طالب المبعوث الاممي باليمن مارتن غريفيث، مجلس الامن، بإجراء تحقيق دولي مستقل في حادث حريق مركز احتجاز اللاجئين، الذي أودي بحياة الكثير منهم وكان معظمهم إثيوبيين.
وأكد غريفيث على أن الحادث يمثل تذكير للعالم بمدي سوء أوضاع اللاجئين في اليمن، حيث فقد العشرات حياتهم وأصيب أكثر من ١٧٠ مهاجر.
نقل 160 مهاجرا إفريقيا جواً من اليمن
وقد أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن، عن تسهيل عملية نقل ١٦٠ مهاجرا إفريقيا جواً من اليمن.
وأكد التحالف على أن عملية نقل المهاجرين تمت برعاية الأمم المتحدة وبالتنسيق مع الحكومة اليمنية الشرعية.
وأوضح التحالف العربي أن المليشيا الحوثية ارتكبت انتهاكا جسيما وبشعا بحق المهاجرين في صنعاء، مشيرا إلى أن تسهيل عملية نقل المهاجرين من اليمن يأتي ضمن الجهود الإنسانية للتحالف.
الحوثيون يقرون بمسؤوليتهم عن حريق مركز احتجاز المهاجرين
وقد أعربت ميليشيا الحوثي، أمس الأربعاء، عن أسفها جراء احتراق مركز احتجاز المهاجرين الاثيوبيين في صنعاء في الـ ٧ من مارس الجاري، مما أسفر عن مقتل ٤٤ لاجي وإصابة ١٩٣ أخرين.
وقال وكيل وزارة الخارجية لحكومة الحوثيين حسين العزي: إن الحوثيين يعربون عن عميق أسفهم جراء الحريق الغير مقصود الذي وقع بمركز احتجاز المهاجرين في صنعاء، مشيرا إلي أن الحكومة الحوثية قد قامت بفتح تحقيق للوقوف علي أسباب الحادث.
الجيش اليمني : القبائل لها دور كبير في المعارك ضد الحوثيين
