اهم الاخبار
الأربعاء 08 مايو 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بايدن غاضب.. سر انسحاب تركيا من اتفاقية إسطنبول

بايدن غاضب.. سر انسحاب
بايدن غاضب.. سر انسحاب تركيا من اتفاقية إسطنبول

تشهد تركيا منذ مطلع الأسبوع الحالي موجه من الاحتجاجات الكبيرة التي خرجت للتنديد بقرار الرئيس رجب طيب أردوغان بالانسحاب من اتفاقية إسطنبول. وقد أعلنت الحكومة التركية، السبت، انسحابها من اتفاقية إسطنبول الدولية التي تهدف لمكافحة العنف ضد المرأة. أسباب انسحاب الحكومة التركية من اتفاقية إسطنبول أصدر مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بيان، الاحد، نص على أن: " البند ٨٠ من اتفاقية إسطنبول يتيح لأي طرف الانسحاب منها بعد إعلام المجلس الأوروبي". وأكد البيان على أن "بعض الأفراد يحاولون التلاعب باتفاقية إسطنبول، لتطبيع المثلية الجنسية التي تخالف القيم الاجتماعية التركية".

اتفاقية إسطنبول وحقوق المرأة

وأوضح البيان أن "تركيا ليست الدولة الوحيدة التي لديها تحفظات على الاتفاقية، وقد رفضت الكثير من الدول إقرار الاتفاقية". وشدد البيان على أن " الحكومة التركية ستواصل سعيها للقضاء على العنف الأسري وحماية النساء". ومن جهته، قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، إن الأمن التركي سيواصل بذل الجهود لمنع العنف المنزلي وحماية النساء. وأكدت وزيرة الأسرة والعمل والخدمات الاجتماعية التركية زهراء زمرد سلجوق، على أن الدستور والقوانين تكفل حقوق المرأة.

اتفاقية إسطنبول ومكافحة العنف

واتفاقية إسطنبول هي اتفاقية دولية تابعة للمجلس الأوروبي لمكافحة العنف ضد المرأة، وتم إقرارها عام ٢٠١١م، وكنت تركيا من أوائل الدول التي وقعت على الاتفاقية. ووقعت على اتفاقية إسطنبول ٤٥ دولة، وتم التصديق عليها من قبل ٣٤ دولة فقط من بينهم تركيا، وتعمل الاتفاقية على سن قوانين تمنع العنف، والاغتصاب الزوجي، وختان الاناث. وقد نشرت الحكومة التركية قرار انسحابها من اتفاقية إسطنبول في الجريدة الرسمية، السبت، على الرغم من رفض المنظمات الحقوقية للقرار خوفا من الاثار السلبية له، خاصتا في ظل تزايد جرائم العنف والقتل ضد النساء في تركيا العام الماضي. وقد بدأت حملة في تركيا منذ العام الماضي من الجماعات الدينية وحزب الحركة القومية " ممثلوا التيار المحافظ"، بالضغط على الحكومة للانسحاب من الاتفاقية التي وصفوها بأنها غير أخلاقية، وتتعارض مع قيم المجتمع التركي. غضب أمريكي من انسحاب تركيا من اتفاقية إسطنبول أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن، الاحد، بيان ندد فيه بانسحاب تركيا من اتفاقية إسطنبول، واصفا الامر بأنه "مخيب للآمال بشدة". وقال بايدن إن " العالم أصبح يسجل حالات عنف كبيرة ضد المرأة، وتشهد تركيا تزايد كبير في حالات العنف الأسري". وأضاف: "على الجميع بذل المزيد من الجهود وسن القوانين، للحد من العنف ضد النساء حول العام، لا التراجع عن الاتفاقيات الدولية التي تعمل على حماية المرأة". غضب أوروبي من انسحاب تركيا من اتفاقية إسطنبول أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، السبت، على أن تركيا تعرض ملايين النساء في البلاد للخطر وتسمح بانتزاع حقوقهن الأساسية، مضيفا ندعو تركيا للتراجع عن قرارها حفاظا على حقوق النساء. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرليين، الاحد، إن النساء تحتاج إلى الكثير من القوانين لتوفير الحماية لهن. كما أدانت الأمينة العامة للمجلس الأوروبي، ماريا بيجينوفيتش بوريتش، السبت، قرار تركيا بالانسحاب من اتفاقية إسطنبول. ووصفت وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية قرار أنقرة بالانسحاب من اتفاقية إسطنبول بتراجع جديد في مجال حقوق الإنسان. ومن جانبها شددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية على رفض القرار التركي مشيرتا إلى أن من الجهل استخدام الثقافة والتقاليد كسبب لتجاهل العنف ضد النساء. العنف ضد المرأة في تركيا تعاني تركيا من ارتفاع عدد جرائم العنف الأسري وقتل النساء منذ عام ٢٠١٠م.

اتفاقية إسطنبول وجرائم العنف

وقد أوضحت منظمة "جرائم العنف ضد المرأة" أن حوالي ١٩٦٤ امرأة قتلن في تركيا منذ عام ٢٠١٠م. وبحسب بيانات مجموعة "سنوقف قتل النساء" الحقوقية، فقد قتلت ٧٧ امرأة في تركيا في أول ٧٨ يوم من العام الجاري ٢٠٢١م. وقد تم تداول مقطع فيديو، مطلع مارس الحالي في تركيا، لرجل يعتدي بالضرب على زوجته السابقة في منتصف الشارع وعلى مرأي من ابنتهما. وذكرت مجموعة "سنوقف قتل النساء، أن ٣٠٠ امرأة قد فقدن حياتهن العام الماضي ٢٠٢٠م علي يد أزواجهم الحاليين أو السابقين. وتقول المنظمة أن هذه الأرقام قد تكون أكبر من ذلك، حيث لم يتم اكتشاف السبب وراء مقتل الكثير من النساء في ظروف غامضة. ووفقا لإحصائيات لجمعيات حقوق النساء في تركيا، فقد قتلت ١٨٦ امرأة علي يد شركائهم في الثمانية الأشهر الأولي من عام ٢٠٢٠م، كما تعرضت ٩٧ امرأة للتحرش، وتم اغتصاب ٥٣ امرأة، وقد تعرضت أكثر من ٤٩٣ امرأة للعنف من قبل الرجال. وقد تعرضت طالبة تركية في مدينة أنقرة لحادثة اعتداء، عام ٢٠١٨، مما أدي لاندلاع احتجاجات كبيرة في تركيا على العنف ضد المرأة. ومن جانبها، أكدت منظمة "كاديم" النسوية المحافظة المحسوبة على النظام التركي، على أن اتفاق إسطنبول "كان يلعب دورا مهما في مكافحة العنف. غضب ضد أردوغان.. ماذا يعني انسحاب تركيا من اتفاقية إسطنبول