بأقلامهم
نعم كنت ضد المرأة!!
بقلم / عماد العيطه
ربما كنت يوما ضد مشاركة المرأة فى العمل العام إلا للضرورة وربما كانت ضمن الضروريات من وجهة نظرى الخاصة هو ممارسة العمل العام والذى يحتم أن يكون فى الكيان الذى تشارك فيه المرأة نشاط لا يصح أن يمارسه رجل ولأنى لست عنصريا فقد إتسعت عندى يوما بعد يوم حلقة الحريات حتى أوصلتنى لسؤال .. لماذا لا نترك للمرأة فرصتها فى إثبات ذاتها كما تريد ؟ لكنى مع الوقت وجدت أمرا خطيرا يظهر على أرض الواقع يتلخص فى المخاطر التى تواجه المرأة فى العمل العام .
ربما هناك مخاطر تتعرض لها المرأة حتى ولو جلست فى المنزل تتمثل الأحداث اليومية لها لو إزلقت أثناء التنظيف مثلا أو تعرضها لحروق أثناء الطبخ ، لكنها كلها المخاطر تقع تلك التى يصنعها الإنسان بنفسه ومن الممكن الوقاية منها حتى لأتحدث ، كذلك تدهور العلاقات الأسرية بسبب العمل الخارجى وإنشغالها عن زوجها وبيتها بالعمل وإهمالها حقوقه من كثرة الضغوط عليها ، مما قد يدفعه ذلك إلى ارتكاب المحرم وإقامة علاقات غير مشروعة ، وربما قد يؤدي إلى إمتناع المرأة عن الإنجاب لأنها لا تستطيع تحمل مسؤوليات أكبر والبعد عن الأعباء الأسرية الزائدة .
إن كل هذه المخاطر يمكن الوقاية منها بأن لا تصنع المرأة بنفسها مجال لحدوث هذه المخاطر ، لكن هناك مخاطر أكبر دائمة ومستمرة لاتستطيع المرأة مجابهاتها ولا الوقاية منها لأنها مخاطر تحدث من الغير مثل نظرة الرجال الغير متحضرين لها و التى دائما ما تخدش حيائها عند ذهابها للعمل إبتداء من سيرها فى الشارع وفى المواصلات وحتى فى نطاق عملها .
إن قضية المخاطر التى تتعرض لها المرأة فى العمل العام هنا أصبحت قضية مشتركة ولربما أجبرت المرأة الرجل على مشاركته هذه القضية ، فأصبح هناك طرفان للمخاطر الأول رجل غير متحضر يتطفل حتى ولو بنظراته الجارحة والطرف الثانى هو المرأة التى لا تعرف كيف تمارس عملها وسط فئة غير متحضرة .
إن كنا كمجتمع قد تقبلنا عمل المرأة ومشاركتها الوظيفية والإجتماعية وممارستها للعمل العام فلابد وأن نتقبل كمجتمع أنها أصبحت زميلة مثل أى زميل ورئيسة مثل أى رئيس وقائدة مثل أى قائد وليسأل كل رجل نفسه ماذا لو عاملت المرأة كما تعامل الرجل عندما تمارس العمل العام فربما لو قدمت لها الوقاية لأبدعت فى عملها عندما تشعر بالأمان فى مجتمع متحضر .