مريم الكعبي تكتب: اخجلوا من أنفسكم.. الإمارات نجاحها موجع.. وموقفها من سد النهضة من أجل مصر

لا أجد سوى كلمة عيب لكي أقولها لبعض الأصوات التي حلّت محل الجزيرة والقنوات المعادية لكي تواصل ما بدأته جزيرة الشيطان من زرع الفتنة بين دول التحالف وعن الاستهداف الدائم للإمارات بالتشكيك في مواقفها . ‏" عيب " ، اخجلوا من أنفسكم ، اخجلوا مما تقولونه ، اخجلوا من مواقفكم الرخيصة ، اخجلوا من أدوار الهمز واللمز ، ليس لأجل الإمارات فهي دولة في مكان متفرد مواقفها مشرفة وعطاءها سخي ونجاحها موجع وتفوقها فريد ، اخجلوا لأجل صورتكم التي أصبحت استنساخ للمرتزقة والخونة ولكن بتحديث جديد . ولقد كتبت من قبل ، بانها حرب دعائية ، واستهداف دول التحالف بمحاولة زرع الفتنة سيظل دائماً ، لأن التحالف هو طريق المواجهة الوحيد ، ويبدو أن الرهان على الوعي يسقط في أول اختبار يهرول فيه بعض ضعاف النفوس لتصديق التشكيك في موقف دولة الإمارات تجاه سد النهضة وكأنها تعمل ضد مصلحة مصر ‏" ألا تخجلون " . الإمارات تحتل المرتبة الأولى من بين دول العالم المستثمرة في مصر بإجمالي رصيد استثمار تراكمي يصل إلى 55.2 مليار درهم (15 مليار دولار) ، هذه المعلومة منذ سنتين ولا بد أن الاستثمار في تصاعد . ‏"مصر تمثل الشريك التجاري السادس عربياً للإمارات والشريك الـ21 عالمياً، فيما تمثل الإمارات الشريك التجاري الثاني عربياً لمصر والعاشر عالمياً، وإجمالي المبادلات التجارية غير النفطية بين البلدين بلغ 11 مليار درهم خلال النصف الأول 2019 " . وتتصدر الإمارات الدول العربية من حيث الصادرات المصرية لها بإجمالي 7.4 مليارات درهم، مستحوذة بذلك على 21% من مجمل الصادرات المصرية إلى الدول العربية . علاقة مصر بالإمارات علاقة استراتيجية دعمتها الكثير من المبادرات أبرزها المنصة الاستثمارية الاستراتيجية المشتركة بين الإمارات ومصر بقيمة 20 مليار دولار . علاقة الإمارات بمصر مصيرية وتاريخية ونموذجية وملهمة وفي جميع المجالات ، وعلاقة الشعبين راسخة ، ولا أعيب على أبواق الفتنة فلقد أصبحوا لعنة على المجتمعات العربية تتبناهم جهات وتدعمهم دول ، ولكنني أعيب وبشدة على ضعاف النفوس الذين يصدقون ما تبثه أبواق الفتنة . ‏" مصر والإمارات تعززان العلاقة الوطيدة بينهما من خلال الاتفاقيات والبروتوكولات ومذكرات التفاهم التي تعدت 50 اتفاقية شكلت أساساً للارتقاء بمؤشرات العلاقات التجارية والاستثمارية " . وروي معالي طارق عامر محافظ البنك المركزي المصري خلال كلمته في منتدى الإمارات مصر للاستثمار والتجارة بالقاهرة موقفا مؤثرا لا ينسي للإمارات تجاه مصر ، مررنا بأيام صعبة جدا منذ عدة سنوات عندما تراجع الاحتياطي الأجنبي لمصر بشكل يدعو للقلق ، وكان العجز لدينا كبير في النقد الأجنبي . وواجهنا فقدان كبير في الثقة بنا وبينما أنا مهموم في مكتبي فوجئت بمواطن إماراتي يدخل علي ويقول لي وقع على هذه الورقة قبل آخر الشهر. فتعجبت وقلت له أوقع على ماذا، فأجاب هذا مبلغ بمليار دولار لمصر لدعم الاحتياطي الأجنبي لديها من الإمارات . ولابد أن توقع حالا لأن نهاية الشهر قربت وستصدر بيانات الاحتياطي الأجنبي وفيها تراجع وهذا سيكون له أثر سلبي على مصر وعلى البنك المركزي . مصدر الحدث الذي طرحته في السطور السابقة لمن يريد أن يتأكد ، القاهرة - عبد الحي محمد ، التاريخ 11 ديسمبر 2019 ، جريدة البيان . للأسف هذه الأصوات النكرة التي تشكك في مواقف الإمارات وعلاقتها مع مصر تعتمد على اختراق النفوس الضعيفة التي لا تعرف عن عمق العلاقة بين البلدين ‏أو تخاطب من في قلوبهم مرض تجاه الإمارات فينساقون خلف التشكيك وهم مطمئنون ليزيدوا مرضاً . حينما أتحدث عن مصر أتحدث عن وطن آخر اتحدث لأن في قلب كل عربي هنالك مصر وفي قلب كل مصري هنالك كل العرب ، تمنيت أن لا أرد ولكن آلمني بأن هنالك من انساق خلف التشكيك في موقف الإمارات . تذكروا ،‏ العلاقة التي تربط الإمارات بمصر أرسى دعائمها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، ويسير على نهجها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ، ويحفظها ويحافظ عليها كل مواطن إماراتي . كاتبة المقال : كاتبة وناقدة اعلامية إماراتية .. صادر لها كتاب « آهات الصمت » عن دار الكتاب الجامعي .. وكتاب « حاول مرة اخري » عن دار همايل .. ورواية « امرأة تحترق » عن دار اوراق . مريم الكعبي تكتب: تجارة الخوف.. استثمار شيطاني قائم على أنقاض موت الأحياء