قدمت مصر فرصة أخيرة لدولة إثيوبيا في التوصل إلى حل ومفاوضات سلمية بخصوص سد النهضة ولكن بفضل تعنت إثيوبيا والتعامل بسياسة فرض الأمر الواقع في جولات التفاوض، أصبح هناك حالة من الترقب من جميع بلدان العالم فيما ستفله مصر تجاه ذلك الرفض المبالغ.
وصرح وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال مداخلة هاتفية بأحد البرامج المذاعة على أحدى القنوات الفضائية، بأن مصر تدرس قرار إتجاهها إلى مجلس الأمن للوصول إلى حل في قضية سد النهضة، بالإضافة إلى أنها تتناقش في هذا الأمر مع دولة السودان، مؤكدًا أن ذلك الحل من أحد الخيارات المتاحة وليس كل الاختيارات
وبحسب ما قاله وزير الخارجية المصري خلال المداخلة الهاتفية، فإن هناك العديد من الاختيارات والمراحل التي تسبق التوجه نحو مجلس الأمن، موضحًا أن هناك إجراءات سياسية كبيرة قد تتخذها الدولتين، منها إحاطة الأطراف المعنية والشركاء الدوليين بخطورة الوضع إذا استمرت إثيوبيا على رأيها وتعنتها.
ونستعرض لكم خلال التقرير التالي، مجموعة هامة من المعلومات التى يجب علينا جميعًا الإطلاع عليها، بعد فشل مفاوضات كينشاسا التى كادت أن تكون هى المسار الأخير داخل القارة بعد تعاقب الدول على رئاسة الاتحاد الافريقى دون جدوى من الأمر، وهذا ما يجعل الجميع في حيرة من الخطوات القادمة.
إثيوبيا تؤكد على الملء الثاني لسد النهضة
[caption id="attachment_641429" align="alignnone" width="1920"]
سد النهضةسد النهضة[/caption]
أكدت دولة إثيوبيا على الملء الثاني لسد النهضة، والذي واصفه سامح شكري بالتصرف الأحادي لا يراعي قواعد القانون الدولي، فضلًا عن أنه يؤكد محاولة فرض الإرادة على دولتي المصب، وذلك عقب الاجتماع الثلاثى الذى تم على أرض الكونغو الديمقراطية رئيس الاتحاد الافريقى.
أقرا أيضًا:
سد النهضة .. ماذا بعد إعلان فشل المفاوضات رقم 4 ؟
وانتهى الأمر بين الدول الثلاثة بالفشل التام فى أى حل وعدم التوصل لأى أمر قد ينهى حالة الجدال التى تعيشها المنطقة بسبب سد النهضة على مدار السنوات الخمس الأخيرة، وذلك وفقًا للاعلان الاول من الجانب الاثيوبي عن الملء الأول من السد دون الرجوع إلى باقى دول المصب.
مخاطر الملء الثاني لسد النهضة
[caption id="attachment_641432" align="alignnone" width="1200"]
سد النهضة[/caption]
وتعتبر شروع إثيوبيا في الملء الثاني لسد النهضة دون اتفاق مسبق مع مصر والسودان يستنفد المخزون المائي بالسد العالي، وأن الاجتماعات خلال العام الماضي كانت عشوائية وليست بأجندة وجدول زمني وتحديد ما يجب الاتفاق عليه والالتزام بمسار تفاوضي سليم، وهذا يتنافى مع كافة الأمور التى يجب أن تكون عليها الدولة الاثيوبية تجاه مصر والسودان المشاركان في سد النهضة.
ومن أهم مخاطر الملء الثاني للسد هو فرض الإرادة السياسية الإثيوبية علي دولتي المصب "مصر والسودان"، واستغلال المياه سواء بفتح بوابات السد أو حجزها مما يتحكموا في القرار السياسي في مصر، وهذا القرار يخالف الأعراف الدولية والقوانين الرسمية التى تقرها المحاكم الدولية.
كما أن مصر لن تقبل بنقص في حصصها المائية أو بفرض سياسة الأمر الواقع التي تريده إثيوبيا وتعمل عليه خلال الفترة الحالية، موضحًا أن كل نقطة مياه تحجز عن السد العالي تنقص من حصة مصر والتخزين الأول الذي قامت به والذي يقدر بنحو الـ5 مليا، وستحافظ مصر على كافة حقوقها في مياه نهر النيل ولن تسمح بالمساس لأى نقطة من المياه وفقًا لتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي.
مخاطر ملء السد الاثيوبي مرة ثانية
[caption id="attachment_641440" align="alignnone" width="1280"]
سد النهضة[/caption]
بعد الدراسات تبين أن هناك عدة مخاطر للسد الاثيوبي ، والذي أكده الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، وهى أن خطورة الملء الثاني ستظهر آثارها بشكل مباشر على السودان، لأن لديه سد الروصيرص الذي تبعد بحيرته نحو 20 كيلو مترا عن سد النهضة.
وأكد شراقي أن عدم تنسيق إثيوبيا مع السودان خلال الملء الثاني لسد النهضة، سيجعل السدود السودانية فارغة، وسينخفض مع مستوى نهر النيل، ولن تكون هناك مياه في محطات الشرب السودانية، ما يعرض البلاد لخطر داهم ونقص كبير في مياه الشرب و الكهرباء.
وتحتاج مصر خلال الفترة الحالية للتكاتف الحقيقى مع دولة السودان الشقيقة من أجل مواجهة التعدى الاثيوبى على حقوقهما فى مياه نهر النيل، بجانب الالتزام التام للقوانين والاعراف الدولية دون التدخل أو التداخل من قبل اى جهات غير مرغوب فيه، على أن يكون النهاية هو احترام القوانين الدولية.