حاول رئيس الجمهورية المصري عبد الفتاح السيسي في التوصل إلى حل سلمي ومفاوضات مع دولة إثيوبيا بعدما أعلنت عزمها عن ملء سد النهضة للمرة الثانية ولكنها ظلت على تعنتها إثيوبيا وحرصها على التعامل بسياسة فرض الأمر الواقع في جولات التفاوض مما جعل العالم بأكمله في حالة من الترقب فيما ستفعله مصر تجاه ذلك الرفض المبالغ.
ولكن كانت اثيوبيا رافضة تمامًا لكل الحلول السلمية القانونية التى تقدمها المحكمة الدولية، وكافة الاعراف التى تنص على احترام الجار ومنح الحقوق لاصحابها دون التجاوز وأخذ ما لا يستحق بدون وجه حق.
قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي بعد رفض إثيوبيا لسياسة التفاوض
عبر الرئيس عبدالفتاح السيسي يوم أمس الأربعاء الموافق 7 إبريل لعام 2021 الجاري، عن رفضه لما تفعله إثيوبيا من محاولتها على فرض سياسة الأمر الواقع على مصر، مؤكدًا أن إصرارها يوقع الخسائر الكبيرة على البلد.
قال الرئيس السيسي إن مصر دولة كبيرة احترمت رغبة إثيوبيا في التنمية عبر المتاح لديها من مياه النيل، شريطة عدم المساس بمصالح مصر المائية وعدم إلحاق الضرر بها .
وعلى الرغم من أفعال دولة إثيوبيا تجاه مصر ورفضها لسياسة التفاوض وحرصها على سياسة فرض الأمر، إلا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي وصفها في كلمته بـ"الدولة الشقيقة".
أقرا أيضًا:
أضرار جثيمة بسبب سد النهضة .. ماذا يعني نجاح إثيوبيا في الملء الثاني؟
كما حذر الرئيس السيسي إثيوبيا من محاولة مساس أي حصة من مية النيل بمصر، قائلًا: إنه لا يجب الوصول لمرحلة "أنك تمس نقطة مياه من مصر"، مشيرا إلى انفتاح مصر على كل الخيارات.
وتابع السيسي "التعاون والاتفاق أفضل بكثير من أي عمل آخر"، مشيرًا في حديثه إلى تنسيق مصر مع السودان، وإلى أنه سيتم التحرك في إطار "عدالة قضيتنا وفي إطار القانون الدولي المنظم لحركة المياه عبر المجاري الدولية".
قرار الحكومة السودانية بعد رفض إثيوبيا لسياسة التفاوض
وعلى الجانب الأخر أكدت الحكومة السودانية من خلال وزير الري ياسر عباس، يوم أمس الأربعاء الموافق 7 إبريل لعام 2021 الجاري، أنها ستلجأ للتصعيد لحماية أمنها ومواطنيها بعد فشل الجولة الأخيرة من مفاوضات سد النهضة مع إثيوبيا وحرصها على التعامل بسياسة فرض الأمر، وهو ما ترفضه الدولة هى الأخرى.
وقال وزير الري السوداني إن كل الخيارات متاحة في التعامل مع الأزمة بما فيها العودة إلى مجلس الأمن الدولي، مؤكدًا أن دولته وضعت تدابير فنية تحسبًا لخطوة إثيوبيا بملء خزان سد النهضة للمرة الثانية من دون التوصل إلى اتفاق يصلح للجميع.
وأشار عباس إلى أنه سيتم حجز كميات من المياه خلف عدد من السدود لمواجهة أي نقص محتمل للمياه خلال الصيف، في محاولة منهم لمنع أي عجز للمياة في الدولة.
مخاطر الملء الثاني لسد النهضة على السودان
[caption id="attachment_641440" align="alignnone" width="1280"]
سد النهضة[/caption]
قال وزير الري السوداني ياسر عباس، إن محاولة إثيوبيا في ملء سد النهضة للمرة الثانية من دون اتفاق يصلح لجميع الأطراف ستؤثر سلبًا على عددًا من القطاعات، من بينها: القطاع الزراعي والكهرباء ومياه الشرب.
من جانبه أكد عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، أن خطورة الملء الثاني ستظهر آثارها بشكل مباشر على السودان، لأن لديه سد الروصيرص الذي تبعد بحيرته نحو 20 كيلو مترا عن سد النهضة، مما يجعل السدود السودانية فارغة، وسينخفض مع مستوى نهر النيل، ولن تكون هناك مياه في محطات الشرب السودانية، ما يعرض البلاد لخطر داهم ونقص كبير في مياه الشرب و الكهرباء.
مخاطر الملء الثاني لسد النهضة على مصر
[caption id="attachment_641431" align="alignnone" width="1200"]
سد النهضة[/caption]
قال الدكتور محمد نصر الدين علام وزير الري الأسبق، في تصريحات خاصة له، إن شروع إثيوبيا في الملء الثاني لسد النهضة دون اتفاق مسبق مع مصر والسودان يستنفد المخزون المائي بالسد العالي، مشيرًا إلى أن الاجتماعات خلال العام الماضي كانت عشوائية وليست بأجندة وجدول زمني وتحديد ما يجب الاتفاق عليه والالتزام بمسار تفاوضي سليم.
أضاف وزير الري الأسبق أن من أهم مخاطر الملء الثاني للسد هو فرض الإرادة السياسية الإثيوبية علي دولتي المصب "مصر والسودان"، واستغلال المياه سواء بفتح بوابات السد أو حجزها مما يتحكموا في القرار السياسي في مصر.