تحقيقات وحوارات
بعد حملة «التعليم».. قصص العنف والتنمر في المدارس لا تنتهي.. حكاية على كل لسان
كتبت: ندي رأفت
أمام التلفزيون، سمع مينا فضل عن حملة مواجهة التنمر في المدارس، فرحة ارتسمت على وجه صاحب الـ26 عامًا، لكن لا إراديًا راح ينظر إلى معصم يده اليمنى، ليغوص في ذكريات ألمّت به، وهو لا يزال طفلًا في المدرسة الإعدادية.
نهاية الشهر الماضي، انطلقت حملة «أنا ضد التنمر»، بالتعاون بين وزارة التربية والتعليم ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" والمجلس القومي للطفولة والأمومة، لمحاربة ظاهرة التنمر في المدارس. والتنمر، هو أحد أشكال السلوك العدواني الذي يتسبب من خلاله شخص ما في إيذاء شخص آخر أو إزعاجه بطريقة متعمدة ومتكررة.
لا يستطيع أحد إنكار أن المدرسة هي أهم آليات المجتمع لتحقيق أهدافها وهي بناء أجيال مستقبلية تمتلك النمو العقلي والفكري، وتعتبر المدرسة مؤسسة تربوية بفعل التفاعلات التي بداخلها بين التلاميذ والمعلمين وجميع العاملين بها، لذا يمكن السؤال هنا: هل العنف المدرسي المتمثل بالعنف من قبل المعلمين تجاه التلاميذ، أو من قبل التلاميذ تجاه بعضهم البعض هو إحدى الوسائل ضمن الفلسفة التربوية والإجتماعية التي من خلالها يمكن بناء الجيل الجديد ؟
رصد «الوكالة نيوز»، بعض الأمثلة المتمثل بها العنف في إحدي المدارس التابعة لحي العمرانية بمحافظة الجيزة مع طفلة في المرحلة الإبتدائية، حيث قالت ( م .م ): "قام المعلم بضربي بكف يديه علي ظهري أمام زملائي، فترك أثرًا شديدًا عليّ ولم يكن خطأي كبير إلي هذا الحد ليقوم بضربي بهذه الطريقة "، وعلي الرغم من أن وزارة التربية والتعليم قامت بإصدار قرار بمنع الضرب في المدارس ومع ذلك لم تطبق بعض المدارس هذا القرار.
وعلي صعيد آخر، في إحدي المدارس التابعة لمحافظة البحيرة، قال إحدي الطالبات ( ش . ر ) عن ما يفعله مدير المدرسة بهم: "يقوم المدير في بداية اليوم الدراسي بأمرنا بتنظيف فناء المدرسة، ومن يعترض ينل أشد العقاب بالضرب علي جسده وإهانته أمام زملائه ".
هل تعتقد أن الضرب هو الأسلوب الأمثل للعقاب؟ إليك وسائل أخري تستطيع أن تجعل الطفل الذي أمامك يفعل ما تريده، منها المعاملة الحسنة بجانب الكلمة الطيبة له، العقاب بالضرب يؤثر سلبًا علي نفسية الطفل بينه وبين زملائه، ومن الآثار السلبية الناتجة أيضًا له كرهه لمدرسته وللتعليم.
يأتي نتاجًا عن تفشي ظاهرة العنف في المدارس ظهور واقعة أسوأ تواجهها مجتمعاتنا اليوم وهي "ظاهرة التنمر" ويمكننا عرض أسماء مختلفه لهذه الظاهرة ألا وهي البلطجة، التسلط، الترهيب، يأخذ التنمر في المدرسة اشكالًا مختلفة أكثرها شيوعًا عندما يكون الضحايا طلابًا والمتنمرون طلابًا مثلهم، هناك طلاب يكونوا ضحايا لهذه الظاهرة جراء ما تم اقترافه ضدهم من تنمر لفظي أو جسدي مما قد يؤدي إلي تركهم للمدرسة، والبعض يتخوف من الذهاب إليها خوفًا من وقوعه فريسة لهذه الظاهرة.
وإليك بعض من النقاط المتسببة في ظهور ظاهرتي العنف والتنمر في مجتمعاتنا:-
أولًا، عدم وجود وعي وفهم كافي عند الطلاب لطبيعة وهدف المدرسة وعدم إدراكهم أنها تهدف إلي العلم وبناء الشخصية.
ثانيًا، وجود خلل في الأساليب التربوية المتبعة في المدرسة والتي من شأنها تقوية العلاقات بين الطلاب.
ثالثًا، سوء معاملة المدرسين للطلاب خاصة اتباع أسلوب التفريق بين الطلاب وهو ما يمكن لخلق مشاعر الغيرة والكره بين الطلاب ويقود في النهاية إلى الصدام المباشر بينهم.
ختامًا نستطيع طرح اسئلة نحتاج لإجابات لها، لماذا وصل مستوي العنف والتنمر في المدارس إلى هذا الحد؟ وأين دور مؤسسات الدولة؟ ومن المتسبب في انتشار هذه الظواهر؟ وعلى من تقع المسؤولية؟ وماذا سيكون مستقبلها؟.