قال رجب هلال حميدة البرلماني الأسبق ونائب رئيس حزب إرادة جيل ، إننا نتابع في هذه الأيام التصريحات والتداعيات الصادرة من جانب أثيوبيا حول ملف سد النهضة ، وردود فعل الدولة المصرية ، وتحركات وزير خارجيتنا السيد سامح شكري، مشدداً علي اننا نتابع هذا الملف يوماً بعد يوم ، باعتباره يمثل الملف الأهم والأخطر ، بل هو الملف المحوري ، فقضيته هي القضية المحورية خلال تلك المرحلة التاريخية والمهمة ليس من عمر الدولة المصرية فقط ، بل من عمر الدولتين السودانية والاثيوبية ايضاً ، ولا ابالغ ان قلت عمر المنطقة والعالم بأسره .
[caption id="attachment_660870" align="aligncenter" width="300"] رجب هلال حميدة وسد النهضة[/caption]
لا تصدقوا أي تصريح أمريكي
وأضاف رجب هلال حميدة خلال سلسلة حواراته لـ " الوكالة نيوز " أنه يعتقد من خلال تعدد التصريحات للمسؤولين الأثيوبيين ، سواء من رئيس الوزراء آبي أحمد ، او من المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأثيوبية ، وبعض المحللين الذين يتم استضافتهم عبر القنوات الفضائية ، أن سد النهضة هو سد المكايدة والمعاندة والمناكفة مع الدولة المصرية ، مشدداً علي ان أثيوبيا تُستخدَم من قبل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ، ولا تصدقوا أن أي تصريح يصدر من المسؤولين الأمريكيين يكون ايحابياً يخدم الموقف المصري ، او ينم عن تفهم لموقف الدولة المصرية أو مسانداً لها ، ولكن علي العكس من ذلك تماماً ، وتابع نائب رئيس حزب إرادة جيل : أن أمريكا دولة كبيرة ، دولة صاحبة إرادة ، ولو كانت تريد التوصل لحلول لفعلت ذلك ، بل يمكنها إرغام أثيوبيا ، وإرغام إسرائيل هي الأخرى بان ترفع يدها عن هذا الملف ، لذا فليس غريباً ان نقول علي هذا السد بأنه " سد المعاندة والمكايدة " لـ الدولة المصرية .
https://youtu.be/lqaI9Ic4SL8
الأزمة ستتفاقم وتأخذ منعطفاً خطيراّ
وأردف حميدة أن مجلس الأمن الوطني الأثيوبي اجتمع يوم السبت الموافق 24 إبريل 2021 برئاسة أبي أحمد ، وهذا المجلس يعد مؤسسة مهمة جداً في إثيوبيا فهو منوط به متابعة السياسة الخارجية ، وايضاً السياسة الداخلية ، وله ان يتخذ من القرارات التي يراها مناسبه ، ويلزم بها كل المؤسسات في دولة أثيوبيا ، لذا كان البيان الصادر عقب اجتماع هذا المجلس مرآه عاكسة لنوايا اثيوبيا الخبيثة ، وكان بمثابة تحدٍ سافر لمصر والسودان ، ويجزم بما لا يدع مجالاً للشك أن اثيوبيا ماضية نحو تنفيذ مشروعها المزعوم ، والذي يُطلقون عليه سد النهضة ، مشدداً علي انهم عندمل يقومون بالملء الثاني للسد في الموعد الذي قرروه ، في 5 يوليو القادم اي بعد شهرين من الآن ، ستتفاقم الازمة وستأخذ منعطفاً خطيراّ ، ينبغي التوقف امامه طويلاً نظراً لتداعياته السلبية.
[caption id="attachment_660871" align="aligncenter" width="300"]
رجب هلال حميدة[/caption]
مصر دولة عظيمة
وأشار رجب حميدة في اجرأ حوراته الي أنه لم يكن هناك تدخل دولي حقيقي ، فأعتقد ان الازمة ستزداد تعقيداً ، تدخل دولي يليق بمكانة وعظمة الدولة المصرية وقيادتها باعتبارها دولة كبيرة ، دولة عظيمة ، دولة لها تاريخها المشرف ، دولة لديها قيادة سياسية لها وضعها واحترامها داخل المجتمع الدولي ، واردف قائلاً : وبالتالي لا يمكن أن يترك هذا الملف هكذا دون حسم ، وإلا فالدولة المصرية ينبغي عليها أن تقوم بعدة أمور في المرحلة القادمة ، وأظن بل وأنا على يقين أن قيادات الدولة تفكر في ذلك وتضعه في الحسبان ، بما يؤكد قدرتنا علي صنع واقع وايجاد حلول تجنبنا مخاطر السد بعيداً عن الحرب وتداعياتها .
المخلوع عمر البشير كان يكابر ويعاند مصر
وأكد البرلماني الاسبق في حوار الساعة حول سد النهضة الاثيوبي أنه على الدولة المصرية مخاطبة مجلس الأمن ، ومخاطبة الأمين العام للأمم المتحدة ، في اطار مخاطبتها لـ المجتمع الدولي كما أوضحنا من قبل ، لذا فكل التحركات تؤكد ان مصر لم تقصر وطرقت باب كل الدول ، وشرحت موقفها السلمي الذي قوبل بالتعنت الإثيوبي ، حتى ان السودان أيام الرئيس السابق عمر البشير او المخلوع عمر البشير ، الذي كانت له انتماءات نضع تحتها خطوط كثيرة جداً ، خطوط حمراء ، فقد كان ينحاز ويركَن الي الجانب الأثيوبي ، ربما مكايدة في مصر ، او عناداً في مصر ، او غروراً وصلفاً ، ومحاولةً لان يقول لمصر انا هنا ، وانا صاحب قرار الآن ، وأنتم في حاجة اليّ ، فربما كان هكذا يفكر عمر البشر ، وهو بطبيعة الحال كان ينحاز ايضاً الي تيارات معادية للدولة المصرية ، وعلي ايه حال فقد رحل البشير بكل سوءاته ، وجاءت حكومة سودانية مؤقتة ، حكومة مستقلة ، حكومة تدير الموقف بوطنية وبحس وطني من أجل مصلحة دولة السودان ، خاصة وان السودان ستتعرض لمخاطر أكثر من المخاطر التي ستتعرض لها مصر ، ومن هنا اتحدت المواقف بين الدولتين ، وينبغي ان تتجه الدولتان معاً الى مخاطبة مجلس الأمن والأمم المتحدة ، وعليهما ايضاً ان يواصلا ضغطهما وتواصلهما مع المجتمع الدولي .
تحركات الوزير سامح شكري
وأشار نائب رئيس حزب إرادة جيل لـ " الوكالة نيوز " ، الي أن وزير الخارجية المصري السفير سامح شكري ، طالب روسيا من خلال تصريحات وخطابات وجهها لنظيرة وزير الخارجية الروسي طالبها موسكو خلالها بأن تتدخل في هذا الملف ، وأن يكون لها دور فاعل ومؤثر وملزم مع المجتمع الدولي ، ولكي تدفع اثيوبيا نحو التوقيع علي اتفاق ملزم لكل اطراف الازمة ، اتفاق يجعل المجتمع الدولي مراقب ومتابع لـ الازمة ولكافة تطوراتها ، حتي يتم الخروج منها بسلام ، وبلا أي اضرار لاي طرف علي حساب الأخر ، فالمجتمع الدولي جزء أصيل من تلك القضية المحورية ، وقضية المياه قضية حياة أو موت للجميع ، ومصر لن تفرط أبداً في نقطة من ماء وتعتبر المياه ايضاً بالنسبة لها قضية حياة أو موت ، وفي ذات الوقت تتحرك بحذر وبحكمة وتفهم تماماً ان الملف محفوف بالمخاطر ، لذا تحسب كل حساب لكل خطوة حساباً جيداً ، وتدرك انها لن تنجر لحربٍ قد لا تحقق النتائج الايجابية المرجوة لصالح الدولة المصرية ولصالح المواطن المصري .
القاهرة ضامنة لاستقرار المنطقة
واختتم رجب هلال حميدة حديثه قائلاً : مصر عبر الأزمنة والعصور ، لن تكون دولة معتدية ، ولن ترتكب افعالاً تؤثر علي السلم العالمي بالسلب ، بل هي دولة ضامنة لاستقرار منطقة الشرق الأوسط ، بما لديها من تاريخ ، وبما لديها من جيش وطني نظامي مدرب ، يعد من أقوى الجيوش في منطقة الشرق الأوسط ، ومن أقوى الجيوش في العالم ، ويأتي ترتيبه السادس عالمياً ، وتابع حميدة قائلاً : أننا في المركز التاسع من ناحية التسليح البحري ، والمركز العاشر من ناحية التسليح الجوي، مصر دولة كبيرة ، دولة ضامنة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ، وعندما يكون هناك استقرار في منطقة الشرق الأوسط ، ما الذي يحدث للعالم ، يحدث خير كثير جداً ، لان العالم له مصالح هنا .
اقرأ أيضا..
رجب هلال حميدة يدعو لعقد مؤتمر عام للأحزاب السياسية لمواجهة التعنت الأثيوبي التى تقف وراءه إسرائيل