إعلامية توضح الطريقة المثالية للتغلب على الأفكار السيئة تزامنا مع انتشار كوفيد-19

قالت الإعلامية راوية العلمي في برنامجها ببساطة على قناة "العربية" بأن الإنسانية تعاني جمعاً مؤخرا من سلسلة من المشاكل يبدو وكأنها تأتي تباعاً فمن كوفيد-١٩ إلى تداعياته الإقتصادية والصحية وتأثير هذه العوامل على الحياة الإجتماعية إلى آخره وفي ظل هذه الصورة السريالية أصبح الحفاظ على الحالة النفسية الايجابية مهمة صعبة للجميع تقريباً وبات التوقع الأسوء من الغد هو السمى الغالبة على تفكير الاغلبية لكن للعلم تفسير آخر للسلبية التي نراها يوميا في كل مناحي الحياة وهي ان البشر يعانون من حالة التحيز السلبي بوجود كوفيد-١٩ أو عدمه.

ما هي هذه الحالة الإنسانية Negative Bias؟

وأردفت راوية العلمي : لنفترض أن أحد أبناءك جاء مع النتائح الفصلية المدرسية ل عشرة مواد ثمانٍ منها مرتفعة و اثنتين منخفضتين فأنت في الغالب ستركز وتتذكر الإثنتين ورغم أن الجيد هو نتائج الثمانية مواد فهذا تحيزٌ سلبي ولنفترض أن أحد أصدقائك في العمل قال لك جملة ما فثارت أعصابك المحادثة كلها فقط أخذت خمس دقائق ويوم عملك تسع ساعات فما أن تعود لتُسأل كيف كان يومك فإجابتك ستكون سيئ للغاية هذا ايضا تحيز لكن لماذا؟ واستكملت راوية العلمي بأنه علمياً هذا التحيز نابع من كون أن أمرين متشابهين حيث الثقل أحدهما سلبي والآخر ايجابي فإن الأشياء ذات الطبيعة السلبية سواء كانت أفكار غير سارة أو مشاعر حزينة أو حتى أحداث صادمة فإن تأثيرها يكون أكبر على الفرد من الأمور المحايدة أو حتى الإيجابية وذلك لأننا كبشر نتذكر التجارب السيئة أكثر من الايجابية ونتذكر الإهانة أكثر المدح ونفكر بسلبية أكثر ونستجيب بقوة للدراما أكثر من الأحداث السعيدة. وذكرت راوية العلمي بأن عالم النفس الأميركي "ريك هانسون" يقول إن الأمر يعود لملايين السنين من التطور فأجدادنا اضطروا إلى جمع الطعام في بيئةٍ مليئةٍ بالأخطار وبالتالي الإنتباه وملاحظة الحيوانات الضارية والأخطار الطبيعية، وهي سلبية! كانت أهم بالفعل من الفوز بالطعام، وهي ايجابية وهؤلاء مرروا جيناتهم السلبية إلى أجيال لحقتهم هل هذا يعني اننا لا حول لنا ولا قوة في مقاومة السلبية اذا؟ واختتمت راوية العلمي : كلا، فعلماء النفس ينصحوننا بالتالي أولاً - توقف واكسر دائرة السلبية فور الشعور بها وبدلا من الخوف من السيئ تذكر أنك تملك تجارب سابقة قادرة على سحبك في الإتجاه الصيحيح ثانياً - ضع الأمور في منظورها الصحيح وابتعد عن المبالغة في شعورك لا أن تتجاهل الاخطار ولكن أن تتذكر الجوانب الجيدة كما السيئة ثالثاً - أخلق عادات جديدة فما إن تتمكن منك الأفكار السيئة لا تصاحبها واذهب إلى المشي مثلا أو استمع للموسيقى السعيدة أو حاول أن تقرأ شيئا رابعا - خذ وقتك للإستمتاع وحفط اللحظات السعيدة لتساعد دماغك على حفظها في الذاكرة كما السيئة والتي جينيا أسهل للتخزين فببساطة السلبية قادرة على التأثير على عقلك وصحتك وتصرفاتك بقوة ولكن إدراك هذا النمط الفطري للميل للسلبية سيساعدك كثيرا على مقاومتها ومحاولة الإستمتاع أكثر باللحظات السعيدة سيعين دماغك وجهازك المناعي على العمل بقوة أكبر كل ماعلينا فعله هو زيادة لحظات الحمد.

ناجي وليد

اقرأ أيضا.. وزير الخارجية البريطاني : العالم تغير خلال العامين الماضيين بسبب كورونا