اهم الاخبار
السبت 02 نوفمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

مريم الكعبي تكتب: حماس تستثمر في الدم.. تعطشها للسلطة يخرجها من دائرة المقاومة

حماس تستثمر في الدم
حماس تستثمر في الدم

لا صوت يعلو فوق صوت المزايدات والشعارات، وعدنا إلى نقطة الصفر من جديد، فالجماعات الإرهابية تعود من جديد من بوابة القضية الفلسطينية ، وهو من أسباب التصعيد الذي قامت به حماس ، استثمار الدم منهج عمل لهذه الجماعات كان وسيظل .

والإعلام العربي في تحليله للأحداث والأصوات التي كتبت والمسيرات التي حدثت ، مشهد يتكرر بنفس السيناريو وبنفس النهايات ، وينجح الخطاب المؤدلج في هزيمة العقل والانتصار للعاطفة التي تحرك الجموع العربية ، وحركة حماس جماعة إرهابية ، جرائمها لا تقل بشاعة في حق الشعب الفلسطيني عن جرائم إسرائيل ، فالشعب الفلسطيني تحتله سلطة تحكمه بالحديد والنار تحت مظلة احتلال إسرائيل لأرضه ، لن يجد الشعب الفلسطيني طريقه للتحرر ومن يحكمه يتاجر بدمه وقوته وأمنه من أجل سلطة لم تقدم شيئاً سوى استغلال القضية .

[caption id="attachment_672868" align="alignnone" width="864"]حماس تستثمر في الدم حماس تستثمر في الدم[/caption]

الصراعات الدموية

ولأن العقلية العربية يحكمها الخطاب الإعلامي التقليدي القائم على الشعارات ، سيحدثونكم عن انتصارات

‏مثلما يقوم بعض المؤلفين والمخرجين باختيار نهاية أعمالهم لتتوافق مع الحدث ، هكذا يفعل الإعلام العربي

‏انتصارات وهمية على لسان الجماعة الإرهابية المسماة حماس ، والإعلام العربي ، وحملة الشعارات ، والعقول التي توقفت في التعامل مع الأحداث عند سطر الحنجريات ، والعنتريات سيدفعون بالأحداث كما يريدون ، مثلما صوروا الصراعات الدموية بأنها ثورات ومثلما قدموا الخراب والفوضى الخلاقة بوصفها تحرر ، يصورون لكم ما قامت به حماس من استدعاء جرائم اسرائيلية هو انتصار .

‏ومطلوب منك كعربي أن تظل تحت وصاية الإعلام ، والإعلام لا يتغير ، الإعلام يقوم على تزييف الوعي ، ومن خلال التزييف يعود هذا الإعلام بالدفع مرة أخرى بالفكر المؤدلج عبر بوابة القضية الفلسطينية ، وأنت عليك أن تتوقف عن التفكير وتأخذ كل ما يرمون به إليك لا سيما اذا كانت القضية هي الوعاء المستخدم ، فقد انتفضت مشاعر البعض لأن هنيه قدم الشكر لإيران؟ ، لا تستغربوا فهو في الحقيقة يجب أن يقدم الشكر لإسرائيل أيضاً ، لأن الجميع خرج بمكاسب من هذه الجرائم ، الخاسر الوحيد هو الشعب الفلسطيني والعقلية العربية التي تتم برمجتها من جديد لاستقبال الفكر المتطرف بعباءة المقاومة .

[caption id="attachment_672869" align="alignnone" width="1200"]حماس تستثمر في الدم حماس تستثمر في الدم[/caption]

حماس ارهابية

عزيزي المواطن العربي ، حماس التي تصفق لبطولاتها العنترية ، هي السبب في أن الفلسطينيين ، بقطاع غزة يعانون من قسوة الحياة وصعوبة العيش لأن حكمها قائم على الاعتداءات والتخوين لمن يخالفها الرأي ولا يسير في إطار مشروعها الإخواني ، فهل ذكركم هذا بشيء ؟؟ ، حماس التي يقدمونها لكم اليوم صاحبة الانتصار الوهمي ، هي التي قامت بحصار واعتقال الشبان وزجهم في سجونها ومراكز التحقيق والتعذيب التي تديرها ، وبعضها في مساجد حولتها لسجون ، وكل جريمتهم حراك سلمي تحت شعار  ، ‏" بدنا نعيش " ، قمعته حماس لأنها احتلال يخدم احتلال ، حماس التي يقدمونها لكم في عباءة المقاومة وهي أكبر عدو لشعبها وقضيته هي التي منعت تنقل وزراء ، الحكومة بين غزة والضفة الغربية عبر حاجز " إيريز " خلال2019 ، واعتدت على بعضهم وعلى مرافقيهم كما قامت بالتضييق على حركة المواطنين .

حكومة حماس الإرهابية في غزه تقوم ببيع بعض الأدوية للصيدليات بدلاً من تقديمها مجاناً للمرضى والمصابين ، وترسل البعض الآخر إلى المستشفيات الخاصة بقيادتها ، تتاجر بالدم ، تتاجر بالمرض ، هذه هي الجماعة التي يصورها الإعلام العربي لكم بأنها جماعة مقاومة وتصدي ، والثراء  المفاجئ الذي حظي به أبناء إسماعيل هنية ، خلق مشاكل في الحركة ، والسؤال هو كيف يمتلكون هذا الكم من العقارات دون أدنى مجهود يذكر ؟ ، في الوقت الذي يعاني فيه أهالي غزة في الفقر منذ بداية حكم حماس ! ، ابحثوا عن الإجابة .

‏سلطتان فلسطينيتان ، متنافستان ، ومتعارضتان ، واحدة لحركة فتح في الضفة ، والثانية لحركة حماس في غزة ، كل واحدة منهما لها أجهزتها الأمنية والخدمية ، وكلاهما تحت الاحتلال والحصار أو تحت هيمنة السلطة الإسرائيلية ، هل تصدق بأن هذا الواقع به أساس لحل للقضية وبحث عن حقوق شعب ؟ ، فما قامت به حماس من انقلاب على السلطة وفرض حكومة الأمر الواقع هو الذي أدى إلى تكريس الانقسام والخلاف والفوضى في الساحة الفلسطينية ، وإحكام قبضة إسرائيل على القطاع ، وفرضها لهذا الحصار الظالم ، وكل ما تقوم به حماس هو إبقاء الوضع على ما هو عليه ، الأطراف التي تؤيدها لا تهدف لحل .

التعطش للسلطة ، أخرج حماس من مربع المقاومة ، إنها اليوم كابوس يعاني منه الشعب الفلسطيني في دائرة تتسع لمعاناة أشد وطأة من احتلال وتهميش وحقوق مسلوبة ، وأصبحت القضية مساومات ومزايدات وسماسرة دم يحتفلون بانتصارات وهمية على جثث الأبرياء وهدم منازلهم ، والاستثمار في القضية الفلسطينية ، البوابة الواسعة لعودة الفكر المؤدلج ، ضعوا تحت العبارة ما تشاءون من خطوط ، الإعلام العربي عن عمد وإصرار يخدم هذه العودة أم عن جهل ؟ ، لا نعلم ، ولكن الشحن العاطفي الذي نراه بالتأكيد نتائجه وخيمة .

[caption id="attachment_672870" align="alignnone" width="1024"]حماس تستثمر في الدم حماس تستثمر في الدم[/caption]

‏هبة القدس وصناعة الأمل

طارق سويدان ومن خلال حلقة حملت عنوان هبة القدس وصناعة الأمل على قناة الجزيرة ، يعود مرة أخرى إلى خطاب التغيير ، وتحريض الشباب للدعم و الانضمام للمؤسسات تحت دعوة نصرة القدس ، كما يدعو إلى التبرع المادي لهذه المنظمات ، ويجدد دعوته لأصحاب الأموال من أجل تأسيس جمعيات ومؤسسات ودعمها ، التغيير الكارثي الذي كان بسرقة أموال الجمعيات ، الخيرية وتوظيفها لتسليح المتطرفين ، والذي أوقفته بعض حكومات الدول العربية مما ساهم في تجفيف منابع الجماعات الإرهابية ، يدعو طارق سويدان إلى بث الروح فيها عبر الجزيرة ومن بوابة نصرة القضية الفلسطينية بإنشاء مؤسسات ودعمها بالأموال .

وبالطبع اجتماع طارق سويدان صاحب أرضية التغيير ودعوات التشييد عليها وما أدت إليه ، مع الجزيرة التي تبنت خطاب التحريض والتجييش ، كان فرصة جديدة لتخوين الدول التي عقدت معاهدات سلام مع إسرائيل واتهامها بالخروج عن " الإيمان " ، استخدم مصطلح الإيمان بدل الإسلام ليبعد عن تكفيرها مباشرة ، وفي حقيقة الأمر أن اتهام طارق سويدان الدول التي عقدت معاهدات سلام مع إسرائيل بأنها خائنة ومنبطحة وبعيدة عن الإيمان ، يأتي في نفس سياق التصعيد الدعائي الذي شهدناه في الأيام السابقة من توظيف الاعتداء لتكفير شعوب المنطقة ، خطاب التكفير يعود من بوابة القضية .

‏لم يكتف طارق سويدان الأب الروحي لشعار التغيير من توجيه خطابه التحريضي للشعوب العربية ، ولكنه انتهز الفرصة لمخاطبة العرب والمسلمين في الدول الغربية ، بالنسبة لي لا أستغرب عودتهم بهذه القوة فمنذ بداية الأحداث كتبت هذا ، وهي فرصة أخرى نكتب فيها للمرة المليون ، الأخوان يجيدون منهجية التقية ، يندمجون في المجتمع ، يُظهرون الولاء للنسيج المجتمعي ، ولكنهم يعودون مع أية أزمة ، إن لم يجدوا أزمة صنعوها ، إن لم يستغلوا الفتنة ، افتعلوها ، إن لم يستغلوا حدثاً صنعوه.

[caption id="attachment_672871" align="alignnone" width="1026"]حماس تستثمر في الدم حماس تستثمر في الدم[/caption]

‏الخطاب الشعبوي البغيض

هذا الخطاب الشعبوي البغيض ، هذه المنهجية لتوظيف العواطف من أجل إصابة العقل العربي بشلل جماعي وغيبوبة تامة فإلى متى ؟ ، متى نجد مواجهة حقيقية لأفكار ، دمرت ، وهدمت ، وغذت الكراهية ، وقسمت الشعوب العربية ، ووأدت الفكر ، وأنشأت التطرف ، وجعلت البعض يكفر بالقيم والثوابت ؟ ، متى ؟ ، هذا الخطاب الملعون ، الذي أصابت لعنته كل خلايا الأدمغة العربية ، متى يزول ! ، هذا الخطاب الذي يُرهب كل صوت ، ويغتال معنوياً كل رأي متجرد ، ويُكفر كل من اختار عقله بعيداً عن العاطفة ، متى يتم تجفيف منابعه ؟ ، متى يصمت أصحاب الشعارات البالية من المتحزبين وأصحاب الأجندات ؟ ، فنحن جيل تشبع من هذا الخطاب الشعبوي المقيت ، صدقناه حتى اكتشفنا تزييفه ، ما ذنب الأجيال الجديدة أن تعيش في زنزانة هذه الخطابات ذاتها التي أوردتنا الهلاك والتي لم تجن منها شعوب العرب إلا الانهيار والتخلف والفقر والجهل والموت والتهجير والتطهير العرقي وسرقة مقدراتنا وأراضينا .

واحتاج الأمر إلى سنوات من قراءة المذهب لكي اكتشف أن الفساد ليس في التطبيق ولكن الفساد في المذهب نفسه وأن تلك الأفكار الثورية لم تكن أكثر من تحشيد وتحريض ودفع لكتل الجماهير نحو ثأر تاريخي يخرج العالم من ظلم ليلقي به في ظلم أفدح وأشمل ، وهذا ما قاله الدكتور مصطفى محمود⁩ في كتاب ، " لماذا رفضت الماركسية " ، فقد تختلف المسميات والولاءات والمفردات ولكن هذا الجزء من كتاب " لماذا رفضت الماركسية " ، للدكتور مصطفى محمود يختصر منهجية عمل الأحزاب في الوطن العربي ، كانوا وما زالوا سواء كان الأمر بعشوائية وصفاء نية أو بجهل وتعمد .

قيم الدين تدعو إلى الوحدة وتكاتف النسيج والتعاضد ، والمتحزبون في كل خطاباتهم يحرضون على الصراعات ويبثون الفتنة ويؤججون الكراهية ، بعضهم يفعلون ذلك بعباءة الدين والبعض الآخر بعباءة نصرة المظلومين ، والنتيجة شيوع الظلم وتكريس الانقسام ، فمن يريد لك الخير ، يستنهض إرادتك ، ويخلصك من إرث رثاء الذات ولعن الظلام ، بدفعك للعمل والإنجاز مهما كان نوع العمل ، من يخدمون أنفسهم والبشرية ليسوا من يلعنون ، ولكن من يعملون .

قيادي من حماس لـ :CNN الهدنة قريبة مع إسرائيل

كاتبة المقال : كاتبة وناقدة اعلامية إماراتية .. صادر لها كتاب « آهات الصمت » عن دار الكتاب الجامعي .. وكتاب « حاول مرة اخري » عن دار همايل .. ورواية « امرأة تحترق » عن دار اوراق

ﺗﻔﻀﻴﻼﺕ اﻟﻘﺮاء