رجب حميدة : السيسي يرصد ألاعيب إسرائيل وعبثها بالأمن المائي.. ولليهود حق عقائدي في القدس| فيديو

مازالت الأوضاع في فلسطين رغم قرارات وقف اطلاق النار صعبة ، ومازال المسجد الاقصي يئن كل صباح من ضربات الطغاة ، فالوضع مخز . بل وعار فوق جبين كل العرب والمسلمين ، وها هي " دولة الميعاد ، او دولة الرب " ، كما يحب ان يطلق عليها الصهاينة ، ها هي تستفحل وخطرها يتفاقم ، تلك الدولة التي تنبأ " هرتزل " بتأسيسها فوق ارض عربية مغتصبة ، قبل قيامها بـ 50 عاماً ، فالدول العربية والاسلامية ايضاً ابتعدت عن التوجه الالهي ، في الوقت الذي نجد فيه حكام اسرائيل يتمسكون بـ التلمود والتوراة حتي باتت دولة دينية وقيادتها توراتيون .
ورغم كل ما تتعرض له فلسطين من نكبات ، تبقي الدولة المصرية الداعم الابرز والاقوي للقضية الفلسطينية ، منذ عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وصولاً للرئيس عبد الفتاح السيسي ، الذي يدعم فلسطين الدولة والشعب وليس حماس الحركة ، وتبقي وقراراته بمثابة انعكاس لعظمة ومكانة مصر الدولية ، فمصر دعمت القضية الفلسطينية بالدم والمال ، رغم ما تواجهه من حرب وتآمر اسرائيلي، وبالاخص في ملف المياة .
وقرارات ومواقف الرئيس عبد الفتاح السيسي تتحدث عن نفسها ، وتبعث برسائل ردع لكل الاطراف ، رسائل تقول لـ تل ابيب ان مصر قادرة علي الوصول للعمق الفلسطيني ، قادرة علي ان تحاصر مؤمراتكم وتمنع ما تخططون له بليل ، مصر السيسي تعلم وترصد ألاعيب اسرائيل وعبثها بقضية المياه وسد النهضة .. كل ذلك واكثر جاء ضمن تصريحات البرلماني الاسبق ونائب رئيس حزب ارادة جيل رجب هلال حميدة ، خلال سلسلة حوراته لـ بوابة " الوكالة نيوز " الاخبارية .. السطور التالية تحمل المزيد والمزيد من التفاصيل :
-هرتزل ومؤتمر بازل بسويسرا عام 1897
حيث قال البرلمانى الاسبق ونائب رئيس حزب ارادة جيل رجب هلال حميدة إن العصابة الصهيونية المجرمة استوطنت بلاد العروبة والإسلام " فلسطين " بعد مؤمرات تم ترتيبها بليل من قِبل الاستعمار البريطاني والفرنسي ، وبالتواطؤ من كل الدول الأوروبية ، منذ ان كانت فكرة أُعلن عنها في مؤتمر بازل بسويسرا عام 1897 على لسان " هرتزل " مؤسس الكيان الصهيوني ، وبالتحديد عندما انعقد المؤتمر الصهيوني الأول . https://youtu.be/Dy5FMvAd584 وأضاف حميدة : أن هرتزل أعلن في الماضي أن دولة إسرائيل ستقوم خلال 50 سنة وقال حينها " ربما لن يصدقنا العالم اليوم ، لكنها ستكون حقيقة بعد سنوات " ، وهذا ما حدث بعد 50 سنة بالتمام ، حيث قامت دولة إسرائيل على أرضنا العربية المغتصبة ، أو المسلمة بتواطؤ دولي ، ومن يريد ان يستزيد فليذهب للتاريخ ، ثم قال هرتزل أيضا " وبعد الـ50 سنة الأولى ستمر 50 سنة أخرى ، لنستكمل 100 سنة ، وبعد مرور الـ 100 سنة سيكون بيننا وبين العرب مواجهات حاسمة ، وعلينا أن نعد أنفسنا من الآن ، حتى نحقق لأنفسنا وأحفادنا دولة الميعاد أو دولة الرب " .

مات هرتزل وبقيت دولة الصهاينة
وتابع حميدة خلال سلسلة حواراته لـ " الوكالة نيوز " قائلاً : اعتقد ان هذا ما يتحقق وفق تسلسل احداث التاريخ ، وأنهم ماضون ويحققون للأسف ما رتبوا له ، ثم ألفوا بعد ذلك بما يعرف بـبروتوكولات حكماء صهيون ، الي ان " مات هرتزل " ولكن بعد أن وضع الفكرة عام 1903 وأعلن عنها ، ليأتي من بعده جيل أخر ليكمل ما بدأ امثال " بن جوريون " وآخرين ، ليكملوا المخطط الصهيوني الكبير ، الذي انطلق مع صدور " وعد بلفور " ثم توالت بعد ذلك الهجرات المتتابعة للصهاينة إلى أرض فلسطين ، والتي ما زالت ترتع فيها إسرائيل المستمرة في عدوانها ، كل فترة من الفترات تكيل لنا الضربات تلو الضربات .العرب والمسلمون امة متخاصمة
وأكمل البرلماني الأسبق أن المسجد الأقصى ، يئن كل صباح وكل لحظة ، جراء ضربات هؤلاء الطغاة ، المسجد الاقصي يعيش واقع مرير ومخز ، وللاسف دعونا نصارح أنفسنا ، فالأمتين العربية والإسلامية امم متخاصمة مع بعضها البعض ، رغم انهم يمتلكون الجيوش والعتاد والأموال ، ولكنها باتت أمماً مفككة ، واردف حميدة متسائلاً : أين كل الجيوش العربية والإسلامية ؟! ، وتابع : الدول الإسلامية للاسف تبتعد عن التوجه الإلهي ، في الوقت الذي تقوم فيه اسرائيل على أحكام التلمود والتوراة ، اسرائيل دولة دينية وكل قياداتها توراتيون ، لكن عندما يتحدث أي إنسان بمفهوم ديني بعيد عن المفاهيم السياسية والعبارات السياسية ، يتعرض لـ الاستهزاء من الكثيرين ويقولون ماذا فعل الدين ؟! ، وماذا فعل المتدينون ؟ ، ويرددون الف ماذا ؟ وماذا ؟ . وعلي ايه حال فالشعوب لن ترضى بالتطبيع أبداً " والكلام مازال علي لسان رجب هلال حميدة خلال حوارة لـ الوكالة نيوز " ، وتابع : الشعوب لن تنسي قضيتها الابدية رغم ان الإرادة السياسية في يد الحكام وليست في يد الشعوب ، لكن الشعوب في يدها إرادات اخري كثيرة منها مقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني ، رغم كل ما عقد من الاتفاقيات والمعاهدات ، سيبقى فقط الحكام هم المتواصلون مع نظرائهم في إسرائيل كإجراء دبلوماسي .الدولة المصرية داعمة لفلسطين بالدم والمال
وأكد رجب هلال حميدة ان الدولة المصرية لم تتخلي أبداً في يوم من الايام عن دعم القضية الفلسطينية وهي التي قدمت وتقدم الكثير والكثير ، وقدمت شهداء من القادة والجنود ، قدمت كثير من الأموال ، قدمت كل شيء منذ عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ، مروراً بالرئيس الراحل محمد أنور السادات والرئيس الراحل محمد حسني مبارك ، والذي جمد العلاقات مع الكيان الصهيوني ، باستثناء ذهابه مضطراً للمشاركة في تشيع جثمان إسحاق رابين .

إسرائيل تحارب مصر وتدعم سد النهضة
وأشار البرلماني الاسبق أن إسرائيل عندما تدعم أثيوبيا في بناء سد النهضة وتوفر له الحماية ، فهي بذلك تتآمر ايضاً علي دمار الدولة المصرية ، وكيف لا ؟! ، وهي التي قتلت أسرانا في حرب 48 ، وفي حرب 67، وحرب الاستنزاف ، فمن يحكم اسرائيل عصابة مجرمة وقاتلة ستزول حتماً ، وسينتصر الشعب الفلسطيني وسنحرر القدس منهم . فدعم فلسطين وغزة قضية أمن قومي مصري ، وقرار الرئيس السيسي بتقديم دعم للدولة الفلسطينية 500 مليون دولار يأتي من منطلق المسؤولية التاريخية تجاه القضية الفلسطينية ، اما خروج بعض الأصوات لتنتقد وتستغرب وتستنكر علينا ذلك ، وتقول : كيف لمصر ان تصنع ذلك ومصر كانت احوج لهذه الأموال ؟! ، لذا ارد علي هؤلاء وأقول : يجب أن تفهموا حجم وطبيعة دور مصر الريادي والتاريخي ، ودورها القومي والعربي والإسلامي الذي لا يفهمه امثالكم . وأضاف رجب حميدة : أن فلسطين تمثل العمق الاستراتيجي للأمن القومي المصري ، والرئيس السيسي يعلم ذلك تماماً ، ويدرك ألاعيب إسرائيل معنا ، ويعلم كيف تحاول تل ابيب أن تحاصرنا في قضية المياه ؟! ، لكي تعرض أمننا القومي للخطر ، وفي العمق منه أمننا المائي ، إسرائيل سبق وحاولت أن تمرر صفقة القرن وحاولت ان تتآمر لكي تأخذ جزءاً من الأراضي المصرية من سيناء لتضمها لقطاع غزة ، ولكن هيهات هيهات لها ذلك .
مصر تعود لـ محيطها العربي والأفريقي
وأشار رجب حميدة أن الرئيس السيسي ، بدعمه للأشقاء الفلسطينيين بسيارات الإسعاف المحملة بأطنان من الأدوية والمواد الغذائية والبترولية والقوافل الطبية المتحركة والثابتة ، كل ذلك يعد دعم لدولة فلسطين ودعم ايضاً للدولة المصرية ، لأن فلسطين لو سقطت في النهاية ، وغزة لو احتلت واخذتها إسرائيل ، وسيطرت عليها ستكون أرضنا على مرمى حجر من الصهاينة ، وهنا نكون قطعاً في خطر أكثر مما نحن عليه ، وبالتالي فأن خطوات وقرارات ومواقف الرئيس السيسي تقول لاسرائيل نحن قادرون على ان نصل إلى العمق الفلسطيني ، نحن قادرون على ان نحاصركم في الداخل ، نحن لن نترككم ترتبون بليل وتخططون بالنهار ، والقوى الدولية لن تدعمكم طويلا ، لأن القوى الدولية أدركت اليوم ان لمصر قراراً قوياً ، وأن مصر عادت إلى محيطها العربي ومحيطها الأفريقي ، وأصبح لها جيش قوي ، وأصبح لها شعب أبي يدور حول قضاياه العربية والإسلامية والإقليمية كلها ، العالم كله ينتبه الآن وينظر إلى الدولة المصرية ، التي قدمت ملحمة وطنية في دعم الدولة الفلسطينية . وتابع حميدة : ومهما كان المبلغ الذي قدمته الدولة المصرية للفلسطينيين كبير ، فالمصريين قادرون على ان يسددون مثل هذا المبلغ عشرات المرات دعماً لقضية القدس وقضية فلسطين ، ودعماً للنساء الأرامل وللصغار وللأطفال ، كل ذلك ينبغي ان نضعه أمام عيوننا وفي قلوبنا وفي عقولنا ، ونحن نناقش هذه القضية ، لذا اجزم ان قرار دعم غزة ، كان قراراً حكيماً ، يحسب لمصر ولا يحسب عليها .لن نطبع ولن نقامر بقضيتنا الام
وأضاف حميدة أن اسرائيل تتراجع الان امام الرد القوي من الفصائل الفلسطينية ، وأمام الموقف المصري بالتحديد ، إسرائيل تتراجع وتحاول ان تخفف من حده الخسائر التي تعرضت لها ، خاصة وان هناك قادة كبار في إسرائيل كانوا يرفضون العدوان الاسرائيلي علي غزة ، وأكدوا أن قرار الاعتداء على المسلمين في مساجدهم وهدم منازلهم ، وإطلاق الضربات نحو اراضيهم ، قرارات خاطئة ستدفع اسرائيل ثمنها غالياً ، بما يؤكد أن اسرائيل باتت غدة سرطانية زائلة لا محالة ، وستعود القدس يوماً ، وستعود بشارات النصر وراياته ترفرف فوق أرض العروبة والإسلام ، وهؤلاء المرابطون في فلسطين هم اخوة لنا ، ولن نتخلى عنهم ، ولن نطبع مع العدو الصهيوني ، ولن نقامر بأوطاننا ولا بقضايانا .