كتبت :ولاء النجار
أعلنت بريطانيا عن تسجيل أول حالة إصابة بشرية بفيروس جدري البقر، بعد الإعلان عن القضاء نهائياً على هذا المرض عام 1980.
تفاصيل تسجيل أول إصابة بفيروس جدري البقر
ذكر موقع «لايف ساينس»، أن فتاة تبلغ من العمر 28 عامًا، ذهبت إلى غرفة الطوارئ بالمستشفى، بعدما شعرت بهيجان وآلام شديدة في العين، واحمرار في العين اليمنى، و استمرت الأعراض لمدة 5 أيام، حيث وضع الأطباء للفتاة برنامجاً دوائياً عبارة عن مضادات حيوية وفيروسية لعلاج التهابات العين الشائعة، إلا أنها أصيبت بالتهاب النسيج الخلوي المداري، مما أدى لإصابتها بتعفن في نسيج العين، وسط قلق الأطباء بفقدانها الرؤية، وفقاً لما ذكره طبيب العيون المعالج "مايلز كيرنان".
أسباب انتقال فيروس جدري البقر
أن القطة الأليفة المتسببة فى العدوى أصيبت قبل أسبوعين بآفات حول مخالبها ورأسها، وعند فحص عينة من القطة وعينة من أنسجة عين الفتاة، جاءت نتيجة الاختبار إيجابية بفيروس من عائلة الجدري، وهو عائلة من الفيروسات التي تتضمن فيروس الجدري، و فيروس جدري القرود، و فيروس جدري البقر، وعند فحص التسلسل الجيني لعينة الفتاة، تأكد إصابتها بفيروس جدري البقر.
ويقدم لكم موقع «الوكالة نيوز» في هذا التقرير كل تفاصيل فيروس جدري البقر، وأعراض الإصابة به، والإجراءات التي يجب أن نتبعها لتجنب الإصابة بالفيروس.
ما هو فيروس جدري البقر؟
يصيب فيروس جدري البقر فصائل متعددة منها البقر والقطط والبشر، وهو مرتبط بفيروس لقاح الجدري، والذي ابتكره لأول مرة الفيزيائي الشهير «إدوارد جينور»، عام 1796 لتطعيم البقر ضد الجدري، بعد ملاحظته أن مزارعي الألبان الذين أصيبوا بجدري البقر محصنون ضد الجدري.
يعتبر جدري البقر من الفيروسات التي تنتقل بين كثير من الحيوانات بما في ذلك الأبقار والقطط ، ولا ينتقل الفيروس من إنسان إلى إنسان، وهو نادر في الماشية ، والناقل الرئيسي للفيروس هو القوارض، ويمكن للقطط أن تصاب بالعدوى عندما تقتل القوارض المصابة بجدري البقر ، لكن انتقال العدوى من القطط إلى البشر نادر الحدوث.
وتم الإبلاغ عن حالات بشرية متفرقة من جدري البقر في أوروبا في ذلك الوقت، ومعظمها يتعلق بالتعامل المباشر مع الحيوانات المصابة.
أعراض الإصابة بفيروس جدري البقر
تشمل الأعراض في القطط آفات على الوجه والرقبة والأطراف الأمامية والكفوف، والأقل شيوعًا ، التهابات الجهاز التنفسي العلوي.
أما أعراض الإصابة بفيروس جدري البقر في البشر موضعية، وآفات بثرية توجد بشكل عام على شكل آفات موضعية من الحويصلية البثرية على اليدين أو الوجه وتقتصر على موقع الإدخال، قد تتقرح وتتطور فيما بعد إلى خثار أسود قبل أن تختفي تلقائيًا.
لتجنب الإصابة بفيروس جدري البقر
جدري البقر هو مرض نادر يقتصر إلى حد كبير على الثدييات الصغيرة ، نادرا ما يحدث انتشار جلدي أو حتى الموت، ويمكن تقليل خطر الإصابة بشكل كبير بإجراءات النظافة مثل ارتداء القفازات عند التعامل مع الحالات المصابة.
ولكن لا يوجد علاج محدد متاح، ولا يوجد دليل معروف على انتقال الفيروس من إنسان لآخر.
تفاصيل وجود فيروس جدري البقر في القرون السابقة
يرجع أقدم دليل على المرض إلى القرن الثالث قبل الميلاد في المومياوات المصرية، ظهر المرض في القرن الثامن عشر مُتفشيًا في أوروبا ، يُقدر عدد الأشخاص الذين ماتوا بسبب المرض بـ400,000 شخص سنويًا، وثُلث الحالات أدت إصابتها إلى العمى، قتل الجدري حوالى 300 مليون شخص في القرن العشرين، وفي عام 1967، حدثت 15 مليون إصابة في السنة.
كان الجدري مرض شديد العدوى وبائيًا، ويتميز الفيروس وقتها بالانتشار السريع، من خلال السعال أو العطس أو الاتصال المباشر بالسوائل الجسدية الملوثة ، و الملابس وأغطية الفراش الملوثة ، وكان مميتًا وقد أصاب البشر لآلاف السنيين.
وتم القضاء على مرض الجدري الذي كان يُصيب البشر بشكلٍ طبيعي في جميع أنحاء العالم بحلول عام 1980، نتيجة حملة تحصين عالمية غير مسبوقة، قبل تطوير التطعيم ضد الجدري كان هذا المرض منتشرًا في جميع أنحاء العالم، وتميز كمرض موسمي يكون شائعًا أكثر في فصل الشتاء وبداية فصل الربيع.
آخر مريض أصيب بمرض الجدري كان في عام 1977 في الصومال (إفريقيا)، إثر اختفاء هذا المرض أوصت منظمة الصحة العالمية في عام 1980، لجميع الدول بالتوقف عن التطعيم ضده.
وأوصت منظمة الصحة العالمية بأن تقوم جميع المختبرات بالقضاء على كل مخزون الفيروسات الذي بحوزتها ، أو نقلها إلى واحد من مختبري منظمة الصحة العالمية، سواء في روسيا أو في الولايات المتحدة، وتعاون جميع الدول في القضاء على مخزون الفيروسات في شهر يونيو 1999.
وكانت الأعراض الأولية للجدرى تشمل الحمى والقيء، ويتبعها تكوين تقرحات فى الفم وطفح جلدي، وعلى مدى الأيام يتحول الطفح الجلدي إلى بثور مملوءة بالسوائل، وتنتشر على مستوى الجسم، وتكون قشرة على البثور ما تلبث أن تسقط مسببة ندبة في مكانها تشوه الجلد.
6 أطعمة لتعزيز مناعة الأطفال خلال جائحة فيروس كورونا «كوفيد 19»
