اهم الاخبار
السبت 20 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

عندما اشترى " رفعت المحجوب " مطبخ لـ أبنته بالقسط .. وصاحب المعرض يرد : فوت علينا بكرة

أيمن رفعت المحجوب
أيمن رفعت المحجوب

.. وتلك حكاية أخري عن أسد البرلمان الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب الأسبق ، يرويها نجله الدكتور أيمن رفعت المحجوب قائلاً : اتصل بي أمس أحد أكبر رجال الأعمال من القرن الماضي ، بل والحق أقول ولا أبالغ فهو كان واحد من أكبر ثلاث رجال أعمال فى مصر ، أنا لا أعرفه شخصياً ولم يكن بيننا حوار من قبل ، كل ما هنالك أنه وجد لى منشور من مذكرات أبي عن العدالة الاجتماعية وحقوق الفقراء فى مصر ، على صفحتي فى الفيس بوك ، وبعد التعارف و تبادل المجاملات الشكلية ، سألت : خير ان شاء الله يا فلان ، ما الذي يمكن أن أقدمه لك ؟! ، هل هناك أحد من أولادك أو أسرتك عنده طلب من الجامعة ، أقدر أن أساعد ؟! ، فقال : لا على الاطلاق ، بل اتصلت بك لكي أحكي لك قصة عن والدك الشهيد رفعت المحجوب .

عميل شخصية مهمة ومعه 2 بهوات

و بدأ بالحديث : كنا ذات يوم فى رمضان تقريباً عام ١٩٨٧ ، بعد وفاة والدتك رحمة الله عليها ، وسوف أخبرك كيف عرفت فيما بعد ، اتصل بي مدير أحد معارضي فى الدقي ، وقال لى : لدينا عميل يطلب شراء مطبخ بالقسط ، و يبدو أنه شخصية مهمة لأن معه حارس ومتوسيكل و إثنان بهوات ، و حضرتك تعرف نحن الان قبل الإفطار بساعات قليلة ، وليس لدينا محاسب لأنه غادر ، فمن سوف يكتب له إيصالات الأمانة فماذا نفعل ؟! ، فقلت ( والكلام مازال علي لسان صاحب المعرض ) ، خلاص قل له يجي بكرة بدري شوية ، وسمع المحجوب الرد ، فطلب من مدير المعرض أن يعاود الاتصال بصاحب المعرض ، فرفض مدير المعرض خوفاً من رب العمل ، فطلب المحجوب رقم التليفون واتصل بنفسه من تليفون السيارة . [caption id="attachment_685723" align="aligncenter" width="293"]رفعت المحجوب مع نجلته رفعت المحجوب مع نجلته[/caption]

نزلت من منزلى فى 10 دقائق وقلبي يرجف

وقال المحجوب : حضرتك فلان الفلاني صاحب معرض الأثاث ، فقلت نعم : ومن تكون انت ان شاء الله بشيء من الاستغراب ، فقال الرجل بكل تواضع : انا رفعت المحجوب وعندك فى المعرض عاوز اشتري شيء ، ضحكت ، و قلت له : أرجوك بلاش هزار نحن فى رمضان ، و الواحد صايم ومش عاوز أخرج عن شعوري ، فرد المحجوب وقال : خذ التليفون معاك مدير معرضك ، وبعد أن تأكدت انه هو رفعت المحجوب " رئيس مجلس الشعب بنفسه " ، نزلت من منزلى إلى المعرض فى أقل من عشر دقائق وقلبي يرجف ، وقلت فى نفسي رحت فى داهية ، الا أن المحجوب قابلني بابتسامة الأب ، وقال لى : أزعجناك يا فلان بيك .

طلعت مصطفى وعبد المنعم سعودي شهود

و كان معه اثنان من أقطاب مصر فى المال والأعمال ، ومن اكبر رجال الصناعة والزراعة و التنمية العمرانية وأعضاء مجلس الشعب ، هم المهندس الكبير طلعت مصطفي ( مؤسس مجموعة شركات طلعت مصطفي) ، و د عبد المنعم سعودى ، والذي طلب منهم المحجوب كما قال لى أن يحضروا معه لأنه قليل الخبرة فى تلك الأمور ، حيث فقد المحجوب زوجتة العام الماضي ، وهي التي كانت رحمة الله عليها هي من تتولى تلك الأمور ، وأراد أن يحضر معه خبراء " كما نقول اولاد سوق " ، وليس استاذ جامعة ، لكي يحصل على أجود المنتجات بأفضل الأسعار ، و علشان كدة احضر معه المهندس طلعت مصطفي والدكتور سعودى لأنهم يفهموا أكثر منه فى تلك الأمور ، ( على حد قول المحجوب لى) .

طلب التقسيط على 4 أشهر 

وبعد أن عرضت عليه كل ما لدينا من منتجات فى المعرض ، قال لى : اسمع يا بني ابنتي الصغيرة فى المدرسة ، وأنا اقوم بعمل تقريباً كل أكلها ، بعد رحيل أمها ، وندرس دروس المدرسة معاً فى المطبخ أغلب الوقت ، وهي تريد مطبخ جديد ، فرجاء ان تجد لنا مطبخ عملي ، وبسعر معقول ، دلع بنات والله ، ضحكت وقلت له : أى مطبخ هنا تحت أمرك و ببلاش كمان ، رد وقال : أبداً أبداً ، لو عاوز تكرمني ، أرجو ان تقبل ان أقسط المطبخ على ثلاث أو أربع أشهر فقط لاغير ، تعجبت و سألت : المهندس طلعت مصطفي الذي كنت أعرفه حسن المعرفة ، لماذا يشتري رئيس مجلس الشعب مطبخ بالقسط ، فرد المهندس طلعت مصطفي و قال : لأنه رفعت المحجوب ، الموظف العام ، ولكن بدرجة رئيس مجلس الشعب المصري .

طلب حاجة عملية وسعرها معقول

ثم استكمل المهندس طلعت مصطفي الحديث ، وقال : احنا قلنا له خليك فى المكتب يا دكتور ، واحنا حنجيب لك كل بتوع الأثاث هنا وانت تختار ، قال المحجوب : لا انا عاوز انزل اشوف بنفسي واتفرج ، أنتم سوف تشتروا الغالى ، وانا عاوز حاجة عملية و معتدلة السعر ، و بعد أن غادر المحجوب و من معه صالة المعرض ، أتي إليَّ مدير المعرض ، وقال : لم نأخذ من هذا الرجل وصل امانه بباقي المبلغ ، فضحكت وقلت ( والكلام مازال علي لسان صاحب المعرض ) : والله لو كان طلب خمسين مليون جنيه ، كنت سوف ادبرهم له فى اقل من يوم واحد ، مصر كلها تتمني أن تنال رضاه ، فهو من يحرك مصر ، والرئيس مبارك يحبه و يحترمه ، ولا يسمع لأحد غيرة من اهل السلطة ، إلا أنه من شرفاء هذا الوطن ، لا أعرف أن كان ذلك لحسن أو لسوء الحظ....!!!! شكرت أنا أيمن رفعت المحجوب الرجل ، وحمدت الله أن أبي عاش ومات على مبدأ واحد ، يتذكره الناس حتي بعد إستشهاده بثلاثين عاماً ، ( منقول عن رجل أعمال ، لم يرغب فى ذكر اسمه ، وانا احترمت رغبتة 2020) . اقرأ أيضا.. من مذكرات أسد البرلمان.. رفعت المحجوب وعاطف صدقي فوق طائرة مدريد .. وخناقة على الدرجة الأولى