أخبار عاجلة
كوفية الأزهر تثير أزمة فتح وحماس.. القصة كاملة
شهدت جامعة الأزهر في قطاع غزة، صباح أمس الثلاثاء، واقعة اعتداء أغضبت رواد مواقع التواصل الإجتماعي في الوطن العربي، حيث تعرض موظفي الأمن بالجامعة وعدد من طلاب الأزهر الذين يلبسون الكوفية الفلسطينية إلى اعتداء من شرطة حركة حماس المسيطرة على القطاع دون غيرهم من طلاب الجامعة، ومنعوهم من ارتدائها، وذلك داخل الحرم الجامعي.
الكوفية الفلسطينية
«من خان لا يستبعد منه الكذب» هذه عبارة قالها أحد رواد موقع التواصل الإجتماعي «تويتر»، تزامنًا مع إنتشار نبأ تلك الواقعة التي أطلق عليها «الكوفية»، وأيضا مع رد حماس على الاخبار المتداولة، وقام بتدشين هاشتاج كوفيتنا هويتنا.
تعليقات رواد تويتر
ووجد موقع «الوكالة نيوز» تعليق عبر «تويتر» من أحد الطلاب الذين تعرضوا للهجوم في الحرم الجامعي، حيث أكد الطالب أن شرطة غزة صادرت الكوفية التي كان يرتديها، بالإضافة إلى كوفيات طلاب آخرين، على الرغم من أن شرطة غزة، نفت منعها طلاب جامعة الأزهر من ارتداء الكوفية، وسردت أحداث مختلفة للواقعة.
رد حماس على واقعة الكوفية
وقالت أن شرطة أمن الجامعات، أعدت ترتيباتها للفصل الدراسي الجديد بناء على تعليمات إدارة جامعة الأزهر، وبالتنسيق مع أمن الجامعة، ولكنها تفاجأت يوم الإثنين، باعتزام أحد الأطر الطلابية تنظيم نشاط استقبال للطلبة الجدد، في مخالفة لقرار إدارة الجامعة، وعلى إثر ذلك أبلغت الشرطة مسؤول أمن الجامعة ليقوم بواجبه في تنفيذ قرار الجامعة، لتتفاجئ باستمرار إقامة النشاط صباح يوم الثلاثاء، وقامت بالتواصل مع مسؤول أمن الجامعة مؤة أخرى، وذلك من أجل احتواء الموقف دون جدوى، وبناء على ذلك تدخل مكتب شرطة الجامعة وطلب من الإطار الطلابي وقف النشاط التزاماً بقرار الجامعة، لكنهم رفضوا وقام بعض الطلبة وعناصر أمن الجامعة بالتهجم على ضباط الشرطة، وأثاروا حالة من الفوضى والشغب داخل حرم الجامعة.
فتح تتهم حماس
فيما لفتت فتح إلى تزامن حملة القمع ضد طلبة وموظفي الأزهر مع حملة حماس على الرئيس محمود عباس قبيل بضعة أيام من إلقاء خطابه في الأمم المتحدة، مشيرة إلى في الاعتداء على معتمري الكوفية بمثابة اعتداء على كل فلسطيني وطني، وأكدت أن الكوفية التي أصبحت رمزا للحرية والتحرر والكفاح لدى شعوب العالم مبعث فخر واعتزاز.
واعتبرت فتح أن العدوان على معتمريها في جامعة الأزهر انعكاسا مباشرا لمنهج الإقصاء الذي تمارسه حماس، وتعميما بالقوة والقهر للمفاهيم الظلامية المناهضة للفكر والمبادئ والتراث والتاريخ الوطني.
وناشدت الفصائل والقوى الوطنية، والمؤسسات الأهلية والحقوقية، إعلاء صوتها والدفاع عن الرموز الوطنية التراثية الفلسطينية وحقوق المواطنين الفلسطينيين في التعبير.
رد جامعة الأزهر في غزة على واقعة الكوفية
وفي هذا السياق، أصدرت جامعة الأزهر في غزة بيانًا أدانت فيه قيام شرطة الجامعات بالاعتداء على طلبة وموظفين من أمن الجامعة، معتبرة أن هذا السلوك مرفوض داخل الحرم الجامعي، مطالبة جهات الاختصاص والمسئولين بضرورة التدخل لحماية الجامعة وطلابها وعامليها، ومنع أي تدخل في الحرم الجامعي لغير جهات الاختصاص.
قصة الكوفية الفلسطينية
ويذكر أن الكوفية الفلسطينية تعتبر رمزاً للنضال والمقاومة، وقد اكتسبت شهرة واسعة النطاق بفضل كفاح الفدائيين الفلسطينيين، حتى أصبحت الكوفية جزءًا لا يتجزأ من ثقافة الفلسطيني فيما بعد، حيث ارتبطت بالاحتلال بسجونه وحصاره.
وبدأ ارتباطها بالمقاومة منذ ثورة 1936، وتلثم بها الثوار في القرى الفلسطينية أثناء مقاومتهم القوات الإنجليزية، حيث كانت فلسطين في ذلك الوقت واقعة تحت سيطرة الانتداب البريطاني، وسرعان ما استخدمها الثوار في المدن كلثام اقتداءً بشركائهم في القرى.
واستمر هذا الاستخدام للكوفية قائمًا أثناء محاربة العصابات الصهيونية والمهاجرين اليهود، حتى نكبة عام 1948، هكذا ظلت الكوفية في نفس الفلسطيني رمزًا لمقاومة الظلم والثورة على المحتل، حتى تَحَولت الكوفية كرمزٍ عالمي للقضية الفلسطينية، بدأ عام 1964، بعد تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، وتزايد التأييد الشعبي لهذه القضية بعد أن نجحت المنظمة في إيصالها لكل دول العالم.
حتى خرجت الكوفية من العباءة الفلسطينية وعبرت الحدود الجغرافية، لتصبح رمزًا عالميًا للمقاومة والتحرر.